«من التصفيق إلى التشكيك».. تعثر المغرب فجّر الغضب ضد وليد الركراكي

{title}
همزة وصل   -
بعد الإنجاز التاريخي في مونديال قطر 2022 والحصول على المركز الرابع عالمياً، عاش الشارع الرياضي المغربي حالة من التفاؤل غير المسبوق، خاصة مع استضافة المغرب لبطولة أمم إفريقيا 2025. ومع انطلاقة قوية بالفوز على جزر القمر بثلاثية، ظن الجميع أن «الأسود» في طريق مفتوح لالتهام المنافسين، لكن تعادل الجمعة أمام منتخب مالي بنتيجة (1-1) فجّر بركاناً من الانتقادات، وحوّل عبارات الثناء إلى تساؤلات حارقة حول مستقبل المدرب وليد الركراكي.

خسارة الرهان التكتيكي: الركراكي «كتاب مفتوح» للمنافسين
لم يكن التعادل أمام مالي مجرد نقطة ضائعة، بل كان كشفاً لثغرات تكتيكية بدأت تقلق المتابعين. فقد ظهر المنتخب المغربي عاجزاً عن اختراق الدفاع المالي المنظم، حيث تحول الاستحواذ المغربي إلى «سيطرة سلبية» تفتقر إلى الحلول المبتكرة.
ويرى محللون أن أسلوب الركراكي بات متوقعاً ومكشوفاً للمدربين الآخرين؛ إذ يعتمد على نفس الآليات التقليدية في بناء اللعب والتركيز المفرط على الأطراف، مما أفقد المنتخب عنصر المفاجأة. مالي، من جانبها، استثمرت هذا الجمود التكتيكي عبر إغلاق العمق واستغلال المساحات الناتجة عن تغييرات الركراكي «غير الموفقة» لشن مرتدات خطيرة كادت أن تنهي اللقاء لصالحها.

جدل الاختيارات: مبدأ الاستحقاق تحت المجهر
أحد أبرز الملفات التي تثير غضب الجماهير المغربية هو إصرار الركراكي على أسماء بعينها، حتى وإن كانت تعاني نقص الجاهزية أو غياب التنافسية مع أنديتها. هذا التوجه اعتبره الكثيرون مساساً بمبدأ «الأحقية»، مما يقتل روح الطموح لدى اللاعبين الجدد ويجعل قائمة المنتخب تبدو كأنها «نادٍ مغلق».
وتصاعدت حدة الانتقادات بشكل خاص بسبب استبعاد محمد ربيع حريمات، نجم الجيش الملكي، الذي قدم مستويات استثنائية وتوج كأفضل لاعب في بطولتي «الشان» وكأس العرب الأخيرة. وتتحدث تقارير عن أن استبعاده يعود لخلافات شخصية سابقة مع المدرب، مما يطرح علامات استفهام كبرى حول موضوعية الاختيارات الفنية مقابل الحسابات الشخصية.

تغييرات أربكت الحسابات وأفقدت التوازن
شهدت مباراة مالي قرارات فنية أثارت استغراب الجماهير، أبرزها إخراج إبراهيم دياز الذي كان يمثل حلقة الوصل الحيوية بين الخطوط. هذا التغيير، مع الدفع بمهاجمين كثر دفعة واحدة، أدى إلى «تفريغ» وسط الميدان وإحداث فجوة استغلها المنتخب المالي بذكاء، مما أفقد «الأسود» هويتهم التي اعتادوا عليها في مونديال قطر.

الركراكي يدافع: «نقص الفاعلية لا يعني السقوط»
في أول خروج إعلامي له بعد المباراة، حاول وليد الركراكي امتصاص الغضب، مقراً بأن المنتخب افتقد لـ «الفاعلية الهجومية» المطلوبة لحسم اللقاء. وأكد الركراكي أن المنتخب لا يزال يتصدر مجموعته برصيد 4 نقاط، مشيداً بالصلابة الدفاعية والقدرة على خلق الفرص، معتبراً أن هذا التعادل هو «اختبار مفيد» للمجموعة في مسار البطولة.
رصيد المونديال في مهب الريح
يبدو أن الرصيد العاطفي والمهني الذي بناه الركراكي في الدوحة بدأ يتآكل تدريجياً. فالجمهور المغربي، الذي رفع سقف طموحاته إلى السماء، لم يعد يقبل بأداء باهت يفتقر للجرأة والتجديد على أرضه وبين جماهيره.
المرحلة القادمة لن تكون مجرد اختبار للنتائج، بل هي معركة لاستعادة الثقة المفقودة. فهل ينجح الركراكي في تحديث أفكاره والرد على المشككين، أم أن رحلة «رجل الإنجاز» قد اقتربت من نهايتها؟

© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير