قالت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان إن الهجرة غير النظامية تحدٍ يواجه المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أيضا، وإن حكومات هذه الدول عليها أن تحمي حدودها.
واعتبرت برافرمان، أمس الثلاثاء، في لقاء لها بمعهد أميركان إنتربرايز في واشنطن، أن الهجرة غير النظامية ستصبح من المخاطر الخمسة الأولى في السنوات المقبلة، إذ ستتزايد بفعل الحروب.
ورأت الوزيرة أن دول الغرب عليها أن تحافظ على هويتها، إذ لا يمكنها إدماج كل هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين، قائلة إن "فكرة تنوع الثقافات أثبتت فشلها”.
وأشارت وزيرة الداخلية البريطانية إلى أن الحكومات الغربية تواجه تحديات تتعلق بالأمن والديمقراطية والاندماج، عندما تتعامل مع مسألة الهجرة غير النظامية، كما أنها تمثل "تهديدا للأمن القومي”.
واستدركت برافرمان أنها "ليست ضد الهجرة، إنما ينبغي أن يكون متحكما فيها”، فيما عرفت دول الغرب في السنوات الـ25 الماضية هجرة سريعة و”أكثر من الحد”، بحسب الوزيرة البريطانية.
وقالت الوزيرة إن اللجوء يكلف الدولة ودافعي الضرائب الكثير، إذ يحتاج الوافدون إلى مراكز إيواء ومدارس ومستشفيات، فيما "لا يدفع المهاجرون غير النظاميين الضرائب ويستفيدون من المنح”.
وأضافت برافرمان أن 70% من البريطانيين يطالبون بتعزيز حدود البلاد ضد الهجرة غير النظامية، وأن أزيد من 50 ألفا فقدوا حياتهم خلال محاولات الهجرة غير النظامية، فيما وصل 133 ألفا منهم إلى الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من العام الجاري.
وتعاني الحكومة البريطانية الآن من تراجع في استطلاعات الرأي، وتسعى لوقف تدفق قوارب الهجرة من أوروبا منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقام نحو 24 ألف شخص بالعبور هذا العام، ما زاد على طلبات اللجوء العالقة التي بلغت أرقاما قياسية، وزاد الضغط على الوزراء الذين تعهدوا بـ "استعادة السيطرة”على حدود المملكة المتحدة.
وتُطرح سلسلة مقترحات مثيرة للجدل لمعالجة هذه القضية من بينها تجريم الهجرة غير النظامية وإرسال طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم إلى رواندا.
وانتقدت برافرمان، وهي محامية، الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، فيما قالت منظمة "مجلس اللاجئين” غير الربحية إنه بدلا من انتقاد اتفاقية الأمم المتحدة، على لندن "معالجة القضايا الحقيقية في نظام اللجوء مثل تراكم الطلبات وتوفير طرق آمنة للذين يحتاجون إلى الحماية”.
أما وزيرة الداخلية في حكومة الظل العمالية إيفيت كوبر، فاتهمت سويلا برافرمان بأنها "تهمل إصلاح فوضى اللجوء التي أحدثها حزب المحافظين”، مشيرة إلى أنها "تبحث عن أي كان لإلقاء اللوم عليه”.
ومن المقرر أن تجتمع برافرمان أثناء وجودها في الولايات المتحدة مع وزير الأمن الداخلي الأمريكي أليخاندرو مايوركاس والمدعي العام ميريك غارلاند لإجراء محادثات بشأن الهجرة من بين موضوعات أخرى.