ثمانون عاما مرت على لبنان منذ 22
نوفمبر 1943، في ظل متاعب وصعوبات طالت لبنان وشعبه من أزمات اقتصادية وسياسية
واعتداءات إسرائيلية وأحداث أمنية وبينها محطات دموية.
وفي هذا السياق، قال العماد جوزاف عون
قائد الجيش اللبناني في كلمة له بمناسبة ذكرى الاستقلال الثمانين: إن لبنان يواجه
التحدي تلو التحدي على مدى تاريخه الحديث، في منطقة تعاني من الاضطرابات والنزاعات
الدامية والمتلاحقة.
وأضاف "اليوم نقف أمام مشهد شديد
الخطورة، إذ يواصل الكيان الإسرائيلي ارتكاب أفظع المجازر وأشدها دموية على نحو
غير مسبوق في حق الشعب الفلسطيني، ويكرر اعتداءاته على سيادة البلاد مستخدما ذخائر
محرمة دوليا، إلى جانب استمرار احتلاله لأراض لبنانية".
وفي ظل هذا المشهد، يواجه لبنان أزمة
اقتصادية ومالية ومعيشية غير مسبوقة، ما أدى إلى تزايد معدلات الفقر لتتجاوز نسبة
80 بالمئة من سكان لبنان، وسط تدهور قيمة الليرة اللبنانية إلى حوالي 90 ألف ليرة
لبنانية مقابل الدولار الواحد حاليا بعد ان كانت ثابتة لسنوات بقيمة 1500 ليرة
للدولار الواحد.
وتطل ذكرى الاستقلال في وقت يعاني فيه
الاقتصاد اللبناني من وضع حرج حيث يتجاوز دين الدولة المعلن 100 مليار دولار على
وقع ارتفاع سعر صرف الدولار، مقابل انهيار العملة المحلية إذ وصل سعر صرف الدولار
الواحد في أوقات معينة من هذا العام في السوق السوداء إلى 150 ألف ليرة لبنانية
بعد ثباته لسنوات عند 1500 ليرة لبنانية. كما يعاني لبنان حاليا من شح في الدولار
في البلد الذي يستورد معظم احتياجاته من الخارج بالدولار، وسط قلق المواطنين بسبب
ارتفاع فاتورة الاستشفاء بعد توقف عدد كبير من الجهات الضامنة عن الدفع بالدولار،
وارتفاع أسعار الدواء بسبب توقف مصرف لبنان عن الدعم لكل من الأدوية والقمح
والمحروقات، ما أدى إلى ارتفاع في الأسعار بشكل جنوني وبات عدد كبير من الأسر
المتعففة غير قادرة على تأمين كفاف يومها من الغذاء والدواء.
ويؤكد مراقبون أن الواقع الاقتصادي
والمعيشي الذي وصل إليه لبنان غير مسبوق في تاريخه، في ظل ارتفاع أسعار السلع
الغذائية والمواد الاستهلاكية.
وما يثقل كاهل الاقتصاد اللبناني تزايد أعداد النازحين السوريين الذين تجاوز عددهم مليوني نازح في ظل صعوبة تأمين احتياجاتهم من قبل الحكومة اللبنانية والجهات الدولية المانحة.