مروان سمور
كَيْفَ وَاَلْجُفونَ مِنْ بَعْدِهِ تَرْقُدُ
مَا بَالَهُمْ يَغْرَمونَ بِهِ وَصْلا كَلَيْلَى
واقوامٌ يُوَارُونَ حُبهِمْ وَكَمْ يَفْعَلُوا
غزة يَا سَاكِنًة قَلْبِي كَيْفَ الْخَلَاصُ مِنْ مُحَنتي
وَمَا أدري لَعَل عَقْلِي مِنْ اللهْفَةِ أفقِدْ
– وَيَا موَدعا وَزاهِدا بِصُحْبَتِي وَرُفْقَتِي
كَيْفَ هَانَ عَلَيْكَ الْهِجْرَانُ وَلَما تَذْكُرْ
قُلْ لِي – ما خطبك – والنكْرَانُ بِكْ يَفْعَلُ
وَكَمْ عَز عَلَيْكَ اللقَى وَقَدْ حَانَ اَنْ تَذْكُرْ
وَمَا سَألتْ عَني كَيْفَ لْحَبِيبِ يسْتَفْقَدٌ
وَكَيْفَ هَجْرَ النوْمُ عُيُونِي وَمَا عُدُتُ به أخلِدْ
غزة اَنَت دَوْما فِي الْقُلُوبِ تَقَربُ
وَكَامِلُة الأوصافِ فِي الْعُقُولِ أبدا تَتَغَلبُ
وَجَمِالك فِي الْعُيُونِ تَتَهيبُ
وَفِي قُلُوبِ أعياها الْهِجْرَانِ تَتْعَبُ
وَفِي أرض مَوْطِئٍ لِلشوْقِ اثارِهِ
وَفِي طَيبِ قُلُوبِ الناسِ تتَعَقبُ
وَيَا راحِلا عَنْ دِيَارِ بِلَادِي وَقَدْ أعياك
قَلُ لِي بِرَبكَ أنَا مِنْ الشوْقِ كَيْفَ أهْرُبْ
إنْ كَانَ رَحِيلُكَ قَدْ اقترب وحَانَ أوَانُهُ
كَيْفَ لِي بِالِانْتِظَارِ وأشواقُهُ أتزَهَدُ
عَسَى صَوْتُكَ مِنْ حِينِ إلى حِينَ يَهْمَدُ
وَلَعَلي مِنْ نَارِ أشواقي بِالنسْيَانِ تُبَردُ
وَيَا حَبذَا صَدْرِي تَثَلجُهُ عَبِيرُ نَسَمَةٍ
وَمِن ذِكْرَى كَانْتْ فِي دَاخِلِي وَتَرْقُدُ
وَيَا سَائِلِ! هَلْ لِي إلى الصبا تَذْكِرَةٌ
أم لِي مَنْزِلٌ فِي غزة عَلَى الأطلالِ أتوقْفُ