العراق يسعى لجعل هدنة غزة دائمة

{title}
همزة وصل   -  أكد مستشار الأمن القومي في العراق، قاسم الأعرجي، الإثنين، سعي العراق للعمل على جعل الهدنة في غزة دائمة.
وذكر بيان لمكتبه أن «الأعرجي، استقبل في مكتبه السفيرة الكندية في بغداد، كاثي بونكا، وشهد اللقاء، استعراض العلاقات بين العراق وكندا وسبل تطويرها، بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين، إلى جانب بحث ملف مخيم الهول والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب».
وأكد الأعرجي، أن «سياسة حكومة محمد شياع السوداني، مبنية وفق المصالح المشتركة واحترام السيادة بين الدول» مشددا على «أهمية سعي المجتمع الدولي للعمل على إعطاء هدنة دائمية في غزة وإعطاء حق الفلسطينيين في تقرير المصير».
وأشار إلى أن «الأحداث في غزة ألقت بظلالها على المنطقة» مبينا أن «المنطقة في حاجة إلى سلام دائم وشامل والاعتراف بالحق الفلسطيني» فيما لفت إلى أن «مشاهد قتل الأطفال والمدنيين مؤلمة جدا وهم ليسوا طرفا في المعركة».
وأضاف أن «حكومة السوداني تعمل على حماية أمن السفارات، وإنها سعت من خلال الاتصال بقادة الدول لإيقاف الحرب في غزة» مؤكدا «سعي العراق للعمل على جعل الهدنة في غزة دائمية».
وفيما يتعلق بمخيم الهول، أكد أن «المخيم أصبح مدرسة لتخريج داعش وبالتالي يجب غلق هذا الملف وتجفيف منابعه الإرهابية والمالية والإعلامية».
في حين، أكدت السفيرة الكندية، أن «بلادها تدعم فكرة غلق ملف مخيم الهول وعدم السماح أن يكون هذا المخيم مدرسة للإرهاب».
وغالبا ما تشن مجموعات مسلحة شيعية هجمات على قواعد أمريكية في العراق ردا على ما تقول هذه الجماعات أنه انحيازا من قبل واشنطن مع تل أبيب التي تشن عدوانا على غزة.
لكن، الأسبوع الماضي، شنّت القوات الأمريكية غارة جوية استهدفت أحد مقار كتائب «حزب الله» المنضوية في «الحشد» في منطقة جرف الصخر، ما أسفر عن مقتل وجرح 12 منتسباً في تلك القوّات. أعلنت «هيئة الحشد الشعبي» ارتفاع حصيلة ضحايا هذا القصف إلى 9 قتلى، فيما أشارت إلى أن 3 جرحى سقطوا في الهجوم يواصلون تلقي العلاج.
وذكرت في بيان صحافي، أنها «تزف الشهيد البطل (ماجد عبد الله كاظم الشيباوي) الذي ارتقى صباح اليوم (أمس) متأثراً بإصابته الخطيرة جراء القصف الأمريكي الغادر على جرف النصر الأسبوع الماضي، إذ ارتفعت حصيلة الشهداء الى 9، وما زال 3 مصابين يتلقون العلاج».
وأضافت: «بهذا المصاب الأليم، نتقدم بخالص العزاء والمواساة الى ذوي الفقيد العزيز وسائر متعلقيه».
وتترقب الفصائل العراقية نتائج الهدّنة في قطاع غزّة، إذ لم تقدم على تنفيذ أي هجوم يستهدف القواعد التي تستضيف جنوداً أمريكان منذ الجمعة الماضية.
وليلة السبت/ الأحد، قال بيان لزعيم «كتائب حزب الله» العراقية، أبو حسين الحميداوي، إنّه تقرر تخفيض العمليات ضد القوات الأمريكية في المنطقة. وأشاد بدور عدد من الفصائل العراقية في دعم المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي أثار حفيظة «عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، لعدم ذكرها مع بقية فصائل «المقاومة الإسلامية».
وفي بيان صحافي، قال المتحدث العسكري للحركة، واد الطليباوي، إن «المقاومة واجب شرعي ووطني، وأداء هذا الواجب الكبير تكفّل به رجالٌ صدقوا مع الله والوطن، وقدّموا أرواحهم ودماءهم دفاعاً عن الأرض والمقدسات، والمقاومة لها مقوّماتها وركائزها ومبادئها الثابتة الأصيلة، التي لا يحق لكائن مَن كان أن يتجاوز عليها».
وأضاف: «من المؤسف حقاً ما تم نشره في وسائل الإعلام، من بيان صادر باسم إخوة الجهاد في كتائب حزب الله، لما فيه من تجاوز على ركيزة مهمة في عمل المقاومة، والتي تكفل سرية العمل ومراعاة الظروف الأمنية» مستدركاً بالقول: «ندرك تماماً ضرورة عدم الكشف عن الحركات والفصائل التي تنفّذ عملياتها الجهادية البطولية ضد قواعد الاحتلال الأمريكي في العراق، لإجباره على الخروج والانسحاب من بلدنا، إلا أنه من الغريب، ورغم علم مَن كتب البيان بالحقائق على الأرض، أن يعمد إلى ذكر أسماء فصائل وتغييب أخرى، دون مبرّر أو شعور حقيقي بالمسؤولية».
ووفقاً للطليباوي، فإن «مقاومتنا واحدة، وهدفنا واحد، ونأمل أن لا تتكرر مثل هذه التصريحات من إخوة الجهاد، لكي لا نعطي فرصة للعدو، وأن يكون ما يصدر من المقاومين موحّداً وهادفاً».
على الصعيد السياسي، دعا رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، إلى وجوب تمديد الهدّنة وإيقاف العدوان الصهيوني في قطاع غزّة.
جاء ذلك خلال لقاء جمعه بالسفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتشن، حسب بيان لمكتبه.
وشدد الحكيم على أهمية «تمديد الهدنة في غزة، وضرورة إيقاف العدوان وإغاثة الشعب الفلسطيني وإعمار المدينة وإعادة النازحين» محملا المجتمع الدولي مسؤولية «إنهاء حالة الانهيار القيمي عندما يتنكر الجميع لمفاهيم حقوق الإنسان وحرية التعبير وحقوق المرأة والطفل والمدنيين في أوقات النزاعات».
في الأثناء، أعلن الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، انطلاق شحنة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وقال رسول في بيان صحافي أمس، إنه «بتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ومتابعة وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، وبإشراف لجنة متابعة تسليم واستلام المساعدات الخاصة بالشعب الفلسطيني، انطلقت طائرات القوة الجوية نوع سي 130 صباح اليوم (أمس) محملة بشحنة من المواد الطبية وبحمولة 20 طناً، من قاعدة الشهيد محمد علاء الجوية لتحط في مطار العريش في جمهورية مصر العربية، لتسليم هذه المساعدات إلى الشعب الفلسطيني بقطاع غزة».
وأضاف أن «الشحنة سيتم تسليمها بإشراف الهلال الأحمر العراقي الى الهلال الأحمر المصري في العريش ليتم بعدها توصيلها الى الشعب الفلسطيني» لافتاً إلى أنه «ستكون هناك وجبات أخرى من المواد الغذائية والدوائية حيث سيستمر هذا الجسر الجوي لنقل المساعدات حسب توجيهات رئيس الوزراء». وأوضح أن «هذه الوجبة هي الخامسة التي تنطلق من الأراضي العراقية إلى الأراضي المصرية وهي محملة بالمواد الطبية إلى أهلنا في فلسطين».