عمان 30 تشرين الثاني (همزة وصل )- استذكرت ندوة فكرية حملت عنوان (الحسين
بن طلال "ملكا وقائدا وإنسانا") بمناسبة الذكرى الـ 88 لميلاد جلالة
المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه نظمتها جامعة اليرموك اليوم السجايا
والصفات التي تميز به جلالة الملك الراحل، والمراحل المهمة في بناء مسيرة الوطن على
الصعد كافة.
وقال رئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد
إن الندوة تتناول سيرة ملك استثنائي سيرته عابقة بالمجد وحافلة بالجهد والتضحيات
شكلت شخصيته امتدادا عالميا عبر القارات وحلق في آفاق بعيدة وواسعة أفناها دفاعا
عن ثرى الوطن وفلسطين وقضايا الأمة، وتوفير الحياة الكريمة والآمنة للإنسان في كل
بقعة فوق الأرض.
وأشار مساد إلى أن الحسين رحمه الله
آمن بأن البناء عملية تراكمية لا تنتهي بانتهاء عمر الإنسان، وعليه كانت هديته
العظيمة لشعبه يوم مولد نجله الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، الذي تسلم الراية
وأدامها خفاقة عالية ترفرف في سماء الوطن والأمة، وها نحن مع أبي الحسين نواصل
مسيرة الراحل الكبير، في خدمة وطننا وتسخير الطاقات وبذل الغالي والنفيس في سبيل
تقدمه وازدهاره في شتى الميادين والمجالات.
وقال النائب أيمن المجالي إنه عند
الحديث عن الملك الحسين، فإننا نتحدث عن وطن في رجل أفنى شبابه في خدمة الأردن
والأردنيين والعروبة وفلسطين حتى وفاته عام 1999، مؤكدا أنه كان قائدا وجنديا وقبل
ذلك كله كان إنسانا يفرح لفرح الأردنيين ويحزن لحزنهم ويشاركهم جميع مناسباتهم في
المدن والقرى والبوادي والمخيمات.
وأشار إلى أنه ومنذ تسلم جلالته لسلطاته
الدستورية، وهو يتطلع إلى خدمة الشعب الأردني ورفع مكانة الوطن وإعلاء شأنه، مبينا
أن هاجسه كان بناء الأردن الحديث وإرساء دعائم نهضته الشاملة في جميع المناحي
الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعمرانية، فبات الأردن اليوم بلدا تحكم عمله
المؤسسات البرلمانية والحكومية والقضائية، ويحميه جيش عربي مظفر، ويسهر على أمنه
أجهزة أمنية لا تغمض لها عين.
ولفت المجالي إلى أن مقولة الملك
الراحل "الإنسان أغلى ما نملك" تؤكد سعيه لصون كرامة الإنسان الأردني،
فأفنى حياته في الحرص على رفع مستوى معيشة المواطن وأمنه وحفظ حقوقه بالدستور
والقانون.
وقال إن المغفور له شكل عبر حياته
الدرع الحصين بوجه مشاريع الاحتلال والتهويد الإسرائيلية طوال عدة عقود، مستعرضا
بعض مواقف جلالته تجاه فلسطين ومنها قرار جلالته باستثناء المقدسات الإسلامية
والمسيحية من قرار فك الارتباط الإداري والقانوني لتبقى الوصاية والرعاية الهاشمية
التاريخية للمقدسات.
وأكد المجالي على أن جلالة الملك عبد
الله الثاني يستكمل اليوم المسيرة ويتخذ موقفا واضحا وشجاعا مما يجري في الأراضي
الفلسطينية ويسعى لاتخاذ القرارات الهادفة لإيقاف العدوان على غزة.
وقدم العين الدكتور يوسف القسوس، ورقة
حملت عنوان "الملك الحسين الإنسان.. كيف عرفته"، مبينا أن الحسين قائد
ملهم أحب الشعب الأردني وصان كرامته، إنسان معروف عنه الوفاء والشهامة والشموخ
والعطاء والكرم ونكران الذات، إنسان له ألق وكبرياء وسماحه.
وزاد القسوس "لقد تلمس الحسين
حياة شعبه الوفي بكل زاوية من أرض الوطن، وتميز حكمه بالتسامح، كان نموذجا في سعة
الصدر والقدرة على استيعاب الاختلاف والمعارضة وكظم الغضب، كان رده على الرأي
المتطرف والموقف الحاد الكلمة الهادئة الحازمة، عايش هموم الناس لم يرد طلب محتاج
أو مريض أو طالب علم، كان حريصا على جلب الخير لشعبه ودفع الأذى عنه.
وأشار القسوس إلى ما يتمتع به الحسين
من حكمة وحلم عز نظيره، يأسر بتواضعه ولا تشعر بالحرج عند الحديث معه، لافتا إلى
أن هناك علاقة خاصة بين الحسين وشعبه سرها الحقيقي أنه أحبهم إلى درجة التماهي
وعمل لصالحهم بتفان شديد.