غزة.. احتدام المعارك في الشمال وانقطاع خدمات الاتصال والإنترنت

{title}
همزة وصل   -

همزة وصل غزة : تتواصل المعارك العنيفة بين مقاتلي الفصائل الفلسطينية وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة محاور من قطاع غزة، أبرزها أحياء مدينة غزة شمالي القطاع، رافقها انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت عن القطاع بشكل كامل.

ومن أبرز المحاور التي شهدت معارك عنيفة كان "شرق مدينة غزة خاصة في حي الشجاعية والزيتون، والمنطقة الشمالية في بيت لاهيا، والجنوبية في مدينة خان يونس”.
وأسفرت تلك المعارك عن تدمير آليات عسكرية وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي بحسب بيانات منفصلة لفصائل المقاومة الخميس.
وبحسب بيان لمتحدث "كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، فقد تمكنت الكتائب من تدمير 72 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا، وقتل 36 جنديا خلال الأيام الثلاثة الماضية في قطاع غزة.
وتعرضت عدد من المناطق، أبرزها حي الشجاعية والدرج شرق غزة، وشرق خان يونس (جنوب) ومخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين (شمال)، لقصف عنيف من المقاتلات الحربية والآليات والمدفعية الإسرائيلية.
تزامنت هذه الأحداث مع إعلان شركة الاتصالات الفلسطينية ـ جوال”، مساء الخميس، انقطاع كامل خدمات الاتصال (الثابت والمحمول) والإنترنت عن قطاع غزة.
فيما أعلنت "شركة أوريدو فلسطين” انقطاع هذه الخدمات عن المنطقة الجنوبية والوسطى من القطاع، مع توفرها بشكل جزئي في المناطق الشمالية.

المناطق الجنوبية

منذ فجر الخميس، تعرضت المناطق الجنوبية التي يدعي الجيش الإسرائيلي أنها "آمنة”، لقصف عنيف بحسب شهود عيان ومصادر محلية.
وفي مدينة رفح، أقصى الجنوب، دمرت المقاتلات الحربية مربعا سكنيا يضم 3 منازل، على رؤوس ساكنيها.
وأفاد شهود عيان أن عمليات انتشال الجثامين من تحت أنقاض هذه المنازل ما زالت مستمرة حتى مساء الخميس، فيما قالت مصادر طبية إن عدد شهداء هذه الغارة ارتفع إلى 27 فلسطينيا.
وأوضح شهود العيان أن المناطق التي يتم استهدافها في مدينة رفح تضم أعدادا كبيرة من الفلسطينيين الذين نزحوا إليها هربا من المناطق التي يقصفها الجيش بشكل متواصل ومكثف.
أما مدينة خان يونس، فقد شهدت هي الأخرى قصفا مكثفا، حيث أفاد شهود عيان باستهداف منزل يعود لعائلة "الشاعر” حيث لم تستطع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان ما أسفر عن استشهاد الجرحى الذين بقوا ينزفون حتى الموت.
وتتعرض بلدات شرق غزة أبرزها "عبسان والقرارة وخزاعة وبني سهيلا”، لحصار إسرائيلي وقصف متواصل يحول دون خروج المدنيين منها، وفق إفادة شهود عيان.
من جانبها، استهدفت فصائل المقاومة الفلسطينية آليات وتجمعات لجنود إسرائيليين محققة إصابات مباشرة، ودمرت عددا من الدبابات، بحسب بيانات منفصلة لكتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس”، وسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي.

المناطق الشمالية

شمالا، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية من قصف عنيف في المناطق التي تتمركز فيها الدبابات والتي تسعى للتقدم فيها.
وقد شهد مخيم جباليا، الخميس، قصفا مدفعيا عنيفا أسفر عن وقوع شهداء وجرحى لم تعرف أعدادهم بعد، بحسب شهود عيان.
كما تعرض حي الدرج، شرق مدينة غزة، لقصف جوي عنيف أدى لتدمير مربع سكني كامل ونقل عشرات الشهداء والجرحى للمستشفى المعمداني، وفق إفادة مصادر طبية.
وقال شهود عيان من مكان الاستهداف، إن "عشرات المفقودين ما زالوا تحت أنقاض المنازل المدمرة ولم يتم انتشالهم بعد”.
وفي مدينة غزة، أوقع مقاتلو الفصائل إصابات محققة في صفوف الجيش الإسرائيلي خلال المعارك التي خاضوها في المناطق الشرقية والشمالية والغربية من المدينة، بحسب بيانات عن "القسام” و”سرايا القدس”.
وأعلنت كتائب القسام، في بيانين منفصلين، "قنص 4 جنود إسرائيليين شمال غرب مدينة غزة”، واستهداف "3 آليات عسكرية بقذائف الياسين 105 في حي الشجاعية شرق المدينة”.
كما أعلنت "القسام”، في بيان آخر، مقتل "ما لا يقل عن 10 من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي بعد استهدافهم بعبوات ناسفة شديدة الانفجار، شرقي مدينة غزة”.
وفي شارع اليرموك بمدينة غزة، أوضحت القسام في أحد بياناتها، أن مسلحيها استهدفوا "3 دبابات إسرائيلية وجرافتين عسكريتين بقذائف الياسين 105”.
وقصفت "تجمعات لآليات إسرائيلية متوغلة شرق وشمال غرب مدينة غزة بقذائف الهاون”، دون توضيح عددها، بحسب بيان آخر.
من جهتها، قالت "سرايا القدس” في بيان مقتضب: "أوقعنا في عملية مع القسام 6 من جنود العدو (الإسرائيلي) بين قتيل وجريح بعد اقتحام منزل تحصنوا به في حي الشجاعية شرق مدينة غزة”.
كما أعلنت في بيانين منفصلين، استهداف "ناقلة جند ودبابة ميركافا بقذائف التاندوم في محور التقدم بحي الزيتون شرق غزة”، وقنص "جندي في محور التقدم حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة”.
وأفادت في بيان، أنها خاضت "اشتباكات ضارية مع جنود العدو في محاور التقدم بالزيتون والشجاعية شرق غزة، والشيخ رضوان غرب غزة بالقذائف والأسلحة الرشاشة”.
وأما في محاور التقدم بمخيم جباليا شمالي القطاع، فقالت "سرايا القدس” في بيان، إنها استهدفت "دبابة وجرافة من نوع D9 بقذائف التاندوم والـ (RPG) في محاور التقدم جباليا”.
وفي بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، قالت "القسام” إن مسلحيها "استهدفوا 4 دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا بقذائف الياسين 105”.
ومساء الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 8 جنود "بجروح خطيرة” جراء معارك مع الفصائل في قطاع غزة.
وقال في بيان: "مقدم من الكتيبة 12 في لواء جولاني، و4 مقاتلين من كتيبة الهندسة 603 فيلق الهندسة القتالية، ومقاتلان من وحدة ماجلان 212 أصيبوا بجروح خطيرة خلال معارك جنوب القطاع”.
وأضاف: "أصيب أيضا ضابط في الكتيبة 82 من تشكيل سار مجولان بجروح خطيرة، خلال معارك شمال القطاع”.
ولم يحدد الجيش الإسرائيلي في بيانه زمن أو موقع تلك المعارك بشكل تفصيلي.
وجاء إعلان الجيش، بعد ساعات من إعلانه صباح الخميس، ارتفاع عدد الضباط والجنود المصابين، منذ بداية العملية البرية في غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 648.
وكان الجيش كشف صباح اليوم عن إصابة 29 ضابطا وجنديا بالمعارك في غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما ارتفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 116.

انقطاع الاتصالات

للمرة السادسة منذ بداية الحرب الإسرائيلية، يشهد القطاع انقطاعا لخدمات الاتصال والإنترنت في أنحاء واسعة وكاملة منه، وفق ما أعلنت "شركة الاتصالات الفلسطينية ـ جوال”، و”أوريدو”.
وقالت "شركة الاتصالات الفلسطينية ـ جوال”، إن "خدمات الاتصال والإنترنت انقطعت بالكامل عن قطاع غزة، في قطع هو السادس الذي تتعرض له خدمات الشركة، منذ اندلاع الحرب”.
فيما أعلنت "أوريدو” انقطاع خدمات الاتصالات عن جنوب ووسط القطاع.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، انقطاع الاتصال بطواقمها في القطاع، معربة عن قلقها على سلامة تلك الطواقم.
كما عبرت عن قلقها "الشديد بخصوص إمكانية استمرار طواقمها في تقديم خدماتهم الإسعافية، لا سيما وأن هذا القطع يؤثر على خدمة الاتصال المركزي 101، ويعيق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين والجرحى”.
وفي المرات الخمس الماضية التي تعرض فيها قطاع غزة لقطع الخدمات، كان الاتصال الثابت والخلوي والإنترنت ينقطع لعدة ساعات، بينما استمر أول قطع لمدة 36 ساعة متواصلة، وكان بتاريخ 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي (موعد بدء العملية البرية الإسرائيلية).
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس 18 ألفا و787 قتيلا و50 ألفا و897 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير