همزة وصل – الرباط
: يحمل المسؤولون المغاربة على عاتقهم اللحاق بالتطورات الإعلامية استعدادا
لمونديال 2030 للوصول إلى إعلام رياضي مهني يضطلع بمهمة الدفاع عن مكاسب المملكة
المغربية وربح رهان المنافسة مع قوافل الإعلام العالمي، التي ستفد إلى المغرب
لتغطية بطولة كأس العالم.
يعمل المغرب على تطوير العمل الإعلامي بمختلف أنواعه وإشراكه كطرف أساسي في التحضير لاستضافة مونديال 2030 وفي نفس الوقت التعريف بقدرات المغرب وآماله وقدرته على استضافة الفعاليات والنشاطات العالمية على جميع الأصعدة وليس فقط الرياضية.
وانطلاقا من هذا الهدف أبرمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية اتفاقا مع مؤسسة المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، تحت إشراف وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، الذي أكد أنها تأتي في إطار الاستعداد لعام 2030 الذي سيشهد احتضان المملكة لأكبر تظاهرة رياضية عالمية ألا وهي بطولة كأس العالم لكرة القدم، وهو ما يستدعي الاهتمام بالموارد البشرية سواء على مستوى الصحافيين أو التقنيين في المجال الإعلامي.
وأشار الوزير إلى أن هذا الاتفاق سيمكن من توفير تكوين مستمر لجميع التقنيين والصحافيين، وكذلك لفائدة الشباب الذين يدرسون بالمعهد، باعتبارهم جيلا يعوّل عليه من أجل إعطاء أحسن تمثيل خلال السنوات المقبلة. وتابع "هذا المجال يعرف تطورات كبيرة تستدعي المواكبة، سواء من قبل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أو الوزارة، وفي هذا الإطار يأتي هذا الاتفاق الذي نعتبره مهما”.
الإعلام الوطني يعيش على وقع تحديات ترتبط بجودة الخدمة العمومية ومواكبة التطورات الكبيرة التي يعيشها قطاع الصحافة
ووفق المسؤولين المغاربة فإن واقع الإعلام الوطني يعيش على وقع تحديات كثيرة، ترتبط بجودة الخدمة العمومية ومواكبة التطورات الكبيرة التي يعيشها قطاع الصحافة، باعتبار أن الإعلام الوطني إجمالا يسعى لأجل ربح رهان الحداثة والتلاؤم مع التطورات التكنولوجية المتسارعة، بينما مونديال 2030، كاستحقاق دولي إضافة إلى بطولة كأس أفريقيا للأمم 2025 كاستحقاق قاري، يتطلب من الجميع أن يكونوا على أهبة الأهلية المهنية لإعلام رياضي يضطلع بمهمة الدفاع عن مكاسب المملكة المغربية، ثم مهمة تحقيق أفضل ظهور للحدثين معا، فمهمة ربح رهان المنافسة مع قوافل الإعلام العالمي، التي ستفد إلى المغرب لتغطية الحدثين وبخاصة حدث كأس العالم، تحتاج إلى إستراتيجية وطنية هدفها الارتقاء بالإعلام الرياضي الوطني لمستويات عالية .
وأكد حكيم بلعباس مدير المعهد العالي لمهن السمعي البصري أن الاتفاقية التي تم توقيعها "تشكل لبنة تعزز العلاقة المتينة بين المعهد والشركة، إذ سيقوم المعهد بموجبها بالمساهمة في التكوين المستمر للأطر في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بجميع قنواتها، كما سيمنح فرصة للطلبة بالمعهد من أجل اجتياز دورات تدريبية طويلة الأمد”.
وأوضح أن "هذه التدريبات ستمنح الطلبة الفرصة للتأقلم مع ظروف العمل والاشتغال في القنوات التلفزيونية بالمغرب، كما ستمنحهم فرصة دخول سوق العمل؛ إضافة إلى توفير المعدات التي تملكها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ووضعها رهن إشارة المعهد، وهو ما سيمكّن الطلبة من تعلم الاشتغال بطريقة حرفية”.
ونوه بأن "المعهد حاليا بصدد إعادة هيكلة ما يدرّس، سواء في ما يتعلق بمجال السينما أو التلفزيون أو الراديو أو المنصات الجديدة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي”، مضيفا "سنواكب ركب ما هو مستقبلي، وهو ما يستوجب التعاون بهدف خلق جيل من الأطر يتملك قدرات على التواصل، بالإضافة إلى القدرات الفكرية والمعرفية والتقنية، لكي يكون شاهدا على عصره، بهويته المغربية الأصيلة التي نبتغي نشرها عبر العالم”.
ويطالب المسؤولون في المغرب بأن يلعب الإعلام الأدوار الإيجابية المنوطة به. إذ لا بد أن ينصب التفكير في اتجاه المستقبل، وكيفية الارتقاء لمستوى الحدث العالمي والتجانس بين الدول الثلاث المحتضنة له، والمساعدة في التقارب بين ضفتي المتوسط ومسح الصورة السلبية أو النمطية التي يحملها الإعلام والمواطن في إسبانيا أو البرتغال عن المغرب، بل والمواطن الأوربي بشكل عام.
وأكدت توصيات الدورة 11 من ملتقى تطوان الأبواب السبعة، عقب اختتام الندوة الرياضية حول دور الإعلام والمجتمع في إنجاح التنظيم المغربي – الإسباني – البرتغالي المشترك لمونديال 2030، قبل أسبوعين، على ضرورة الحرص لإعطاء مختلف الجهات المغربية كل الاهتمام، من حيث البنيات الأساسية والوسائل اللوجستية وإحداث فرص الشغل عند الإعداد للمخطط الكفيل بضمان نجاح التجربة المونديالية.
واعتبر بدرالدين الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية في مداخلته أن الشراكة الإستراتيجية بين الإعلام وكرة القدم وبين الإعلام وكأس العالم هي ما يدفع اليوم بكل تجرد وموضوعية لطرح السؤال النقدي الساخن: هل إعلامنا الرياضي الوطني جاهز مهنيا وبشريا وتقنيا لكي يضطلع بمسؤولية إنجاح تنظيمنا لبطولة كأس العالم، قبليا وحينيا وبعديا؟ هل إعلامنا الرياضي قادر بوضعه الحالي على ربح رهان المنافسة في مواكبة حدث كروي تتعبأ له كل مشارب الإعلام العالمي للتأثير فيه وللانتفاع منه؟
المغرب يعمل على تطوير العمل الإعلامي بمختلف أنواعه وإشراكه كطرف أساسي في التحضير لاستضافة مونديال 2030
وتدفع الإجابة على هذه التساؤلات في نظر الإدريسي إلى استقراء راهن الإعلام الرياضي الوطني، ودعم الإعلاميين المغاربة لمواجهة التحديات ليلعبوا أدوارا طلائعية في هذا المجال، وخاصة الصحافة الرياضية، بالجرائد والمواقع والقنوات الإذاعية والتلفزيونية، إضافة إلى دور الهيئات المهنية للصحافيين في هذا الاتجاه، وخاصة منها أيضا المهتمة بالشأن الرياضي، من خلال لقاءات وتعريفات بما يمكن أن يعين المغرب في أن يكون وجهة محببة للأجانب.
ويؤكد تنظيم المغرب لهذه الفعاليات العالمية الرياضية مسؤولية الصحافيين في توصيل الرسائل بأن هذه الأحداث ليست مجرد محطات رياضية، بل أيضا محطات لتنمية اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق، إذ تترافق بمشاريع تنموية واسعة النطاق في كافة أنحاء المملكة تحتاج إلى تسليط الضوء عليها لإبراز ما وصلت إليه الإنجازات التي تحاول بعض وسائل الإعلام الأجنبية تشويهها.
وقال مصطفى العباسي الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية في مداخلته حول دور الإعلام الإسباني والمغربي في إنجاح مونديال 2030 إن الإعلام الاسباني، ومنذ الوهلة الأولى، كان إيجابيا في تعامله مع التواجد المغربي ضمن الثلاثي المرشح لاحتضان كأس العالم 2030، بل كان دائما يذكر في ترتيب ثان وأحيانا أول، في ترتيب الدول المرشحة، حتى لدى المنابر الإعلامية الاسبانية، التي رأى بعضها أن ترشيح المغرب واقتراحه ضمن الترشيح الثلاثي، ولو متأخرا، كان له الأثر الإيجابي جدا في إنقاذ ملف ترشيح إسبانيا والبرتغال.
وأكد رئيس الجمعية الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع أن دور الصحافيين الرياضيين "محوري” في إنجاح تنظيم نهائيات بطولة كأس العالم 2030. مضيفا أن دورهم أساسي في جميع الأحداث الرياضية الدولية المرتقبة في المغرب.