همزة وصل – تونس
: اجتمعت نساء تونسيات في قلب المدينة العتيقة بتونس العاصمة للمشاركة في تطريز
خرائط لفلسطين تضامنًا مع غزة الجريحة ودعما للسلام.
وتهدف هذه المبادرة، التي تحمل عنوان
"لنطرز معا خريطة فلسطين نصرة لأهلنا في غزة"، إلى التعريف بالمدن
الفلسطينية الأصلية التي غيرتها إسرائيل بعد أن طردت سكانها منها.
وهي أيضًا "رسالة سلام وتنديد
بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي لا يزال مستمرًا إلى اليوم، حاصدًا معه
آلاف الأرواح البشرية من نساء وأطفال وشيوخ عزل".
"اعرف فلسطين"
تقول الحرفية التونسية، خولة العبدلي،
وهي صاحبة الفكرة لـ"سبوتنيك"، إنها "تسعى من خلال هذه المبادرة
إلى إنعاش ذاكرة التونسيين وشعوب العالم وتذكيرهم بأن فلسطين دولة متجذرة في
التاريخ قبل أن يحاول الاحتلال الإسرائيلي طمس هويتها من خلال عمليات
الاستيطان".
ومن هنا، التقطت خولة فكرة رسم خرائط
لفلسطين باستخدام تقنية التطريز التي توارثتها النساء التونسيات عبر الأجيال،
وعرفت بها أيضا الفلسطينيات اللاتي استطعن تخليدها بعد أن أدرجت أثوابهن المطرزة
ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو.
سلاحهن الخيط والإبرة
تحوّل الخيط والإبرة إلى سلاح تستخدمه
هؤلاء النساء لإسناد القضية الفلسطينية والتعريف بها لدى شعوب العالم، بما توفر
لهن من إمكانات وبما خبرن من مهارة يدوية.
وتأهبت أنامل المهندسة المعمارية
"سلوى الميلي" لحكاية خريطة لفلسطين باستخدام الزهور التي تعبر بها عن
الأمل وتبعث من خلالها رسالة صمود لأهالي غزة الذين يعانون من ويلات الحرب
الإسرائيلية منذ أكثر من شهريْن.
أنامل الأطفال تدعم غزة
وإلى جانب هذه الأنامل النسائية، تشارك
أنامل الأطفال في حياكة خرائط فلسطين باللون الأخضر الذي يحيل إلى الزيتون، رمز
الصمود والبقاء.
وتقول لطيفة الشابي التي تشرف على ورشة
تدريب الأطفال "نحن بهذا النشاط نعرف أطفالنا بفلسطين الجريحة وبمدنها
العريقة وبشعبها المسالم وبقصة أرضه التي افتكت منه قبل أكثر من 70 عاما".
وتشير لطيفة في حديثها لـ
"سبوتنيك"، إلى أن هذه الورشة تفتح المجال للأطفال للتعرف على قضية
فلسطين وتعلم صنعة الأجداد في الآن ذاته.
وتخبر ريم معاوية التي فتحت الفضاء
الثقافي "قصر السرو" لاحتضان هذه التظاهرة "سبوتنيك"، أن
الجيل الجديد يعرف المدن الفلسطينية بأسمائها الإسرائيلية، ويجهل الأسماء الأصلية.
وأشارت إلى أن الغاية الأساسية من هذه
التظاهرة هي إحياء القضية الفلسطينية في ذاكرة الأجيال القديمة، مضيفة "في
هذه الخرائط يترك الجميع بصمته سواء كان طفلا أو مهندسة أو معلمة أو أستاذة جامعية
أو حرفية، لأننا إزاء القضية الأم".