محلل عسكري إسرائيلي: حماس لن تُهزم إلا في حرب استنزاف

{title}
همزة وصل   -

همزة وصل – القدس : رأى محلل عسكري إسرائيلي أن حركة "حماس" لن تُهزم إلا في حرب استنزاف، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتغيير استراتيجية القتال في قطاع غزة.

وكتب نير ديفوري في مقال تحليلي على موقع القناة 12 الإسرائيلية، الثلاثاء: "بعد نحو شهرين من المناورات البرية والقتال العنيف في شمال وجنوب قطاع غزة، يستعد الجيش الإسرائيلي لتغيير استراتيجيته القتالية".

وأضاف: "يدرك الجيش أنه يقترب من نهاية المرحلة الحالية"، مدعيا أنه (الجيش) "يسيطر فعلياً على الأراضي ويفكك القدرات العسكرية لحماس".

وتابع: "الافتراض الكامن وراء التغيير في الاستراتيجية هو أن هزيمة حماس لن تتحقق في العملية بأي حال من الأحوال، بل في حرب استنزاف طويلة".

ولفت ديفوري إلى أنه "قد يستغرق الأمر شهورا، وربما سنوات، ولكن من أجل التوصل إلى واقع جديد في غزة، هناك حاجة إلى حملة سياسية وحملة اقتصادية إلى جانب الحملة العسكرية".

وأشار عن المرحلة القادمة من الحرب، إلى أن "من المتوقع أن تكون الخطوة التالية أكثر جراحية وقد تم الإعداد لها منذ فترة طويلة".

وقال ديفوري: "من أجل إزالة التهديد عن السياج ومحاولة إعادة سكان غلاف قطاع غزة إلى منازلهم قريبًا، سيتم إنشاء محيط عازل على بعد كيلومتر واحد غرب السياج على طول عشرات الكيلومترات من قطاع غزة".

وأضاف: "القوات ستجلس هناك وتعمل من هناك، وفي الواقع سوف تتأكد من عدم الاقتراب من السياج، لا من قبل المسلحين، ولا من قبل المظاهرات ولا من قبل المدنيين".

وتابع ديفوري: "سيعمل الجيش الإسرائيلي في غارات مشاة وفي عمليات جوية وبحرية. ستكون القوات قادرة على التصرف وفقًا للمهام، بطريقة أكثر تحديدًا وفي تحركات الفرق أو الألوية وفقًا لما تتطلبه المهمة".

وأشار إلى أنه "سترتكز هذه المرحلة على تخفيض كبير في القوات، من بين أمور أخرى، لأن الصبر مطلوب لمدة عام كامل وهي ليست عملية لمرة واحدة".

وقال ديفوري: "ستعتمد هذه المرحلة بشكل أساسي على الجنود النظاميين، ولكن قد يتم استدعاء جنود الاحتياط الذين سيتم تسريحهم إلى الخدمة في غضون بضعة أشهر إذا احتاج الجيش الإسرائيلي إليهم".

ولفت إلى أنه "في هذه الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته بقوة في منطقة خانيونس جنوب قطاع غزة وفي المخيمات المركزية بين مدينة غزة وخانيونس".

وقال ديفوري: "يدرك الجيش في الواقع أنه لن يتمكن من الوصول إلى كل أنفاق حماس، لكنه يعمل على تدمير الأنفاق الاستراتيجية للمنظمة، تلك التي تتمركز فيها نخبتها العسكرية، وتلك التي تستخدم للقتال ومخازن سلاح".

واستدرك: "إلا أن القتال في الجنوب يختلف عن القتال في شمال القطاع لعدة أسباب: فهذا هو المكان الذي توجد فيه قمة حماس وعليك أن تصل إلى هناك؛ معظم المختطفين موجودون في جنوب قطاع غزة، والجيش الإسرائيلي يبذل قصارى جهده لتجنب إلحاق الأذى بالأماكن التي يتواجدون فيها، وهناك أيضًا لم يتم إخلاء غالبية السكان ويجب أن يكون إطلاق النار أكثر دقة".

وأضاف ديفوري: "هذه الأسباب الثلاثة تضيف إلى حقيقة أن هناك حاجة إلى تغيير في القتال وأساليب القتال، بعضها يحدث الآن بالفعل، وبعضها سيحدث لاحقًا".

وتابع: "يجب أن نتذكر أيضًا أنه بعد أكثر من 80 يومًا من القتال، تتعلم حماس منا وتتكيف مع حرب العصابات الأساسية، ولأنها تحت الأرض فهي تسبب أضرارا، وعلى الجيش أن يتكيف مع هذا التهديد القديم الجديد".

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أنه "في بعض الحالات، من الأفضل للجيش الإسرائيلي أن يخفض القوات على السطح ويحدد الوحدات التي تقاتل هناك، حتى لا يصبح الجنود بطاً (أهداف) في الميدان ولا يخدمون كأهداف حيث لا حاجة لذلك".

وبشأن مدينة رفح (جنوب قطاع غزة)، فقد ذكر ديفوري إنه "اهتمت إسرائيل بشمال القطاع، وهي تقاتل الآن في وسطه وجنوبه، لكن عليها أيضاً أن تعتني بمنطقة رفح ومحور فيلادلفيا (مع مصر).

وقال: "تخطط إسرائيل لإعادة بناء محور فيلادلفيا بين غزة ومصر، بما في ذلك جدار خرساني تحت الأرض مثل ذلك الموجود على الحدود بين إسرائيل وغزة".

وأضاف ديفوري: "في الوقت نفسه، تجري الاستعدادات أيضًا لإعادة بناء معبر رفح. وبحسب الخطة، فإنه سيكون أكبر بكثير بحيث يمكن للعديد من شاحنات المساعدات الدخول عبره، لكن سيكون هناك تفتيش أمريكي وإسرائيلي ومتعدد الجنسيات لفحص ما يدخل".

وتابع المحلل العسكري الإسرائيلي: "الهدف هو أن يصبح التحول رقميًا، وستكون هناك أنظمة فحص وسيكون من الممكن كبح تعزيز حماس في المستقبل".

© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير