همزة وصل – بيروت
: - بحسب حركة "حماس".. مسيّرة إسرائيلية استهدفت مكتبا للحركة في
الضاحية الجنوبية.
- القيادي بحماس عزت الرشق: الاغتيالات
"الجبانة تثبت مجدّدا فشل العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في
غزة".
اغتالت إسرائيل، مساء الثلاثاء، نائب
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري واثنين من
قادة كتائب القسام في تفجير بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية
اللبنانية بأن "مسيرّة إسرائيلية معادية استهدفت مكتبا لحماس في (منطقة)
المشرفية، ما أدى إلى سقوط 6 شهداء".
كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، نقلا
عن مصادر لم تسمها، أن "إسرائيل اغتالت صلاح العاروري".
فيما أكدت "حماس" اغتيال
العاروري واثنين من قادة كتائب القسام (لم تسمهما)، الجناح المسلح للحركة، بحسب
وكالة "الرأي" الحكومية في غزة.
وندد القيادي في "حماس" عزت
الرشق بـ"عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات
ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها"، بحسب الموقع الإلكتروني للحركة.
الرشق شدد على أن هذا الاغتيالات
"لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة، وهي
تثبت مجدّدا فشل هذا العدو الذريع في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع
غزة".
-الخبير أيمن يوسف: سيترتب على عملية
الاغتيال 3 تداعيات هي وقف المفاوضات وإشتعال الضفة وتصعيد العدوان على غزة.
-مدير مركز يبوس سليمان بشارات: قد
يكون هذا الاغتيال ثمنا للقبول الإسرائيلي بأثمان سياسية لحزب الله والمقاومة
بغزة.
-الخبير أحمد عوض: ربما ستطلب إسرائيل
من الوسطاء ومن أصدقائها البحث عن سيناريو لإنهاء الحرب.
رأى خبراء سياسيون فلسطينيون، أن عملية
اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت، يشكل مفترق
طرق.
وأجمع الخبراء أن ما بعد العملية قد
يدفع إسرائيل إلى أحد الاحتمالين: الأول هو ارتكاب إسرائيل مجازر جديدة، منتشية
بنصر حققته باغتيال العاروري، والثاني يتمثل بنزول إسرائيل عن الشجرة والقبول
بتسوية مع "حماس"، متسلحة أمام شعبها بتحقيق نصر.
ويقول الخبراء إن العملية قد تشعل
الضفة ويتصاعد فيها عمليات المقاومة.
** 3 تداعيات لاغتيال العاروري
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في
الجامعة العربية الأمريكية في جنين، أيمن يوسف، إنه "سيترتب على عملية
الاغتيال 3 تداعيات، أولها وقف أي مسار تفاوضي وهدنات بين المقاومة وإسرائيل،
واختلاق مجموعة من الأزمات، وتأجيل العديد من المبادرات، بحكم نقل إسرائيل المعركة
إلى مربع وفضاء جديد".
أما الثاني بحسب يوسف، يتمثل في
"تصعيد العدوان وحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث من الممكن أن
تستثمر إسرائيل عملية الاغتيال على أنها نصر، باعتبار أن العاروري الرجل الثاني في
حركة حماس، وتترجم ذلك بمزيد من المجازر".
أما الثالث، "قد ينعكس على الضفة
الغربية كون العاروري ابن الضفة، ولديه شعبية في قواعد الحركة والفصائل الأخرى،
وبالتالي قد يكون هناك ردود فعل عسكرية تنطلق من الضفة الغربية ضد أهداف
إسرائيلية".
وعلى الجبهة اللبنانية، يقول يوسف إن
"حزب الله متعقل، وبالغالب لن يذهب إلى معركة واسعة وشاملة مع إسرائيل، ولكن
قد يخطط إلى عمليات أكثر نوعية واستهداف مواقع وجبهات غير تقليدية وبشكل
محدود".
وتابع "العملية تفضي إلى مرحلة
جديدة من الأزمة، وقد تشمل كل الساحات، كل الخيارات مفتوحة".
**مفرق طرق
من جانبه، قال مدير مركز يبوس للدراسات
سليمان بشارات، إن عملية الاغتيال تضع الصراع على مفترق طرق، أولهم يتمثل في اتساع
وامتداد الصراع ليشمل كافة الساحات، واتساع رقعة المواجهة.
أما الثاني بحسب بشارات، "يكون
هذا الاغتيال ثمنا للقبول الإسرائيلي بأثمان سياسية لحزب الله والمقاومة
بغزة".
وأكد بشارات أنه "بعد أن فشلت
إسرائيل في تحقيق أية أهداف في قطاع غزة، ذهبت لهذا الخيار كخيار أخير للنزول عن
الشجرة والقبول بتسوية".
ولكن بشارات يرى أيضا بأن "عملية
اغتيال العاروري قد تعمل على تعزيز روح المقاومة في الضفة الغربية، وتدفع بالحالة
الوطنية فيها لتنفيذ عمليات مسلحة، واستهدافات ليست من حماس وحدها، بل من جماعات
وتنظيمات أخرى".
**نزول عن الشجرة
أما الخبير الفلسطيني أحمد رفيق عوض،
فقد رأى أن عملية الاغتيال ستخلق تداعيات كثيرة، ولكنها قد تدفع إسرائيل للنزول عن
الشجرة، والقبول بتسوية سياسة مع فصائل المقاومة الفلسطينية".
وأضاف عوض أن "إسرائيل ترى أنها
حققت نصرا وقد وصلت إلى أحد أهم أهدافها بقتل العاروري، وستطلب من الوسطاء ومن
أصدقائها البحث عن سيناريو لإنهاء الحرب".
وقال "منذ بدء الحرب، تكبدت
إسرائيل خسائر كبيرة، وذهبت صورتها أمام العالم وأمام شعبها، واليوم تعيد بحسب
رأيها شيء من هذه القوة الرادعة".
لكن عوض يرى أن العملية بالنسبة
للفلسطينيين، هي إعادة للمربع الأول وهو مربع الحرب، وهنا إسرائيل قد ترتكب مزيدا
من الجرائم".
وخلال الفترة الممتدة بين عامي (1990 ـ
1992)، اعتقل الجيش الإسرائيلي العاروري إداريا (دون محاكمة) لفترات محدودة، على
خلفية نشاطه بحركة "حماس".
ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب عز
الدين القسام، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة
الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.