قال الـ"سبيشال وان" البرتغالي جوزيه مورينيو "أريفيديرتشي" (وداعاً) لفريقه روما تاسع الدوري الإيطالي لكرة القدم، بعد إقالته المفاجئة الثلاثاء، بسبب النتائج المخيبة آخرها الخسارة أمام ميلان 1-3 في الدوري.
وفي رسالة قصيرة إلى المشجعين على وسائل التواصل الاجتماعي، قال مورينيو ببساطة "وداعاً، روما" إلى جانب صورة له وهو يحمل كأس مسابقة كونفرنس ليغ التي فاز بها عام 2022.
وقال نادي العاصمة في بيان الإقالة، "نعتقد أن التغيير الفوري هو في مصلحة النادي".
وكان عقد مورينيو سينتهي في حزيران المقبل، وعلى الرغم من أنه صرح مرارًا وتكرارًا برغبته في البقاء، إلا أن المحادثات حول تمديد عقده لم تبدأ أبدًا.
لكن علاقات مورينيو (60 عاماً) مع عائلة فريدكين المالكة لنادي العاصمة تدهورت مؤخرًا، وفي الأسابيع الأخيرة، انتقد المدرب البرتغالي علنًا جودة وتشكيلة الفريق الموجود تحت تصرفه.
وقال دان ورايان فريدكين في البيان: "نود أن نشكر جوزيه بالنيابة عن الجميع في روما على شغفه وجهوده منذ وصوله إلى النادي. ستكون لدينا دائمًا ذكريات جميلة عن فترة عمله معنا ولكننا نعتقد أنه من مصلحة النادي القيام بتغيير فوري" للمدرب.
وأضاف: "نتمنى لجوزيه ومساعديه كل التوفيق في مساعيهم المستقبلية"، مشيرين إلى أن خليفة مورينيو الذي كان عقده سينتهي في نهاية حزيران الماضي، سيتم الإعلان عنه في أقرب وقت ممكن.
مفضل لدى المشجعين
وتعاقد روما مع المدرب السابق لأندية تشلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام الإنجليزية وريال مدريد الإسباني وإنتر ميلان، في أيار 2021 وقاده إلى لقب مسابقة كونفرنس ليغ عام 2022 وإلى المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) الموسم الماضي.
وشكَّل تعيينه صدمة، حيث جاء إعلان روما عن وصوله كبديل لباولو فونسيكا بشكل مفاجئ تمامًا. لكنه أصبح على الفور مفضلا لدى جماهير النادي، حيث ظهرت صورته على الجدران في جميع أنحاء روما حيث كان المشجعون يحلمون بوضع حد لجفاف الألقاب منذ عام 2008.
ونجح "المدرب المميّز" (سبيشال وان) في موسمه الأول، وقاد روما إلى لقب النسخة الأولى للمسابقة المستحدثة كونفرنس ليغ.
وكان مورينيو قاب قوسين أو أدنى من التتويج بلقبه القاري الثاني على التوالي مع فريق العاصمة في الموسم الثاني لكن ركلات الترجيح أدارت ظهرها له بخسارته أمام الاختصاصي اشبيلية الإسباني في المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" الموسم الماضي (1-4، بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي).
وأثارت تلك الهزيمة غضب مورينيو وجماهير النادي التي هاجمت الحكم الإنجليزي أنتوني تايلور بالكراسي في مطار فيرينتس ليست في بودابست غضبا، مما اعتبروه قرارات سيئة كلفت فريقهم الكأس.
ومع ذلك، بدأ العشق بين مورينيو والجماهير يتلاشى هذا الموسم، مع نتائج وأداء ضعيف يرجع جزئيًا إلى مجموعة كبيرة من الإصابات والانتقالات الصيفية الفاشلة.
وعجز روما عن التأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا تحت قيادة مورينيو، وهي مشكلة كبيرة للنادي الذي يعمل في ظل قيود اللعب المالي النظيف والذي يكافح من أجل تحقيق التوازن في دفاتره.
وفشل روما في تحقيق الفوز في مبارياته الثلاث الأخيرة في مختلف المسابقات، فتعادل مع أتالانتا 1-1 وخسر أمام ميلان 1-3 في الدوري، وخرج من ربع نهائي مسابقة الكأس المحلية على يد جاره قطب العاصمة الثاني لاتسيو 0-1.
كما فرط النادي في التأهل المباشر إلى ثمن نهائي مسابقة الدوري الأوروبي بحلوله ثانيا في مجموعته السابعة خلف سلافيا براغ التشيكي، وسيخوض ملحقا أمام فينورد الهولندي، ثالث مجموعته في دوري أبطال أوروبا ووصيف روما في نهائي مسابقة كونفرنس ليغ العام قبل الماضي، من أجل مواصلة مشواره في المسابقة القارية الثانية.
ويحتل روما المركز التاسع بفارق خمس نقاط عن المركز الرابع الأخير المؤهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن قائد روما السابق دانييلي دي روسي الفائز بكأس العالم مع إيطاليا عام 2006، يمكن أن يحل محل مورينيو.
ويعتبر دي روسي رمزًا آخر لمشجعي روما باعتباره ابن النادي الذي أبلى البلاء الحسن معه في العقدين الماضيين، جنبًا إلى جنب مع زميله الرمز الآخر "معبود الجماهير" فرانتشيسكو توتي.
ويتمتع المدرب البالغ من العمر 40 عامًا بخبرة قليلة كمدرب، حيث استمرت مهمته الوحيدة في هذا المنصب مع سبال لمدة أربعة أشهر فقط الموسم الماضي وانتهت بهبوط الفريق إلى الدرجة الثالثة.