شارك الأردن في القمة التاسعة عشرة
لحركة عدم الانحياز وقمة الجنوب الثالثة لمجموعة الـ 77، المنعقدة في كمبالا،
أوغندا، بوفد برئاسة وزير الدولة وجيه عزايزة، ضم السفير الأردني في كينيا
والمعتمد وغير المقيم لدى أوغندا فراس الخوري.
ودعا الأردن خلال القمة إلى التعامل
وبشكل عادل مع انتهاكات القانون الدولي دون انتقائية، وطالب باستكمال تحقيقات
المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، وأكد أهمية
المساءلة ومكافحة الإفلات من العقاب.
وقال عزايزة في كلمة ألقاها في القمة
التاسعة عشرة لحركة عدم الانحياز، إن الأردن أسهم الى جانب 28 دولة أخرى في عام
1955، بتأسيس حركة عدم الانحياز؛ بهدف السعي إلى الحرية والعدالة والتوازن في
العلاقات الدولية.
وأشار إلى أنه وبعد مرور 69 عاماً على
عقد مؤتمر باندونج في إندونيسيا، فلا تزال مبادئ باندونج العشرة بمثابة منارة
ترشدنا خلال التحديات المشتركة، ولنؤكد من جديد التزامنا بهذه المبادئ، ونحن نعمل
معاً لمعالجة القضايا المعقدة التي تواجه عالمنا اليوم.
وأكد عزايزة، أن غاية ما تصبو إليه
الأسرة الدولية والمجتمعات والشعوب قاطبة هو العيش بأمن وسلام وتحقيق التنمية
والرفاه والتقدم الاجتماعي، لافتا إلى أن الوضع العالمي الذي يعاني من أكثر من
أزمة، وعلى غير صعيد، يشكل عائقا جديا أمام التقدم في تحقيق هذا الطموح.
وقال، إن الأردن يعتقد أن نقطة البداية
لتحقيق التعاون الدولي والتضامن من أجل السلام والتنمية، يكمن في تجديد الثقة
بالدبلوماسية المتعددة الأطراف وتفعيل دور الدبلوماسية الجماعية التي تمثلها الأمم
المتحدة، وتنشيط دور الحركة في هذه المنظمة لحل النزاعات الإقليمية التي تهدد
الاستقرار العالمي، وتستنزف جهود التنمية، وتعطل قنوات التعاون والتضامن.
وأكد عزايزة أنه يأتي على رأس هذه
النزاعات النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي وإطاره الأوسع المتمثل في الصراع العربي-
الإسرائيلي، الذي تمثل مسألة تحقيق حل عادل وشامل له يضمن الحقوق المشروعة للشعب
الفلسطيني، وخصوصا قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني
أولوية أساسية للأردن.
ويؤكد الأردن بقوة على الحاجة الملحة
إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار لإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث
تكشف الكارثة الإنسانية عن مطالب فورية وإيصال المساعدات بشكل مستمر إلى جميع
أنحاء غزة.
وتحدث عزايزة عن إدانة انتهاكات
إسرائيل للقانون الدولي والأعراف الإنسانية، والتحذير من تهجير الفلسطينيين من
وطنهم، لافتا إلى ضرورة معالجة حق العودة والتعويض للاجئين في إطار الحل الشامل
المبني على القرارات الدولية.
وأكد الدور الحيوي لأونروا في تقديم
المساعدات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، والتعهد بحشد الدعم السياسي والمالي
لضمان استمرار عمل الوكالة.
وجدد عزايزة التزام الأردن بحماية
الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وخاصة في القدس، استنادا للوصاية التاريخية
التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني، لافتا إلى تأكيد الملك على أن القدس هي
مفتاح السلام.
ولفت إلى أن محاولات الاحتلال
الإسرائيلي لتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في المدينة المقدسة يقوض
احتمالات تحقيق السلام الدائم، مضيفا "يجب علينا أن ندين بشكل جماعي مثل هذه
الأعمال، ونسعى جاهدين للحفاظ على قدسية ومكانة القدس، والاعتراف بها كتراث مشترك
للبشرية جمعاء".
وأكد عزايزة أن مبدأ سيادة القانون لا
غنى عنه على الصعيدين الوطني والدولي، لافتا النظر إلى أن الأردن يدعو إلى التعامل
وبشكل عادل مع انتهاكات القانون الدولي دون انتقائية.
ويؤيد الأردن دور محكمة العدل الدولية
ويؤيد فتواها، خاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويدعو إلى استكمال
تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني، مع
التأكيد على أهمية المساءلة ومكافحة الإفلات من العقاب.
وأكد أن هناك حاجة ملحة اليوم، وأكثر
من أي وقت مضى، لمحاربة الإرهاب الذي لا يعرف حدودا ولا حضارة ولا دينا، لافتا إلى
أنه ومن أجل مكافحة هذا التهديد العالمي بشكل فعال، نحتاج إلى نهج شامل يوحد الدول
في الحرب ضد الإرهاب والكراهية.
وأشار إلى أن اجتماعات العقبة تمثل
مبادرة مكملة لالتزام الأردن الثابت بمكافحة الإرهاب، وأننا لن نتمكن من خلق عالم
خال من آفة الإرهاب إلا من خلال الجهود الجماعية.
وأكد أهمية إنشاء منطقة خالية من
الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، بما يسهم في إحلال السلام الإقليمي والدولي،
مشيرا إلى أن الأردن يؤيد نتائج مؤتمرات الأمم المتحدة في هذا الشأن، ويشجع على
التوصل إلى صكوك قانونية ملزمة للقضاء على أسلحة الدمار الشامل في المنطقة.
وأضاف: "إن دعوتنا لمواصلة الدعم
في مجال نزع السلاح تتماشى مع التزامنا بالأمن والاستقرار العالميين".
ولفت عزايزة إلى أن معالجة تحديات مثل
التوترات الجيوسياسية، والأمن الغذائي وأمن الطاقة، والتضخم، وتقلبات الأسواق
المالية، والنزوح، وأزمة اللاجئين تتطلب تعاونا دولياً مستمراً.
كما أكد دعم الأردن لأهمية التخفيف من
آثار تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ودعم نتائج مؤتمرات المناخ، بما
يتماشى مع جهودنا الوطنية في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.
ولفت إلى أن تركيز الأردن على مشاريع
المياه الوطنية والزراعة الذكية وأجندة 2030 يعكس التزامنا بالتنمية الاقتصادية
والاجتماعية والبيئية المتوازنة، وأعرب عن القلق إزاء الفجوة التمويلية لأهداف
التنمية المستدامة، وندعو إلى زيادة الدعم، مع تسليط الضوء على الحاجة إلى بذل
جهود عالمية شاملة لتسريع التقدم.
وقال عزايزة، إن الالتزام بمعالجة
الفقر وتحسين التعليم والرعاية الصحية وتمكين الشباب والنساء واضح في سياسات
الأردن واستراتيجياته.
وتمنى عزايزة التوفيق لدولة أوغندا
بمناسبة توليها رئاسة حركة عدم الانحياز للسنوات الثلاث المقبلة، خاصة في هذا
الوقت الذي يشهد تطورات مهمة وحساسة على صعيد إدارة العولمة والتعامل مع تحدياتها،
معربا عن التقدير لأذربيجان على قيادتها ورئاستها لحركة عدم الانحياز خلال السنوات
الماضية.