رونالدو.. كبرياء لا يزال يتحطم بسبب ميسي

{title}
همزة وصل   -
لاعب كرة القدم لابد أن يعيش في الملعب داخل فقاعة تعزله تماماً عن الهتافات السلبية للجماهير، وربما تعزله أيضاً عن التفاعل مع الحضور، حتى يكون في كامل تركيزه بالملعب، ذلك التركيز الذي يفيده في الأداء بالملعب وفي الوقت نفسه يجنبه الانفعال والتفاعل السلبي مع الجماهير، ذلك الانفعال الذي قد يعرضه للظهور بشكل مهين، وربما يعرضه للعقوبات.. تلك الفقاعة يبدو أن البرتغالي كريستيانو رونالدو قد خلعها بسبب غريمه التقليدي ميسي، ففقد معها جزء من كبرياء بناه عبر السنين.
رونالدو سقط في ملاعب السعودية في فخ الرد على سخرية الجماهير، ليلقى عقابه من لجنة الانضباط بالإيقاف مباراة واحدة وتغريمه مبلغ 30,000 ريال سعودي (ما يعادل حوالي 8,000 دولار) بسبب ما وصف بـ«إيماءة بذيئة» وجهها للجماهير خلال فوز فريقه النصر على الشباب 3-2 في الدوري السعودي لكرة القدم.
وخلال مسيرة رونالدو في ملاعب كرة القدم طوال سنوات، نجح النجم البرتغالي في غلق أذنيه عن مهاترات الجماهير، ولم تنجح الهتافات العدائية في استثارته أو إخراجه عن تركيزه في الملعب، حتى عندما كانوا يهتفون «ميسي.. ميسي»، نكاية في كريستيانو أيام لعبه لريال مدريد، لم يخرج رونالدو عن شعوره، ولكن تبدو لياقته الذهنية في التعامل مع الهتافات الجماهيرية قد ضعفت، فعندما هتفت الجماهير السعودية في المدرجات لـ«ميسي»، خرج اللاعب عن الأدب والالتزام ليتفاعل مع الجمهور ويسيء إليهم بحركات خارجة.
ووفقاً لصحيفة «ذي أثليتيكس» بات من الواضح أن كياسة رونالدو المعتادة خرجت عن السيطرة، وما يزال الصراع التاريخي مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يشغل باله، وضاعف من انفعالاته وأخرجه عن السيطرة، نوع من الشعور بالنقص الذي اخترق روحه واستقر فيها، وتساءلت الصحيفة: لماذا سيهتم رونالدو بعد كل هذه السنين بالرد على مجرد ذكر اسم ميسي؟
ليست الحالتان مقارنتين مثاليتين وجزئياً مجتمعتين هنا فقط لأنهما حدثتا في الأسبوع الماضي تقريباً، لكن من الملفت للنظر كيف استطاع ستيرلينغ وكايسيدو تجاهل إساءات أكثر شخصية من مسافة أقرب، بينما كل ما احتاجه ذكر اسم رجل آخر لإثارة رد فعل من رونالدو.
هذه ليست المرة الأولى لخروج رونالدو عن السيطرة عند ذكر اسم ميسي، ففي نوفمبر الماضي، أسكت رونالدو الجمهور خلال مباراة النصر ضد الاتفاق عندما بدأت هتافات «ميسي، ميسي» من قبل مجموعة أخرى من الأصوات الجماهيرية.
وواصلت الصحيفة في تحليلها لسلوك رونالدو، إنه على الرغم من كونه نجماً كبيراً ورياضيًا مذهلاً، إلا أنه لا يملك الكثير من الوقت في مسيرته المهنية، لذلك يبدو حزينًا أن يقضي هذه الأيام الأخيرة كلاعب كرة قدم يتلقى الإهانات بهذه الطريقة، وما زال يطارده شبح الرجل الذي قورن به طوال مسيرته، ولكنه لم يكن ذا صلة به منذ نحو نصف عقد تقريبًا. 
وقال كاتب «ذي أثليتيك»: «سيمسح رونالدو دموعه بثروته الهائلة وقائمة استثنائية من الإنجازات، ولكن تبقى لديه إحساس بعدم الرضا عندما يحين الوقت للنظر إلى مسيرته، بالنسبة لشخص حقق الكثير مثله، كل شيء يبدو ناقصاً وغير مكتمل».
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير