اتهمت الحكومة الأمريكية يوم الاثنين روسيا بمحاولة إثارة عدم الثقة بين أوكرانيا وحلفائها الغربيين من خلال نشر مكالمة تم اعتراضها عبر الإنترنت بين كبار ضباط القوات الجوية الألمانية حول الحرب.
وشكل تسريب روسيا يوم الجمعة الماضي للمحادثة التي استمرت 38 دقيقة بين كبار العسكريين إحراجا كبيرا لبرلين التي وصفت التسجيل بأنه جزء من "حرب المعلومات" التي تشنها موسكو.
وهناك أيضا مخاوف في ألمانيا من أن الحادث قد يثير توترات دبلوماسية بين التحالف الغربي الذي يدعم أوكرانيا.
وعلق المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، على الانتهاك الأمني الوطني الذي تعرض له أحد أقرب حلفاء واشنطن، مشيرا إلى أن موسكو تحاول "زرع الفتنة".
وقال كيربي "هذه محاولة جريئة وواضحة من الروس لمحاولة زرع الفتنة ومحاولة إظهار الانقسام ومحاولة جعل الأمر يبدو وكأن الغرب غير موحد".
وأضاف كيربي إن روسيا تحاول أيضا أن تجعل الأمر يبدو كما لو أن حكومة المستشار الألماني أولاف شولتس ليست "موحدة بشأن ما تفعله" من أجل كييف.
ويمكن سماع الضباط في المكالمة الهاتفية وهم يناقشون إمكانية إرسال صواريخ كروز الألمانية طويلة المدى من طراز توروس إلى كييف، وهي خطوة رفضها شولتس بشدة علنا لعدة أشهر.
ووفقا للضباط، فإن التسليم السريع ونشر صواريخ توروس لن يكون ممكنا إلا في ظل المشاركة المباشرة للقوات الألمانية.
ويقولون إن الانتشار تحت القيادة الأوكرانية فقط سيكون ممكنا، لكن التدريب اللازم للجنود الأوكرانيين سيستغرق على الأرجح شهورا.
وادعى الكرملين أن التسجيل أظهر أن الجيش الألماني كان يناقش إمكانية مهاجمة الأراضي الروسية.
ويحتوي المقطع أيضا على إشارة حساسة دبلوماسيا تشير إلى أن البريطانيين لديهم "عدد قليل من الأشخاص على الأرض" في أوكرانيا ، فيما يتعلق بصواريخ كروز "ستورم شادو" التي تم إرسالها إلى البلاد.
وقال كيربي: "نحن جميعا نعمل معا لمحاولة دعم أوكرانيا وكان الألمان معنا في ذلك. وعلى كل دولة أن تقرر بنفسها ما الذي ستفعله، والألمان قد أظهروا التزامهم. لقد أظهروا التزاما بطرق معنوية".
وأضاف: "نتطلع إلى مواصلة العمل مع المستشار شولتس وحكومته بينما يواصلان إيجاد طرق لدعم أوكرانيا."
وتم نشر المحادثة يوم الجمعة من قبل رئيسة هيئة الإذاعة الحكومية الروسية (آر تي)، مارجريتا سيمونيان.
وقالت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المناقشة تمت استضافتها على منصة "ويبكس"، وهي منصة أمريكية للمؤتمرات عبر الإنترنت. ويجري تحقيق في كيفية اعتراض المحادثة وتسجيلها من قبل الجيش.