غادر وفد حماس القاهرة للتشاور حول الهدنة في قطاع غزة، على أن يتم استئناف المفاوضات الأسبوع المقبل، حسبما قال مصدر رفيع المستوى لقناة القاهرة الإخبارية، بينما تحدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الضغوط الدولية، باعلانه أمس إن إسرائيل ستواصل هجومها العسكري في غزة، بما في ذلك في مدينة رفح.
وأعلنت حركة حماس، أمس الخميس، أن وفدها غادر القاهرة للتشاور، بينما تستمر محادثات وقف إطلاق النار في غزة لحين التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. وجاء في بيان الحركة «غادر وفد حركة حماس القاهرة (الخميس) للتشاور مع قيادة الحركة، مع استمرار المفاوضات والجهود لوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات الإغاثية لشعبنا». كما حملت الحركة إسرائيل مسؤولية عدم إحراز تقدم. ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن مصدر رفيع المستوى قوله إن «وفد حماس يُغادر القاهرة للتشاور حول الهدنة وسيتم استئناف المفاوضات الأسبوع القادم»، مشيرة إلى أن «المشاورات مستمرة بين الأطراف كافة للوصول إلى الهدنة قبل حلول شهر رمضان المبارك».
تعثر المفاوضات
في الأثناء تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن تعثر المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس»، وأوضحت الصحيفة أنها استقت معلوماتها من عدد من الأشخاص المطلعين على المحادثات، الذين قالوا إن هذه التطورات تقلل من الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق قبل شهر رمضان الذي يبدأ الأسبوع المقبل.
وقال مسؤول في المنطقة إن نقطة الاختلاف الرئيسية هي نفس النقطة التي ظلت تخيم على المحادثات لأسابيع، إذ تريد «حماس» أن تلتزم إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار أثناء أو بعد 3 مراحل من إطلاق سراح الرهائن، في حين ترفض إسرائيل ذلك.
وتريد إسرائيل التركيز على اتفاق لشروط المرحلة الأولى فقط، وهو الموقف الذي تؤيده واشنطن، وحتى الآن تركزت المناقشات حول المرحلة الأولى على إمكانية إطلاق سراح الرهائن الأربعين، من بين حوالي 100 رهينة متبقين.
وأكد المسؤول الذي تحدثت إليه «نيويورك تايمز»، أنه «إلى جانب وقف إطلاق النار الدائم، تصر «حماس» أيضاً على انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال غزة بعد المرحلة الثالثة من إطلاق سراح الرهائن، وزيادة المساعدات للقطاع، مع ضمان أن يذهب نصفها إلى الشمال».
في الأثناء قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، إن إسرائيل ستواصل هجومها العسكري في غزة، على الرغم من تزايد الضغوط الدولية، بما في ذلك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأضاف نتنياهو: «ثمة ضغوط دولية متزايدة، لكن عندما تتزايد الضغوط الدولية على وجه التحديد، لا بد أن نوحد الصف، نحتاج إلى الوقوف معاً أمام محاولات وقف الحرب».
ارتفاع عدد الضحايا
ميدانياً أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس، ارتفاع عدد ضحايا الغارات والقصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 30 ألفاً و800 ضحية، فيما بلغ عدد المصابين، 72 ألفاً و298 شخصاً.
وأوضحت الوزارة، في بيانها باليوم 153 للحرب الإسرائيلية على غزة، أن القوات الإسرائيلية «ارتكبت 9 مجازر ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 83 شخصاً»، كما أصيب 142 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية. وشن الجيش الإسرائيلي، منذ مساء الأربعاء وحتى صباح الخميس، أكثر من 30 غارة جوية، استهدفت منازل في رفح، ومخيمي النصيرات والبريج بوسط قطاع غزة، ومدينة حمد بخان يونس جنوبي القطاع، والزيتون وتل الهوى جنوب غربي القطاع، ونسفت مربعاً سكنياً في شمال خان يونس، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في القطاع.