حذر قائد الجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، من أسماهم معرقلي الاتفاق السياسي من العبث بمستقبل ليبيا، مشيراً إلى أن سلامة البلاد مرهونة بتحقيق انفراج في المسار السياسي.
واتهم حفتر بعض الأطراف المنخرطة في المسار السياسي ب«اختلاق العراقيل والحجج الواهية ليظل المسار مسدوداً، ويستمر الوضع على ما هو عليه حفاظاً على مكاسبهم الخاصة».
واعتبر حفتر، في كلمة ألقاها خلال مناورات عسكرية بحرية ضمن مشروع «درع الكرامة»، في مدينة سرت، أمس الأول الخميس، أن «المسار السياسي أُعطي من الفرص أكثر مما ينبغي، دون أن تظهر في الأفق أي ملامح لحلول توافقية تنتهي بتسوية سلمية عادلة، وتدفع باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي».
ودعا قائد الجيش الليبي المعرقلين للمسار السياسي إلى أن يعيدوا النظر في حساباتهم «قبل أن تفاجئهم الأحداث بما لا يشتهون أو يتوقعون».
وقال: «نبشر المعرقلين بأنهم لن يفلحوا، وأن مجال منح الفرص أصبح ضيقاً»، مشدداً على أن «الصبر صار على حافة النفاد».
وأكد حفتر أن الجيش الليبي الذي تعرّض ل«خطر الفناء»، قد استعاد الحياة من جديد، على حد وصفه.
وتابع: «إننا جاهزون، ولن نتردد في إصدار القرارات الجريئة والأوامر للتصدي لكل ما من شأنه أن يعبث بمصير البلاد أو يعرض سلامة الوطن للخطر».
وتأتي المناورات العسكرية البحرية التعبوية في إطار «استكمال الاستعدادات الدفاعية تأكيداً واستعداداً لأي طارئ يهدد أمن واستقرار ليبيا من الداخل والخارج»، وفق حفتر.
وقال: «إن السلام في ليبيا يظل بعيد المنال ما لم تغادر جميع القوات الأجنبية والمرتزقة أراضينا دون مماطلة أو شروط». ودعا العالم إلى وضع تلك المطالب المشروعة في مقدمة أولوياته، وفرضها بكل الوسائل، قبل أن تتطور الأحداث والتداعيات إلى ما يزعزع الاستقرار في المنطقة بأسرها.
من جهة أخرى، أنقذت السفينة «أوشن فايكينغ» 135 مهاجراً جديداً كانوا يستقلّون «قارباً مكتظاً» قبالة مالطا، على ما أعلنت منظمة «إس أو إس ميديتيرانيه» أمس الجمعة، غداة الإعلان عن فقدان نحو ستين شخصاً خلال محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط.
وقالت المنظمة: «مساء أمس الأول الخميس، أنقذت «أوشن فايكينغ» 135 شخصاً على متن قارب مكتظ بينهم امرأة حامل وثمانية أطفال في منطقة البحث والإنقاذ المالطية».
وأنقذت السفينة ما مجموعه 361 شخصاً في البحر منذ الأربعاء في أربع عمليات منفصلة. وقام خفر السواحل الإيطاليون بإجلاء شخصين فاقدَين للوعي بمروحية الأربعاء و«توفي أحدهما للأسف في المستشفى».
وبذلك تُقلّ «أوشن فايكينغ» حالياً 359 ناجياً وتتوجه إلى ميناء أنكونا المطل على البحر الأدرياتيكي على بعد نحو 1500 كيلومتر من موقع عمليات الإنقاذ. وصنّفت السلطات الإيطالية هذا الميناء بأنه «مكان آمن للنزول».
وكان ناجون أنقذتهم فرق «أوشن فايكينغ» قد قالوا إن «ما لا يقلّ عن 60 شخصاً» كانوا معهم على متن قارب أبحر من الزاوية في ليبيا، قد فُقدوا في البحر.
وانطلق القارب من الزاوية في الثامن من مارس/ آذار وتعطّل محرّكه بعد ثلاثة أيام، ما ترك المهاجرين دون مياه ولا طعام لعدة أيام، بحسب شهادات جمعتها منظمة «إس أو إس ميديتيرانيه».