ما بين رمضان اليوم ورمضان قديماً الكثير من أوجه الشبه والاختلاف في الاحتفالات في مصر، على الرغم من أن هذا الشهر بكل ما يحمله من عادات وتقاليد متميزة تجاهد لتبقى أمام وابل التغييرات الذي تقوده التكنولوجيا في وقتنا الحاضر.
وإذا حاولنا عمل مقارنة بين رمضان في الأمس ورمضان اليوم فهي مقارنة ظالمة لكل ما هو مستحدث من عادات وتقاليد يحاول بعضهم نسبها لشهر رمضان، فمن العادات المنتشرة في الشهر الكريم سهرات ولقاءات وتجمعات وبهجة شراء مستلزمات رمضان التي لم يكن يشاركها سوى بهجة شراء ملابس العيد.
وللتذكير بعادات شهر رمضان قديماً قال الدكتور مسعود شومان الباحث في التراث الشعبي رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية في الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة: بالنسبة إلى رمضان قديماً كان هناك عدد كبير من العادات التي كانت تبدأ منذ ليلة رؤية الهلال مروراً بالاحتفالات التي كان يقيمها المصريون طوال الشهر الكريم.
وأكد أنه من ضمن هذه الاحتفالات أن رؤية هلال شهر رمضان كانت تُرى من أعلى قمة جبل المقطم، وكان يشهد هذه الرؤية مجموعة من القُضاة حينما يتجلى لهم الهلال، وحينما يظهر تبدأ الاحتفالات الرسمية، وكانت هذه الاحتفالات مختلطة باحتفالات شعبية فينزل الحاكم إلى الشوارع محاطاً بالرايات وتفتح الحوانيت وتوزع الهبات على الفقراء وتُضاء الشوارع وتُرفع الأعلام.
وأشار إلى أن ذلك كان يبرز الفرق بين شهر شعبان وشهر رمضان وكان يتم الاحتفاء طوال الشهر الكريم بالأغاني الشعبية. وأضاف شومان: كانت هناك عادات وتقاليد ولكنها تكاد تكون اختفت ومنها أن الناس كانت تفترش الشوارع أثناء وقت الإفطار حتى إذا مر أحد العابرين كان لا بد من أن يجلس ليفطر معهم في الشوارع، واختفت تلك العادة ولكنها تجلت حديثاً في مظاهر الموائد. وعن الفوانيس، قال إنها موجودة منذ القِدم ولكن تغير شكلها الآن قليلاً. وأردف: إن المصريين كانوا يقسّمون شهر رمضان إلى ثلاثة أجزاء قائلين: «أوله مَرق، ونصفه حَلق، وآخره خَلق»، وهذا معناه أن أوله تجهيز للشهر الكريم من لحوم وأطعمة بشكل عام، ونصفه حَلق أي إعداد الكعك في شكل حلقات، وآخره خَلق أي شراء الملابس استعداداً لاستقبال العيد.