وردنا السؤال التالي:
ما المقصد من إحسان الوضوء، والطريقة الصحيحة لذلك؟
الجواب، وبالله التوفيق: جاءت أحاديث عدة في فضل إحسان الوضوء، وما في معناه من إسباغ الوضوء. فجاء في صحيح البخاري، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:
"إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة، لا ينهزه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفع بها درجة، أو حطت عنه بها خطيئة، والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي يصلي فيه، اللهم صل عليه، اللهم ارحمه، ما لم يحدث فيه، ما لم يؤذِ فيه".
وجاء في صحيح مسلم، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط.
وجاء في سنن ابن ماجه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إسباغ الوضوء شطر الإيمان.
والمقصود بإحسان الوضوء وإسباغه: هو إتمامه وإكماله باستيعاب المحل بالغسل، مع مراعاة فروضه وسننه وآدابه. وقال صاحب تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: أحسن الوضوء: أي أتى بمكملاته من سننه ومستحباته.
وقال النووي: معنى إحسان الوضوء الإتيان به ثلاثاً ثلاثاً، ودلك الأعضاء وإطالة الغرة والتحجيل، وتقديم الميامن، والإتيان بسننه المشهورة. وجاء في حاشية السندي على النسائي: فإحسان الوضوء هو الإسباغ مع مراعاة الآداب بلا إسراف.
وجاء في الحديث أن عثمان بن عفان، رضي الله عنه، دعا بوضوءٍ فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مراتٍ، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مراتٍ، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك.
ثم قال: رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه». وسنن الوضوء وواجباته وما يتعلق بهما تستقصى من المطولات كتب الفقه وشروحات الحديث، فإن فيها مسائل كثيرة تنظر في مظانها.