يناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، الاثنين، الأوضاع في الشرق الأوسط، بما فيها الحرب على غزة، مع وزراء خارجية عرب والأمين العام لجامعة الدول العربية.
الناطق الرسمي للاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لويس ميغيل بوينو، قال لـ "المملكة" الاثنين، إن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعا وزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والإمارات وقطر، بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية لمناقشة كيفية إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط.
وزارة الخارجية، أكدت أن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، سيشارك في اجتماع مجلس الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي بشأن الوضع في الشرق الأوسط ضمن مؤتمر بروكسل لدعم سوريا والمنطقة، كما سيعقد الصفدي سلسلة من اللقاءات مع نظرائه والمسؤولين الدوليين المشاركين في أعمال الاجتماع.
كما يشارك في اجتماع بشأن الجهود المبذولة لتنفيذ حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية، في سياق المتابعة للاجتماع الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض على هامش أعمال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي.
- اتفاق دولي على حل الدولتين -
وعن القضايا التي سيناقشها بوريل خلال اجتماعه، أوضح بوينو أنه سيناقش مع الشركاء من المنطقة، أوضح أنه من المقرر مناقشة الأزمة السورية والأوضاع في غزة، موضحا أن الأولوية هي إنهاء الصراع ومعاناة الفلسطينيين الأبرياء والإفراج عن الرهائن.
وعن موقف الاتحاد الأوروبي من اعتراف دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، قال إن الاعتراف بدولة فلسطين هو "اختصاص وطني"، ودور بوريل يتمثل في التنسيق بين الدول الأعضاء حول ذلك، مشيرا إلى أن مجموعة من الدول ترى أهمية هذا الاعتراف حاليا، بينما تفضّل مجموعة أخرى الانتظار حتى يكون هذا الاعتراف جزءا من عملية سياسية بين الأطراف.
وعن قرار محكمة العدل الدولية الأخير بشأن الحرب على غزة، أكد على أن أوامر محكمة العدل الدولية ملزمة للطرفين ويجب تنفيذها تنفيذا كاملا وفعالا.
وأكد على أن الحل المستدام الوحيد في القضية الفلسطينية هو حل الدولتين، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو "ترفض بشكل تام" الانخراط في مشاورات تؤكد هذا الحل.
"لا يمكن إنهاء النزاع إلا إذا كان للفلسطينيين دولة مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيلية آمنة ومعترف بها ومندمجة في المنطقة وتقيم علاقات إيجابية ودافئة مع لبنان والسعودية والدول الأخرى كلها في تلك المنطقة"، وفق بوينو، مؤكدا على أن "هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام".
وشدد على أنه "لا يمكن التعامل مع غزة بمعزل عن الضفة الغربية والقدس الشرقية"، موضحا أن غزة جزء من "المسألة الفلسطينية" الأوسع وجزء لا يتجزأ من الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ويجب أن تكون غزة جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وأشار الناطق الأوروبي إلى أن الأسرة الدولية بأسرها "تتفق" على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق الذي يمكن أن يجلب السلام والأمن لفلسطين وإسرائيل".
وبين أن الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام تشمل "هندسة عكسية للسلام" مشددا على أن هذه الهندسة العكسية تقوم على أن "لا مزيد من خرائط طريق تتألف من خطوات نعرف سلفا أنها لن تتحقق، ولنبدأ من النقطة النهائية التي تنص على سلام إقليمي شامل".
وتساءل بوينو مجددا "كيف يمكن أن يكون ذلك؟ ماذا يعني سلام كهذا إلى جانب سلام فلسطيني-إسرائيلي؟ وماذا يترتب على ذلك بشأن الأمن الإقليمي، والتكامل الاقتصادي الإقليمي، واتفاقيات المياه والطاقة وتغير المناخ، وتكامل منطقة الشرق الأوسط، وأيضا مع أوروبا والأميركيين؟".
وقال "لا شك أننا نحتاج إلى الأميركيين وآخرين، ولكن إذا كان طرف أو أكثر غير مستعد بعد للانخراط، فهذا لا يعني أننا لسنا مسؤولين عن الإعداد لذلك السلام" موضحا أن خطة الاتحاد الأوروبي "هي اقتراح نقاش مع الأصدقاء والشركاء" مشددا في الوقت ذاته على أن ذلك "لا يعني أن الاتحاد الأوروبي وجد حلا وسيخبر الجميع به".
وأكد بوينو على أن الاتحاد الأوروبي يريد العمل "بشكل وثيق" مع الشركاء والأصدقاء في الأردن ولبنان والسعودية ومصر وغيرهم، مشددا على أنه "لن يكون هناك مؤتمر كبير ندّعي بأننا سنحل فيه كل شيء في أيام قليلة" وموضحا أن المؤتمر يهدف إلى تحضير الأمور ووضع خطة عمل واضحة عن الأمور التي ذكرت سابقا.