الأزياء الدمشقية التقليدية.. تراث يصارع من أجل البقاء

{title}
همزة وصل   -
على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته صناعة الأزياء في العالم وحضورها الطاغي في كثير من المجتمعات، تبقى الأزياء التقليدية لبلد ما جزءاً من تاريخه وهوية المجتمع فيه.
وتصارع الأزياء التقليدية الدمشقية وصانعوها من أجل البقاء في مواجهة أزياء وفدت من الغرب، إذ باتت تقتصر اليوم على قلة من كبار السن، وبعض المناسبات الاجتماعية التي تقتضي ذلك، أو حتى العاملين في بعض مطاعم دمشق القديمة. ومع كل ذلك مازالت هذه الأزياء تتميز بالدقة في النقوش، والألوان والزخارف المرتبطة بالثقافة الدمشقية، والتي تحتاج لمهارة الصانع.
وأسهمت الدراما التلفزيونية السورية، في عودة هذه الأزياء إلى الواجهة، من خلال أعمال البيئة الشامية، أو تلك التي تتحدث عن فترة الاحتلالين العثماني والفرنسي، التي شهدت انتشاراً واسعاً خلال العقدين الماضيين، ما أدى إلى إعادة إحياء هذه الحرف والاهتمام بها من جديد كقطع تراثية، وأحد مكونات التراث اللامادي السوري.
الحرفي المختص بالأزياء الدمشقية، خالد مصباح السقا، أوضح ، أن الأزياء الشعبية الدمشقية مازالت تحافظ على خصوصيتها لأهالي المدينة، كونها تعبر عن تراثهم وماضيهم.
وقال: «يعود تاريخ الأزياء الشعبية إلى القرن الثالث قبل الميلاد، واستمرت هذه الأزياء بالتطور حتى وصلت إلى مرحلة الكمال، بحيث تؤمن الراحة، سواء للرجل أو المرأة، إلى جانب كونها ساتراً جميلاً في الوقت نفسه، وحتى الآن يرتديها الفلاحون خلال العمل والمناسبات، فيما ينظر إليها الشباب من منظور تراثي، يمثل لهم تاريخ بلدهم، وإلى الآن يرتدونه في الأفراح والمناسبات».
وتابع السقا، الذي يعمل في المهنة منذ 40 عاماً: «من وجهة نظري اللباس التقليدي الدمشقي مريح للجسد، وجميل في الوقت عينه، ويتألف بالنسبة للرجل من «الشروال»، والقميص المخطط المصنوع من قماش «الدامسكو»، و«الشملة»، التي توضع على البطن وهي مصنوعة من قماش الدامسكو أيضاً، يوضع عليها الخنجر المزخرف بالصدف والعظم».
وأضاف: «أما بالنسبة لـ«الحطة»، فيكون لونها أبيض، ومزخرفة بالأسود، فيما «العقال» من اللون الأسود محشو بخيط الصوف، ومجدول بخيط الساتان اللامع، ويوجد له خيط طويل في نهايته يسمى «العذبة».
وفي حديثه عن اللباس التقليدي النسائي قال السقا: «هو عبارة عن الفستان المزخرف بالزهور الدمشقية، أما بالنسبة للشال الذي تضعه المرأة على الرأس، فهو مصنوع من قطن طويل مطرز يدوياً بالزهور».