"المسرح العربي واقع وتطلعات" ندوة فكرية.. ضمن فعاليات مهرجان المونودراما المسرحي في "جرش 38"

{title}
همزة وصل   -
عبر فعاليات الدورة الثانية من مهرجان المونودراما المسرحي والتي تعقد في الفترة من 27 إلى 1 من  آب / أغسطس 2024، على مسارح المركز الثقافي الملكي / عمان.
أقيمت ندوة بعنوان (المسرح العربي واقع وتطلعات) بحضور مديرة المهرجان عبير عيسى وشارك فيها كل من الفنان بسام كوسا من سوريا والكاتب الفنان الدكتور فهد ردة الحارثي من السعودية والفنان نبيل نجم من الاردن. بالإضافة إلى ضيوف المهرجان من مصر وسوريا وتونس والجزائر ودولة فلسطين.
واستهل الفنان نبيل نجم  الندوة بذكر الشهداء الذين حملوا أرواحهم اختلال موازين الإنسانية مقدما الشكر لإدارة مهرجان جرش ومهرجان المونودراما  على الدعم والاهتمام بالحركة الثقافية بشكل عام والمسرح بصفة خاصة مؤكدا ان المسرح العربي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد العربية وما يعانيه المسرح من واقع مؤلم جراء الحروب والابادة التهميش منذ  سنوات.
وقدم نجم في مستهل حديثه السيرة الذاتية للفنان بسام كوسا والفنان فهد الحارثي مرحبا بهما، مؤكدا دورهما كل في اختصاصه على تقديم ما من شأنه اعلاء القيمة الفنية والثقافية للمنتج الأدبي والثقافي والفني.
وقال نجم ان المسرح موجود منذ الاف السنين وبيانه الحتمي هو الصراع بين الخير والشر وكل مضامينه قائمة من المتناقضات.
وتساءل نجم عما إذا استطاع المسرح العربي الذي وصل ذروته وقد تصاعد فيها الصراع من خلال شخوص على أرض الواقع في ادائهم وقد تفوقوا على كل شخوص المسرح الشريرة التي مرت على مر التاريخ المسرحي.
وقال إن المسرح العربي يواجه تحديات جمة منها قلة الدعم المالي فالمسرح في كثير من الدول العربية يعتمد على التمويل الذاتي أو الدعم المحدود من الدولة  مما يحد من قدرة الفرق المسرحية على إنتاج أعمالها.
وأشار إلى نقص التدريب والتأهيل، فتفتقر بعض  الدول للمعاهد المتخصصة في تدريس الفنون المسرحية ونقص في الكوادر المؤهلة، كما تفتقر كثير من المسارح للتقنيات والبنية التحتية المناسبة لتقديم منظومة متكاملة يحتاجها المسرحيون للتواصل مع الجمهور وتحسين جودة العروض.
وبين ان للتعاون والتبادلات الثقافية العربية فرصة ان توفر فرص التدريب والتطوير وتبادل الخبرات.
وختم الفنان نبيل نجم حديثه بالدعوة إلى تشكيل لجنة عربية لدراسة المهرجانات وفاعليتها حتى نصل إلى عنوان كبير هو "المسرح العربي".
الفنان والكاتب الدكتور فهد الحارثي رأى من جانبه ان عنوان واقع وتطلعات المسرح العربي قد طرح كثيرا ولنا الان ان نعي ان الواقع متغير ونحن بحاجة إلى الحديث في هذا الموضوع مرات ومرات لان الظرف يتغير وليس ثابتا والطموحات ليست ثابتة.
واستعرض الحارثي حال المسرح العربي في الستينات والسبعينات مؤكدا اننا نبحث اليوم عن مواصفات المسرح الذي نريد.
وقال الحارثي ان المسرح فعل تكاملي، ولا يمكن عزل عنصر عن التركيبة الكيميائية للعرض الجيد. فالعمل في المسرح عبارة عن معادلة كيميائية، وعلى الفنان المسرحي أن يكون ملمّاً بالأبعاد المختلفة للعرض المسرحي، وأن يفتح عقله لكل ما من شأنه تطوير العمل ونقله من حالته الساكنة إلى حالته المتحركة.
وبين ان المسرح لا يحتاج إلى إداري بل يحتاج رؤية ورغبة في تطويره، حيث تهتم الدول المنتجة غالبا بدعم المسرح والثقافة عموما، لافتا إلى أن المسرح العربي يعاني من عدم الاهتمام، ما أفقده قدرته على بناء الحالة السحرية في العلاقة بين الجمهور والمسرح، ما جعل المسرحيين يفقدون قدرتهم على الإبداع والخيال والتواصل مع الجمهور.
ونوه إلى أن الحالة المسرحية العربية تعاني من شح الإنتاج وضعفه وقلة الاهتمام وغياب الدعم الرسمي في معظم الدول العربية
وبين ان ظاهرة المهرجانات بحاجة إلى ضبط نوعي واعادة لثقافة لدى الناس تؤمن بقوة المسرح وتأثيره وقدرته على الابداع، مع الاكتفاء ببعض المهرجانات التي تقدم ما هو نخبوي يعيش مع الناس ويتحدث عنهم.
من جانبه قال الفنان بسام كوسا ان المهرجانات تساعد في خلق حراكات وحوارات وحالة ثقافية بشرط أن تكون على قدر عال من مسؤولية طرح الفكر.
وقال إن المسرح هو فن قادم جاء كغيره من الفنون وبالتالي اذا لم يعش المسرح في أمة تحترم وتقدم له كل ما يتطلب، فهو يحرد ويدير ظهره ويذهب الى أمم اخرى.
واضاف لو ان المتنبي استخدم فن الحوار لعمل مسرحا اهم من شكسبير لذا الفردية لا تصنع مسرحا.
وقال أن الامة تصنع مسرحا يشبهها، وهو يحتاج الى تقديم تقنيات واموال ومؤسسات ترعاه وتحافظ عليه.
وقال كوسا: «المؤسسات نتاج مجتمع، وبالتالي تفرز القائمين عليه ونحن لا نستطيع وضع قيادات مسرحية لا تعبر عن البنية، ولهذا اختلف القائمون على المسرح الآن مقارنة بالمسرح الستيني والخمسيني بسبب اختلاف الحراك الاجتماعي.
وقال كوسا حول النقد وغيابه: «لا يوجد لدينا تخصص، فالناقد يكتب في المسرح والسينما وسعر البنزين بسبب همومه العامة.
ونوه الفنان بسام كوسا في ختام حديثه إلى وجود معضلة النقد موضحا ان النقد حالة إبداعية وما نحتاجه هو النقد الموضوعي.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير