الصحفي "علي الشامخي"، البطل الوحيد للعرض المسرحي المونودرامي التونسي "السلطة الرابعة" يدخل الى المسرح يمشي متهدلا متجها نحو المرآة في صدر المسرح وبعد ان يتحسس ملامح وجهه وهندامه يواجه الجمهور رافعا يده مؤديا قسم الصحفي في ان يحفظ شرف المهنة واسرارها وان يخدم الشعب.
حكاية "الصحافة" مع "السلطة" ، عرض الرجل الواحد او البطل الوحيد أخذ حضور المسرحية مع أبعادٌ مونودرامية، في محاولة فنية للكشف عن واقع الصحافة التونسية قبل ما يعرف بالربيع العربي.
وخلال العرض الذي استمر ساعة ونصف على مسرح المركز الثقافي الملكي استمع الجمهور ، ومن خلال تكنيك "الفلاش باك" لقضية شاب طموح واجه العديد من الصعوبات أثناء مسيرة شاقة، كانت وراء الكشف عن «مكينة» الصحافة من الداخل وتعرية وقائع كانت غائبة عن المواطن العادي.
هذا الصحفي الشامخ، الشامخي اشارة إلى الشخصية المتكبرة والفخورة والمتغطرسة، يستعرض متباهيا شغفه الذي كان بالادب والثقافة، الشعر والموسيقى، كان مختالا بعلمه ومعرفته ، بمبادىء وقيم ظن انها سبيلا ليؤدي رسالة صحافة نبيلة قوامها الجودة والحقيقة، الاخلاق والخلق لكن باب الواقع المؤلم ما يلبث ان يطبق على يديه وقلمه.
ويعمد العرض المسرحي كتابة وتمثيلا إلى تقديم الصعوبات والعراقيل التي واجهت قطاع الإعلام من خلال تعرية المماراسات التي نكلت بحرية التعبير من خلال الموندراما وعبر توظيف لعبة «الفلاش باك» للتعريف بالشخصية المركزية الصحفي "علي الشامخي" الحالم بأن يصبح مؤثرا في المجتمع.
«السلطة الرابعة» عمل مونودراما سخر الكوميديا السوداء خلال اطوار المسرحية، الى ما استجد في مجال الصحافة المكتوبة بين الماضي والحاضر وأثر هذه التغييرات من تحديات وارهاصات ورقمنة على الكاتب.
العرض الموندرامي "السلطة الرابعة" الحاكي لوجع مهنة المتاعب حط برحاله في عمان ، جسّدها بمهارة الفنان خالد هويسة على خشبة المسرح. وقدم عرضا لا ينسى لجمهور مهرجان المونودراما المسرحي بتوقيع الكاتب ناجي الزعيري، وإخراج عبد القادر بن سعيد.