رعى سمو الأمير فيصل بن الحسين، الاثنين، انطلاق فعاليات مؤتمر قادة العمليات الخاصة في الشرق الأوسط (MESOC) في العقبة، بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي ومدير الأمن العام اللواء عبيد الله المعايطة وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية والدول الصديقة وشخصيات رسمية.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 400 وفد يمثلون 73 دولة، إذ ينعقد في ظل التطور التكنولوجي والتقني المتسارع في الصناعات الدفاعية والأمنية، بهدف مناقشة أحدث الاستراتيجيات والتقنيات التي تؤثر على الدفاع والأمن، علاوة على استعراض أفضل الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لمواجهة التحديات المستقبلية.
وألقى المدير العام للمركز الأردني للتصميم والتطوير (جودبي)، كلمة قال فيها: "انطلاقا من إيمان جلالة الملك عبدالله الثاني بأهمية دور العمليات الخاصة، كانت توجيهاته بضرورة عقد مؤتمر ومعرض متخصص بالعمليات الخاصة ليشكل هذا الحدث منصة لتعزيز قدرتنا على مواجهة التحديات الأمنية المعقدة من خلال التعاون الدولي وتبادل الخبرات والابتكار في التكنولوجيات والاستراتيجيات وتسليط الضوء على أحدث التطورات في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية العالمية، تعمل على تعزيز فاعلية وسلامة قوات النخبة في العمليات الخاصة، لتمكينها من تنفيذ مهامها بنجاح في ظل الظروف الأكثر تحديا".
وأضاف أن المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تغيرات وصراعات تتزايد حدتها، إذ يجدد الأردن دعوته باستمرار للسلام واحترام القانون الدولي وتعزيز الأمن وحل النزاعات سلميا من خلال القنوات الدبلوماسية لتهدئة التوترات وحماية المدنيين لضمان الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
من جهته أكد قائد قوات الملك عبدالله الثاني الخاصة الملكية أن قوات العمليات الخاصة تعمل وفق أسس ومعايير عالمية للتعامل مع كل التهديدات الحالية والمستقبلية، إذ تسعى لتنفيذ مهامها على نطاق استراتيجي من خلال تحديد المخاطر وبناء فرضيات عملية نوعية والتدرب عليها لصقل خبرات منتسبيها في مختلف الظروف العملياتية، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على النتائج المرجوة ضمن نطاق أوسع.
وبين أن قوات العمليات الخاصة الفعالة والمؤهلة هي القادرة على أن تكون مؤهلة ومدربة للتعامل مع مختلف السيناريوهات والتهديدات، وهو ما تسعى له القوات الخاصة الأردنية لضمان استمرارها كعنصر فعال ورادع لجميع التحديات وتنوعها.
بدوره قال الرئيس التنفيذي لشركة صقر المتخصصة في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار:" نشهد اليوم تحولات غير مسبوقة في ميادين القتال، حيث يعيد التطور التكنولوجي السريع تشكيل مفاهيمنا حول الحرب والدفاع والأمن في عصرنا الحالي، إذ أصبحت الصراعات تحسم من خلال قوة المعلومات، وسرعة اتخاذ القرار، والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة".
وأضاف أن مقدمة هذه التحولات تأتي الطائرات المسيّرة، التي أحدثت نقلة نوعية في أساليب الحرب، بدءا من جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة، وصولا إلى الاستطلاع وتنفيذ العمليات التكتيكية، موضحا أنه لتحقيق النجاح في استخدام هذه الطائرات، لا بد من نهج شامل يدمج بين الأمن وجمع المعلومات الاستخبارية وتوحيد البروتوكولات ودمج أنظمة الطائرات المسيرة وأنظمة مكافحة الطائرات المسيّرة ضمن إطار إداري متكامل.
وتخلل الافتتاح عقد جلستين لعدد من قادة العمليات الخاصة من القوات المسلحة الصديقة تضمنت العديد من المحاور التي هدفت إلى توحيد المفاهيم وآلية العمل في مكافحة الإرهاب الدولي وكيفية التعامل معه وفقا لخطط استراتيجية تسعى لتطوير مجالات التعاون وتبادل الخبرات ونقل المعرفة والتقنيات التكنولوجية الحديثة وتوظيفها لضمان الأمن والاستقرار العالميين ضمن مجتمع العمليات الخاصة العالمية بأساليب الحرب الحديثة.
وأشاد المتحدثون بالجهود التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في سبيل إحلال الأمن والسلام الدوليين في المنطقة والعالم، مؤكدين الدور المحوري والهام الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية من خلال عقد هذه اللقاءات والمؤتمرات وما تقدمه من فرصة لاستعراض الأفكار والرؤى المشتركة للدول المشاركة في المؤتمر.
ويعدّ مؤتمر قادة العمليات الخاصة في الشرق الأوسط (MESOC)، الحدث الرسمي لمعرض ومؤتمر قوات العمليات الخاصة الأردنية (سوفكس 2024)، وتستضيفه القوات المسلحة الأردنية، ويجمع كبار ضباط العمليات الخاصة وخبراء رفيعي المستوى من عدة دول صديقة.
ويتيح المؤتمر للمشاركين فرصة تقديم عروض تفصيلية ونقاشات معمقة لتبادل وجهات النظر حول التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه الدول في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى البحث عن حلول مبتكرة لتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية في مواجهة تلك التحديات.
ويفتتح معرض "سوفكس 2024" المتخصص بشؤون الصناعات الدفاعية ومعدات العمليات الخاصة صباح الثلاثاء برعاية ملكية سامية ويستمر لثلاثة أيام في أرض المعارض والمؤتمرات في منطقة العقبة، وبمشاركة 400 وفد رسمي و300 شركة عارضة محلية ودولية و73 دولة مشاركة بالمعرض من أبرز الدول المصنعة للأسلحة والمعدات الدفاعية في العالم.
ويشتمل المعرض على عروض لأسلحة خفيفة ومتوسطة وطائرات مسيّرة هجومية واستطلاعية وأحدث الأجهزة والمعدات الدفاعية المستخدمة من قبل الجيوش ووحدات الأمن.