كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من مسقط، أمس الاثنين، أن المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن التي كانت تُجرى بوساطة عُمانية، متوقفة حالياً بسبب غياب «الأرضية» المناسبة لها، في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، وندد ب«عدم تحرك» مجلس الأمن بشأن الحرب في لبنان وقطاع غزة، معتبراً ذلك «كارثياً»، في وقت دعت الصين إلى تجنب تصعيد التوتر بين إيران وإسرائيل.
وقال عراقجي للصحفيين إن «هذا المسار متوقف الآن بسبب الظروف المحددة في المنطقة. حالياً لا نرى أي أرضية لهذه المباحثات، إلى حين نتمكن من تجاوز الأزمة الراهنة. عندها سنقرر ما إذا كنا سنواصل العمل وكيف».
ووصل عراقجي إلى مسقط بعد زيارته العراق، حيث أكد استعداد بلاده للحرب، رغم أنها لا تريدها، وذلك ضمن جولة له في المنطقة شملت قطر والسعودية، حيث بحث مع مسؤولين كبار التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وغزة وسبل احتواء النزاع.
وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني وانغ يي الذي تعتبر بلاده من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، قال عراقجي إن «عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بسبب عرقلة الولايات المتحدة أمر كارثي».
ودعا وزير الخارجية الصيني جميع الأطراف المعنية بالصراع الدائر بين إسرائيل وإيران إلى توخي الحذر وتجنب تصعيد الوضع.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان إن وانغ أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس حث فيها إسرائيل على ضمان سلامة أفراد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
كما أكد مجدداً موقف بكين من الصراع في غزة، داعياً إلى وقف فوري وكامل ودائم لإطلاق النار.
على صعيد آخر، قدمت النيابة العامة الإسرائيلية لوائح اتهام ضد إسرائيليين نسبت إليهما تهمة التخابر مع الاستخبارات الإيرانية، ومحاولة تنفيذ «عملية اغتيال»، حسب بيان صادر عن جهاز «الشاباك» والشرطة الإسرائيلية، أمس الاثنين.
وأوضح البيان أنه تم الكشف عن خلية تابعة لجهات استخباراتية إيرانية، سعت لتجنيد إسرائيليين، وأن «الشاباك» والشرطة اعتقلا أحد سكان مستوطنة «رمات غان»، يدعى فلاديسلاف فيكتورسون (30 عاماً). كما تم اعتقال زوجة فيكتورسون، آنا برنشتاين (18 عاماً) وهي من سكان «رمات غان»، والتي «شاركت في تنفيذ قسم من المهمات».
وأشار البيان إلى أنه جرى اعتقال شخص ثالث. وأضاف البيان أنه خلال التحقيق تبين أنه منذ شهر آب/أغسطس الماضي، كان فكتورسون على اتصال من خلال الشبكات الاجتماعية مع جهة تحمل اسم «هاري هوسي»، وأن هذا الاتصال جرى باللغة العبرية.
وتابع البيان أن في إطار هذا الاتصال، نفذ فيكتورسون بتوجيه مصدر إيراني، وكان على علم بأنه مصدر إيراني، مهمات مختلفة، بينها رش كتابة «غرافيتي» وتعليق منشورات، ووضع أموال وإحراق مركبات في منطقة متنزه اليركون في تل أبيب. ولاحقاً، تم الطلب من فيكتورسون إلحاق أضرار ببنية تحتية للاتصالات وأجهزة صرافة آلية وإضرام النار في أحراش، وتم توثيق قسم من هذه الأعمال وتلقى مبلغ 5 آلاف دولار مقابل تنفيذها، حسب البيان.
وحسب نتائج التحقيق، وافق فيكتورسون على تنفيذ مهمة اغتيال شخصية إسرائيلية وإلقاء قنبلة باتجاه منزل، وسعى إلى الحصول على أسلحة، بينها بندقية قناصة ومسدسات وقنابل صوتية.