يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً، اليوم الاثنين، بطلب من طهران وفق ما أعلنت رئاسة الهيئة الأممية، لبحث الضربات الإسرائيلية على إيران، فيما أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أنه لا ينبغي «التضخيم ولا التقليل »من الضربة الإسرائيلية على إيران، بينما تقول أوساط إيرانية إن المسؤولين في طهران يشترطون لتجنب الرد الانتقامي وقف الحرب على غزة ولبنان، في وقت اعتبر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجوم الإسرائيلي «الدقيق والقوي» على إيران «حقق أهدافه»، في حين منعت إسرائيل تمركز جنودها بقواعدهم تحسباً لرد إيراني محتمل.
وقالت الرئاسة السويسرية لمجلس الأمن، أمس الأحد، إن الاجتماع سيعقد بناء على طلب إيراني أيّدته الجزائر والصين وروسيا. وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن «طالب فيها بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لاتخاذ موقف حاسم في إدانة هذا الهجوم»، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية، بحسب بيان صادر عن وزارته. وأشار عراقجي في رسالته إلى أن «معظم المقذوفات التي تم إطلاقها اعترضتها أنظمة الدفاع الإيرانية»، لكنه لفت إلى أن الهجوم «ألحق أضراراً بالنقاط المستهدفة» وتسبب في مقتل أربعة عسكريين. وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن الهجوم الإسرائيلي يشكل «انتهاكاً واضحاً لسيادة» إيران التي «تحتفظ بحق الرد على هذا الاعتداء».
وأعلن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أنه ينبغي عدم «التضخيم ولا التقليل» من الضربات التي نفذتها إسرائيل على مواقع عسكرية في إيران.
وفي أول رد فعل على الضربات، قال خامنئي في منشور على منصة إكس إنه «لا ينبغي تضخيم شر إسرائيل في عدوانها على إيران ولا التقليل منه»، معتبراً أن إسرائيل «أخطأت في الحسابات ويجب تفهيمها قوة وإرادة وإبداع الشباب والشعب الإيراني».
وبعد يوم من شن إسرائيل غارات جوية ضد أهداف عسكرية في إيران، عقد البرلمان الإيراني أمس الأحد، اجتماعاً مغلقاً لبحث الرد. وترأس المداولات رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) محمد باقر قاليباف، وهو جنرال سابق في الحرس الثوري الإسلامي، بحسب ما ورد في تقارير إعلامية إيرانية. ونقلت وكالة «إرنا» عن قاليباف القول، إن الرد العسكري من جانب إيران على الهجوم الإسرائيلي، مؤكد، رغم أنه وصفه بأنه «سلبي»، وبالتالي قلل من حجمه.
من جهة أخرى، أكد نتنياهو، أمس الأحد، أن الهجوم الإسرائيلي على إيران كان «دقيقاً وقوياً» وأنه «حقق أهدافه». وادعى نتنياهو أن «إيران هاجمت إسرائيل بمئات الصواريخ الباليستية وفشل هذا الهجوم». وأضاف «وفينا بوعدنا، هاجمت القوات الجوية إيران وضربت قدرات إيران الدفاعية وإنتاج الصواريخ».
وفي محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن من أن «إيران يجب ألا ترتكب خطأ الردّ»، قائلاً إن هناك حالياً «فرصة لاستخدام الدبلوماسية لتخفيف التوتر في المنطقة».
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، تأجيل نشاط للتجنيد العسكري، وأصدر قراراً بحظر تمركز قواته داخل قواعدها العسكرية منعاً للتجمعات الكبيرة للجنود، وذلك تحسباً لرد إيراني محتمل على الهجوم الإسرائيلي، وفق وسائل إعلام إسرائيلية. وقالت صحيفة «معاريف» إن الجيش الإسرائيلي قرر تقليص عدد الجنود في القواعد العسكرية ومنع التجمعات الكبيرة للجنود داخلها، بما في ذلك قاعات الطعام، من أجل تقليل المخاطر التي قد تنجم عن رد إيران.