بعد نحو شهرين من توقفها، استؤنفت مفاوضات هدنة غزة وصفقة تبادل الأسرى في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الأحد، فيما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن مصر اقترحت هدنة ليومين بغزة مقابل تحرير 4 رهائن إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين، بينما أكد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت أن على إسرائيل تقديم «تنازلات مؤلمة» لاستعادة الرهائن، في وقت أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية، تقديم شكوى جديدة لمجلس الأمن ضد إسرائيل، لارتكابها مجازر بحق المدنيين، وتفجير قرى جنوبي لبنان.
وأكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السموّ رئيس الدولة، أن المنطقة بحاجة إلى التزام جديد بالسلام مع تحقيق العدالة من خلال الوسائل السلمية والسياسية. وقال عبر منصة «إكس» أمس، «لقد سئم الشرق الأوسط من الحروب والصراعات. لقد عانت أجيال عدم الاستقرار والعنف مع وجود آفاق مستقبلية ضئيلة أو معدومة لعائلاتهم وأحبائهم، إن المعاناة الإنسانية الهائلة لا تزال تترك ندوباً على المنطقة». وأضاف: «نحن بحاجة إلى التزام جديد بالسلام مع تحقيق العدالة من خلال الوسائل السلمية والسياسية».
من جهة أخرى، قال مسؤول مطلع لرويترز، إن مدير المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري أجروا، أمس الأحد، في الدوحة مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح بعض الرهائن لدى حركة «حماس»، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. وأضاف المسؤول أن المحادثات تهدف إلى إقناع إسرائيل و«حماس» بالموافقة على وقف إطلاق نار في قطاع غزة لمدة تقل عن شهر، على أمل أن يؤدي ذلك إلى اتفاق أكثر استدامة. وقال المسؤول إن تفاصيل أو أعداد الرهائن والسجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن هذا الاتفاق لم تتضح بعد.
ومن جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في القاهرة: «مصر في خلال الأيام القليلة الماضية قامت بجهد في إطلاق مبادرة تهدف إلي تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار لمدة يومين يتم (خلالهما) تبادل أربع رهائن مع أسرى». وأردف «ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض على استكمال الإجراءات في القطاع وصولاً إلي إيقاف كامل لإطلاق النار».
وبدوره، قال وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، إنه يجب تقديم «تنازلات مؤلمة» لضمان استعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب. وأكد غالانت خلال مشاركته في إحياء هجوم 7 أكتوبر وفق التقويم العبري: «لا يمكن تحقيق جميع الأهداف من خلال العمليات العسكرية وحدها... للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة رهائننا إلى منازلهم، سيتعين علينا تقديم تنازلات مؤلمة».
في غضون ذلك، أكدت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أنها قدمت شكوى جديدة إلى مجلس الأمن بشأن اعتداءات إسرائيل على لبنان خلال الفترة من 15 ولغاية 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024 لتوثيق العدوان الإسرائيلي على لبنان ووضع المجتمع الدولي ومجلس الأمن أمام مسؤوليتهما من أجل التحرك لوقفه. ودان لبنان استمرار إسرائيل في عدوانها وتوغلها البري العسكري داخل أراضيه، وارتكابها المزيد من المجازر بحق المدنيين، وتدميرها بشكل متعمّد وواسع الممتلكات المدنية، وتفجير قرى حدودية وأحياء بأكملها في الجنوب، مثلما فعلت في بلدتي ميس الجبل ومحيبيب، متذرعةً باستهداف مخازن أسلحة أو مقرات عسكرية. كما دان لبنان استهداف إسرائيل المتواصل للجيش اللبناني الذي قُتل ستة من عناصره في بلدة ياطر وعلى طريق عين إبل – حانين، ولفرق الإسعاف والصحفيين وقوات اليونيفيل، وشنّها غارات على مقربة من مستشفيي رفيق الحريري الحكومي وبهمن، إضافة إلى استهدافها مبنى بلدية النبطية التي قُتل 6 من أعضائها وموظفيها من بينهم رئيس البلدية، وقتلِها رئيسي بلديتي حناويه وسحمر بغارتين جويتين، واستهدافها مدينة صور الأثرية المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.