تواصلت، أمس الخميس، الجهود العربية والدولية الهادفة إلى إيجاد حلول سياسية للحرب الدائرة على جبهتي غزة ولبنان التي يبدو أنها اصطدمت بالعقبة الإسرائيلية. وبينما بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مستجدات جهود التوصل إلى هدنة فورية في غزة مع وليام بيرنز مدير المخابرات المركزية الأمريكية، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محادثات مع المبعوثين الأمريكيين آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، حيث طالب بأن يضمن أي اتفاق مع غزة ولبنان أمن إسرائيل، في وقت وصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان هجوم إسرائيل على شمال غزة بأنه «إبادة جماعية»، في حين تحدثت تقارير إخبارية عن أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يريد من نتنياهو انتهاء حرب غزة بحلول توليه الرئاسة.
والتقى السيسي، أمس الخميس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز لمناقشة جهود التهدئة في غزة، بعد أيام من تقديمه اقتراحاً لهدنة لمدة يومين في الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة.
وذكرت الرئاسة المصرية في بيان «تناول اللقاء مستجدات الجهود المشتركة للتهدئة في قطاع غزة، وسبل دفع المفاوضات قدماً للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتبادل للمحتجزين». وإضافة إلى «النفاذ الفوري والكامل للمساعدات الإنسانية باعتباره أولوية قصوى لمصر في ضوء تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع».
من جهة أخرى، قال مكتب نتنياهو في بيان في أعقاب الاجتماع في القدس إن رئيس الوزراء أبلغ بريت ماكغورك وآموس هوكشتاين إن «المسألة الرئيسية... هي قدرة إسرائيل وتصميمها على فرض احترام الاتفاق ومنع أي تهديد لأمنها مصدره لبنان». وأبدى نتنياهو، رفضه لاتفاق يوقف الحرب على لبنان وفقاً لمبادرة قدمتها الولايات المتحدة بعد مناقشتها مع إسرائيل، وألمح إلى أن إسرائيل ستصر على المحافظة على حريتها العملياتية في لبنان في إطار أي تسوية لإنهاء الحرب الإسرائيلية المتصاعدة. كما اجتمع وزير الحيش الإسرائيلي يوآف غالانت مع الموفدين الأمريكيين بشكل منفصل. وقال في بيان إن اجتماعه معهما ركز على «الترتيبات الأمنية في ما يتعلق بالساحة الشمالية ولبنان والجهود المبذولة لضمان عودة 101 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة».
من جانبهم، شكك مسؤولون أمريكيون في أن تؤدي الجهود الدبلوماسية الجارية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة يوم 5 نوفمبر. وبحسب مصادر مطلعة لشبكة «سي إن إن»، فإنه «مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، فإن التوقعات بأن الجهود النهائية لإنهاء الحرب في غزة ولبنان سوف تتكلل بالنجاح أصبحت ضئيلة». وأوضحت أن هناك شعوراً داخل إدارة الرئيس جو بايدن، بأن نتنياهو ينتظر انتهاء الحملة الانتخابية الرئاسية لمعرفة من سيكون رئيس الولايات المتحدة القادم، لكن واشنطن تظل مع ذلك متمسكة بإرسال مبعوثين كبار إلى المنطقة لمناقشة احتمالات إنهاء الحرب.
في غضون ذلك، نددت السعودية بالهجمات الإسرائيلية على شمال غزة ووصفتها بأنها إبادة جماعية، وقال وزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض أن التصرفات الإسرائيلية في شمال غزة لا يمكن وصفها إلا بأنها شكل من أشكال الإبادة الجماعية وتغذي دائرة العنف. وأكد الأمير فيصل أمس الخميس «نرى ما يحدث الآن في شمال (غزة) الذي يتعرض لحصار كامل يمنع أي وصول للسلع الإنسانية، بالإضافة إلى استمرار الهجوم العسكري بدون أي مسار حقيقي أمام المدنيين للعثور على مأوى أو مناطق آمنة، وهو ما لا يمكن وصفه إلا بأنه شكل من أشكال الإبادة الجماعية».
وذكرت تقارير إخبارية، أمس، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ابلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريد من إسرائيل إنهاء الحرب في غزة بحلول الوقت الذي يعود فيه إلى منصبه إذا فاز في الانتخابات، وفقاً لما كشفه مصدران مطلعان على الأمر لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» هذا الأسبوع.
تم نقل الرسالة لأول مرة عندما استضاف المرشح الرئاسي الجمهوري رئيس الوزراء الإسرائيلي في منتجعه مارالاغو بولاية فلوريدا في يوليو، وفقاً لمسؤول سابق في إدارة ترامب ومسؤول إسرائيلي. في حين أكد ترامب علناً أنه أخبر نتنياهو أنه يريد أن تفوز إسرائيل بالحرب بسرعة، فإن المصادر التي تحدثت إلى الصحيفة كشفت عن وجود جدول زمني مرتبط بهذا الطلب. وقال المسؤول الأمريكي السابق إن ترامب لم يكن محدداً في مناشدته لنتنياهو وأكد ترامب دعمه نشاط الجيش الإسرائيلي «المتبقي» في غزة، طالما أنهت تل أبيب الحرب رسمياً.