همزة وصل -
في رسالة مؤثرة ومليئة بالتأمل، كشف الملياردير الأمريكي ورجل الأعمال البارز وارن بافيت، البالغ من العمر 94 عامًا، عن خطته لتوزيع ثروته الهائلة بعد وفاته.
الرسالة، التي وجهها للمساهمين في شركته "بيركشاير هاثاواي"، تضمنت رؤيته لكيفية توزيع الميراث، إلى جانب نصائح للآباء بشأن هذا الموضوع الحساس.
توزيع الثروة
أعلن بافيت أنه سيتبرع بمبلغ 1.1 مليار دولار من أسهم شركته لصالح أربع مؤسسات عائلية، بينما سيتولى أبناؤه الثلاثة إدارة بقية ممتلكاته بشكل تدريجي، وفي حال عجز أبنائه عن القيام بالمهمة بسبب تقدمهم في العمر (71، 69، و66 عامًا)، أوضح بافيت أنه عين ثلاثة أمناء أصغر سنًا لضمان تنفيذ رغباته.
وأشار إلى أهمية اتخاذ القرارات داخل المؤسسات بالإجماع وتبسيط وصيته، مؤكداً أنه يقوم بمراجعتها دوريًا للحفاظ على وضوح الرؤية والتنفيذ.
الشفافية
في خطوة لتعزيز الفهم وتجنب النزاعات، نصح بافيت الآباء بضرورة إشراك أبنائهم في قراءة الوصية قبل توقيعها.
وقال: "تأكد من أن كل ابن يفهم منطق قراراتك والمسؤوليات التي ستُلقى على عاتقه بعد وفاتك. الاستماع لمقترحاتهم وأخذها بعين الاعتبار يمكن أن يمنع الخلافات لاحقًا".
وأضاف أن القضايا غير المحسومة المتعلقة بالوصايا كانت دائمًا سببًا رئيسيًا للخلاف بين العائلات، مشيراً إلى أمثلة واقعية شهدها مع شريكه الراحل تشارلي مونغر، حيث تسببت الغيرة والإدراك الخاطئ للعدالة في تفكك العائلات.
من ناحية أخرى، سلط بافيت الضوء على التجارب الإيجابية التي ساهمت فيها مناقشات مفتوحة حول الميراث في تقوية العلاقات العائلية، مؤكداً أن الشفافية والتفاهم يمكن أن يحولا التخطيط للميراث إلى فرصة لتعزيز الترابط بين أفراد الأسرة.
رسالة تأملية
بأسلوب تأملي، اعترف بافيت بحتمية الموت قائلاً: "الوقت ينتصر دائمًا. لقد كنت محظوظًا حتى الآن، لكن لحظة النهاية ستأتي".
ثروة ضخمة
بحسب مجلة فوربس، تُقدر ثروة بافيت حاليًا بنحو 143 مليار دولار، ما يجعله واحدًا من أغنى رجال العالم. وعلى الرغم من ذلك، يظل نهجه الإنساني في إدارة ثروته وتوجيهها نحو الخير مصدر إلهام لكثيرين.
بافيت، الذي اشتهر بحكمته المالية، يترك من خلال كلماته وإرثه دروسًا مهمة حول التخطيط الحكيم للمستقبل، ليس فقط في إدارة الأموال ولكن في بناء علاقات قوية ومستدامة بين الأجيال.
