همزة وصل -
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب تنصيبه، الاثنين، بالرئيس الأمريكي السابق ويليام ماكينلي، ووصفه بالعظيم فما سر إعجاب ترامب به ولماذا استدعى ذكراه في خطاب تنصيبه.
يؤثر نهج الرئيس السابق ماكينلي القادم من ولاية أوهايو دوراً كبيراً في تشكيل سياسات الرئيس دونالد ترامب، فهو من أشد محبيه ووعد ترامب بإعادة تسمية أعلى جبل في أمريكا الشمالية، دينالي، إلى جبل ماكينلي، والذي كان معروفًا به لأكثر من قرن من الزمان قبل أن تقوم إدارة الرئيس باراك أوباما في عام 2015 بتغيير الاسم لتكريم الثقافة الألاسكية الأصلية.
تشابه إلى أقصى درجة
وليس التشابه بين ترامب وماكينلي في فرض رسوم جمركية ولكن في الرغبة في توسيع الأراضي الأمريكية، فقد أعلن ترامب أنه يرغب في الاستيلاء على جرينلاند وقناة بنما، فإن مثله الأعلى كان قد سبقه واستحوذ على الفلبين وبورتيريكو وفق موقع Cincinnati.com .
وقال ترامب في خطابه: "سنعيد اسم الرئيس العظيم ويليام ماكينلي إلى جبل ماكينلي، حيث يجب أن يكون وحيث ينتمي".
بعد 123 عامًا من اغتياله، يُصنف ماكينلي كرئيس أعلى من المتوسط، لكنه ليس رئيسًا مذهلاً في التصنيف الرئاسي، لكن بالنسبة لترامب، فيحتل ماكينلي مرتبة عالية والسر يكمن في الرسوم الجمركية.
ففي خطاب تنصيبه قال ترامب: "لقد جعل الرئيس ماكينلي بلادنا غنية للغاية من خلال الرسوم الجمركية والمواهب، لقد كان رجل أعمال".
ودائماً قبل وبعد تنصيبه ما يتعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على منافسي أمريكا في الخارج، حيث يعيد أسلوب ماكينلي قبل أكثر من قرن من الزمان حينما كان يضغط بحماس شديد من أجل فرض الرسوم الجمركية حتى أن الصحافة في ذلك الوقت أطلقت عليه لقب "نابليون الحماية".
تعريفة ماكينلي
كان ماكينلي، قبل توليه منصب الرئاسة كعضو جمهوري، يكافح بشدة من أجل زيادة الضرائب على السلع المستوردة، لدرجة أن الكونجرس أطلق اسمه على قانون تعريفة ماكينلي لعام 1890 .
ومن المعروف أن الرسوم الجمركية هي ضرائب تُدفع على السلع المستوردة وتهدف إلى مساعدة الشركات المصنعة الأمريكية، وفي أغلب الحالات، يدفع المستوردون الأمريكيون هذه الرسوم وليس الشركات الأجنبية، وفقاً لمركز سياسة الضرائب، وهو مركز أبحاث غير ربحي في واشنطن العاصمة، وقد تؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع الأسعار إذا انتقلت التكلفة إلى المستهلكين.
الرسوم الجمركية في القرن الـ19
كانت التعريفات الجمركية مثيرة للخلاف في تسعينيات القرن التاسع عشر كما هي الحال الآن، فقد بدا أن قانون ماكينلي للتعريفات الجمركية مفيدًا في البداية، لكن الأوقات الجيدة لم تدم طويلاً، كما كتب ريتشارد إل. ماكيلروي في كتابه الصادر عام 2009 بعنوان "رؤساء ساحة المعركة: زاكاري تايلور وبنجامين هاريسون وأميركا الخاصة بهما"، وكتب أن الرسوم الجمركية أثارت غضب شركاء أمريكا التجاريين.
وكتب ماكيلروي "لقد كان هناك انخفاض حاد في التجارة بينما حصد رجال الأعمال الأمريكيون أرباحًا ضخمة، في كثير من الأحيان على حساب دماء وعرق وبؤس العمال الأمريكيين".
وألقت التغطية الصحفية في ذلك الوقت باللوم على ارتفاع تكاليف الملابس وغيرها من السلع بسبب الرسوم الجمركية.
خسر ماكينلي مقعده في الكونجرس في نفس العام. وألقى الناس باللوم على عدم شعبية التعريفات الجمركية في هزيمة الرئيس الجمهوري بنجامين هاريسون (الذي كان أيضًا من أوهايو) في عام 1892، وقام الديمقراطيون بخفض التعريفات الجمركية في عام 1894.
فاز ماكينلي بالانتخابات في عام 1892 كحاكم لولاية أوهايو، ثم كرئيس للولايات المتحدة في عام 1896.
أول أعمال ماكينلي
عندما أصبح رئيساً، كان أحد أول أعمال ماكينلي هو التوقيع على قانون جديد لفرض تعريفات جمركية على السلع الاستهلاكية، ولكن بحلول هذا الوقت، كان ماكينلي قد خفف من موقفه بشأن التعريفات الجمركية، وفقاً لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن العاصمة.
وفي وقت لاحق، فضل ماكينلي إبرام اتفاقيات تجارية وإقامة علاقات أكثر ودية مع الدول الأجنبية، وفقًا للمعهد، قائلًا: "الحروب التجارية غير مربحة، إن سياسة حسن النية والعلاقات التجارية الودية من شأنها أن تمنع الأعمال الانتقامية".
ومن خلال الحروب والمشتريات، عمل ماكينلي أيضًا على توسيع أراضي الولايات المتحدة، التي استحوذت على أراضي غوام وبورتوريكو والفلبين خلال فترة إدارته، وهذا يعكس دعوات ترامب لتوسيع أراضي الولايات المتحدة من خلال اقتراحه الاستحواذ على جرينلاند وتعهده باستعادة قناة بنما.
أعيد انتخاب ماكينلي في عام 1900، ولكن اغتيل في معرض عموم أمريكا في بوفالو عام 1901.، ودُفن في كانتون.
ماذا قال ترامب عن ماكينلي في حفل تنصيبه؟
"سنعيد اسم الرئيس العظيم ويليام ماكينلي إلى جبل ماكينلي، حيث ينبغي أن يكون وحيث ينتمي، لقد جعل الرئيس ماكينلي بلدنا غنيًا جدًا من خلال التعريفات الجمركية ومن خلال المواهب. كان رجل أعمال، وأعطى تيدي روزفلت المال للعديد من الأشياء العظيمة التي قام بها، بما في ذلك قناة بنما، التي تم منحها بحماقة إلى دولة بنما بعد الولايات المتحدة".
