همزة وصل -
لطالما صاحب التقدم التكنولوجي مخاوف من فقدان الوظائف، ليس بسبب هيمنة التقنيات الجديدة على العالم، بل لأنها قد تحل محل البشر في العديد من المهام، ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين، ومع تسارع الثورة الرقمية، ازدادت هذه المخاوف، وكأننا نعيش ثورة صناعية جديدة، لكن مع فارق كبير، هذه المرة، لا توجد وظيفة محصنة تمامًا من التغيير. نحن نتحدث هنا عن تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي بدأ يغزو مختلف القطاعات، وسرعان ما سيصل تأثيره إلى الجميع.
لماذا يشكل الذكاء الاصطناعي تحديًا كبيرًا لعالم العمل؟
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد فكرة خيالية في الأفلام، بل أصبح أداة يومية يستخدمها الملايين، تقنيات مثل ChatGPT تقوم بأتمتة مهام كانت تُعتبر حكرًا على البشر، بدءًا من البحث عن وصفات طهي وحتى إجراء أبحاث معقدة كانت تستغرق أيامًا.
وفقًا لشركة OpenAI، فإن 80% من الوظائف ستتأثر بالذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، ومن المتوقع أن يحل الذكاء الاصطناعي محل أكثر من نصف الوظائف في 20% من المجالات، وهو أمر مقلق خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها العديد من الدول.
ما هي الوظائف الأكثر عرضة للخطر؟
قطاع التكنولوجيا: مهندسو البلوكشين، مصممو واجهات المستخدم، متخصصو الأمن السيبراني، وخبراء الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
المهن الإبداعية: الصحفيون، المترجمون، العاملون في العلاقات العامة.
الوظائف الإدارية: المحاسبون، المدققون، السكرتاريون القانونيون.
المهن التحليلية: المحللون الماليون، محللو البيانات الديموغرافية، وخبراء الاستخبارات التجارية.
ولكن يجب التنويه بأن هذه ليست القائمة الكاملة. فالمبرمجون، مصممو الجرافيك، المصورون، المحررون، وحتى المهندسون المعماريون ليسوا بمنأى عن هذا التهديد.
هل هناك وظائف آمنة؟
نعم، بعض الوظائف تبدو أقل عرضة للخطر، خاصة تلك التي تتطلب تفاعلًا بشريًا مباشرًا أو مهارات يدوية معقدة. ومن بين هذه الوظائف: الرياضيون، الطهاة، العاملون في الزراعة، فنيو تركيب النوافذ، عمال البناء، السباكون، الكهربائيون، وغيرهم من العاملين في المجالات التي تعتمد على القوة البدنية أو الحرفية.
كيف نستعد للمستقبل؟
التقدم التكنولوجي لا يمكن إيقافه، ولكن يمكننا التكيف معه، المفتاح ليس في مقاومة الآلات، بل في تعلم كيفية العمل جنبًا إلى جنب معها، قد تكون وظائف المستقبل غير موجودة بعد، ولكن التركيز على مجالات مثل أمن المعلومات أو إدارة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي قد يكون خطوة ذكية.
على الحكومات والمؤسسات أيضًا أن تلعب دورًا في هذا التحول، من خلال تقديم برامج إعادة تدريب وتأهيل للعاملين في القطاعات الأكثر تأثرًا.
