
حظي تشكيل الحكومة اللبنانية بتأييد ودعم الكثير من الفعاليات الدينية والسياسية، على المستويين الداخلي والخارجي. وتقاطعت ردود الفعل عند اعتبار الحدث فرصة لاستعادة لبنان إمكانية النهوض، والخروج من مرحلة الجمود التي هيمنت على مؤسساته زمناً، في وقت تواصلت فيه الاختراقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار، وأقدم جيش الاحتلال على إحراق عدد من المنازل في بلدة كفر كلا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون اتّصل هاتفيّاً بكلّ من رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. ودعا ماكرون حكومة سلام إلى «القيام بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية»، مؤكّداً وقوف فرنسا إلى جانب لبنان.
وأكّد الرئيس الفرنسي أهمية إسهام جميع الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان، مطالباً إسرائيل بـ«استكمال الانسحاب من الجنوب». كما أعرب عن استعداد بلاده للإسهام في إرساء الاستقرار على الحدود السورية اللبنانية.
بدورها أعلنت الخارجية الفرنسية الاستعداد لدعم الحكومة اللبنانية لتنفيذ الإصلاحات اللازمة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي، واستقرار وأمن لبنان وضمان سيادته.
وتتجه الأنظار إلى الاجتماع الأول للحكومة، الثلاثاء المقبل، في قصر برئاسة عون لتشكيل لجنة لصياغة البيان الوزاري للحكومة الوليدة، والذي من المتوقع أن يشدد على الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب في الموعد المحدد بـ18 فبراير الجاري. كما تنتظر الحكومة أن تنال الثقة من مجلس النواب في جلسة نيابية تعقد لطرح الثقة بالحكومة، على أن يكون النصاب المطلوب لهذه الجلسة «النصف زائد واحد».
على صعيد آخر، يواصل الجيش الإسرائيلي، خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. وأقدم، أمس الأحد، على إحراق عدد من المنازل في بلدة كفر كلا، فيما حلقت مسيّرة إسرائيلية فوق أجواء العاصمة بيروت وضواحيها.
وفي الأثناء، أعلن الجيش اللبناني عن دخول عناصره بلدات «رب ثلاثين» و«بني حيان» و«طلوسة» الجنوبية بعد ساعات من انسحاب القوات الإسرائيلية منها.
وأصدرت بلدية بني حيان بياناً، أشارت فيه إلى أنّه «تم إبلاغنا بدخول الجيش البلدة وقيام فرقه الهندسية بالمسح من المفخخات أو القذائف غير المنفجرة». وناشدت البلدية الأهالي «عدم الصعود حالياً إلى البلدة حتى لا نعوق عملها والتقيد بالتعليمات الصادرة عن البلدية». كذلك، طلبت بلدية طلوسة من الأهالي عدم الصعود حالياً إلى البلدة حتى لا يتم إعاقة عمل الجيش بعد انتشاره في البلدة و«التقيد بالتعليمات الصادرة عن البلدية».
في خطوة أثارت العديد من التساؤلات حول سياسة واشنطن في الشرق الأوسط، زارت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية في لبنان، برفقة وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وفق ما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وتزامن ذلك مع نشر أورتاغوس لصورة مثيرة للجدل عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تحمل صاروخاً بيدها برفقة أحد عناصر الجيش اللبناني، مع تعليق «كل ذلك في يوم عمل واحد»، ما أثار ردود فعل متفاوتة بين الأوساط السياسية والإعلامية.