صيام صحي وآمن لمرضى السكري والقلب

{title}
همزة وصل   -
يمثل شهر رمضان تحدياً صحياً كبيراً لمرضى السكري والقلب، حيث يتطلب الحفاظ على مستويات السكر وضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية مراقبة مستمرة، كما يمكن أن يؤثر الصيام الطويل على استقرار الحالة الصحية إذا لم يتم الالتزام بإرشادات صحية صارمة.
تحدٍ رئيسي
من أجل صيام صحي وآمن، تقدم الدكتورة بشاير غياث، استشارية أمراض القلب بمستشفى هيلث بوينت، بعض الإرشادات الطبية قائلة، إن التحدي الرئيسي الذي يتعرض له مرضى السكري والقلب خلال شهر رمضان يكمن في الحفاظ على استقرار مستويات سكر الدم وتجنب التوتر والإرهاق الذي قد يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية، موضحة أن الصيام لفترات طويلة قد يؤدي إلى انخفاض مستويات سكر الدم أو ارتفاعه؛ خصوصاً مع الإهمال في مواعيد تناول الأدوية والوجبات، في حين قد يعاني مرضى القلب من الجفاف واختلال توازن في الكهارل (الإلكتروليت) أو تقلبات في ضغط الدم، بسبب عدم انتظام تناول السوائل أو الأطعمة الغنية بالصوديوم في وجبة الإفطار، لذلك فإن الصيام الصحي لهؤلاء المرضى يستدعي التخطيط الدقيق لضمان صيام آمن والتمتع بشهر رمضان.
وجبات متوازنة
تشير بشاير، إلى أهمية تناول وجبات متوازنة خلال الإفطار والسحور، لافتة إلى أن ذلك يختلف بين مريض وآخر ونوع الدواء الذي يتناوله، وبالتالي، من المهم مناقشة هذا الأمر مع الطبيب، وبالعموم، يتعين على مرضى السكري تناول وجبات متوازنة توفر الطاقة لساعات طويلة، فمثلاً في وجبة الإفطار، يتعين عليهم البدء بحصص صغيرة من التمر والماء، وبعد ذلك وجبة متوازنة تحتوي على البروتينات منخفضة الدهون، والحبوب الكاملة، وكمية وفيرة من الخضراوات، وفي وجبة السحور، يجب التركيز على الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان والأرز البني وخبز القمح الكامل مع الدهون الصحية مثل الأفوكادو والمكسرات، إذ تعمل هذه الدهون على تحرير الطاقة ببطء خلال اليوم، ويجب أيضاً ضبط كميات الحصص الغذائية لتجنب ارتفاع سكر الدم، وشرب كميات كافية من الماء بين الفطور والسحور لتجنب الجفاف.
مرضى القلب
وبالنسبة لمرضى القلب، توصى غياث بالتركيز على الأطعمة المفيدة لصحة القلب، والتي تقلل من الضغط على الجهاز الوعائي، وتشمل الأطعمة التي يُنصح بها: الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة، والبقوليات، والخضراوات، الدهون الصحية مثل زيت الزيتون، والمكسرات، والأسماك الدهنية، والخيارات قليلة الصوديوم والغنية بالبوتاسيوم مثل الموز أو السبانخ، أما الأطعمة التي يُنصح بتجنبها فهي: الأطعمة المقلية والمصنّعة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، والأطباق الغنية بالصوديوم مثل المخللات، والوجبات الخفيفة المالحة، والحلويات والمشروبات السكرية التي قد تسبب ارتفاعات مفاجئة في مستوى السكر وزيادة الوزن.
صيام آمن
للحفاظ على مستويات آمنة من سكر الدم خلال شهر رمضان، توصي غياث بإجراء تعديلات لازمة على جرعات الأدوية، بما يتناسب مع ساعات الصيام، مع تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلاسيمي المنخفض والتي تحرر الطاقة ببطء، مثل الكينوا، العدس والبطاطا الحلوة، ومن الأفضل توزيع الوجبات الصغيرة على فترات أطول خلال ساعات الإفطار، وشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف الذي قد يؤثر على استقرار نسبة السكر في الدم، ومراقبة مستوياته عن طريق الفحص بانتظام حتى أثناء الصيام لاكتشاف أي تقلبات خطيرة.
متابعة
وعن مخاطر عدم التزام مرضى السكري والقلب بنظام غذائي صحي خلال رمضان توضح غياث، أنه بالنسبة لمرضى السكري، فإن الفشل في إدارة مستويات سكر الدم يقود لتقلبات شديدة، سواءً بارتفاعه أو بانخفاضه، إذ تسبب الحالتان مضاعفات مثل الدوار والإغماء وحمضية الدم في الحالات الشديدة، وبالنسبة لمرضى القلب، قد يؤدي الإفراط في تناول الصوديوم أو الجفاف إلى ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، ولهذا السبب، فإن الالتزام بنظام غذائي متوازن والنصائح الطبية هو أمر بالغ الأهمية.
فوائد الصيام
تؤكد بشاير غياث، أن للصيام آثاراً إيجابية مثل تحسين القدرة على ضبط نسبة السكر في الدم وخفض مستويات الكوليسترول، وخاصة عندما يقترن بنظام غذائي صحي للقلب، وبالنسبة لمرضى السكري، يمكن للصيام أن يعزز حساسية الأنسولين، بالنسبة لمرضى القلب، يمكن أن يقلل من الضغط على الجهاز الهضمي ويعزز الشعور بالانضباط في تناول الطعام، ومع ذلك، فإن المفتاح هو الاعتدال والتغذية السليمة والمراقبة المنتظمة للاستفادة من هذه الفوائد بأمان، ويجب أن يقترن النظام الغذائي دائماً بالنشاط البدني، عبر ممارسة ما لا يقل عن 150 دقيقة في الأسبوع من الرياضة متوسطة الشدة أو 75 دقيقة في الأسبوع من النشاط البدني مرتفع الشدة، أو مزيج بين الاثنين.
هوية ثقافية واجتماعية
أٌدرجت الأفلاج ضمن التراث الثقافي العالمي، ومن أشهرها أفلاج مدينة العين تقديراً لدورها في استدامة الحياة الزراعية وتنظيم المجتمعات، وهي تمثل انعكاساً للهوية الثقافية والاجتماعية في الإمارات، ومصدراً مهماً للنهضة الزراعية في الماضي.
© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير