
تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية السورية، التي شهدت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمدافع أسفرت عن قتلى من الجانبين وتحشيد عسكري بدد الاستقرار الهش للمنطقة الحدودية وسط محاولات خجولة لخفض التصعيد، وذلك تزامناً مع استمرار الخروقات الإسرائيلية للهدنة في الجنوب.
وأفاد «تلفزيون سوريا» بمقتل 10 عناصر من الجيش السوري خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في الاشتباكات الدائرة على الحدود السورية اللبنانية وشهد محيط منطقة الهرمل اللبنانية الحدودية مع سوريا، منذ أمس الأول الأحد، اشتباكات عنيفة، على خلفية مقتل 3 أشخاص، قالت وزارة الدفاع السورية: «إنهم جنود من الجيش السوري» واتهمت «حزب الله» بتصفيتهم، في حين نفى الحزب بشكل قاطع أن يكون على علاقة بذلك وأفادت مصادر لبنانية بمقتل 3 لبنانيين جراء القصف السوري على بلدة القصر هما طفلان ورجل، في حين نفذ الجيش اللبناني انتشاراً على الحدود مع سوريا بالتزامن مع تجدد الاشتباكات.
وأعلن الجيش اللبناني عن إجراء اتصالات مكثفة مع السلطات السورية بهدف ضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، لافتاً إلى تعرض قرى وبلدات لبنانية في المنطقة للقصف من جهة الأراضي السورية، حيث «ردّت الوحدات العسكرية اللبنانية على مصادر النيران بالأسلحة المناسبة وعمدت إلى تعزيز انتشارها وضبط الوضع الأمني».
وأوضحت الحكومة اللبنانية أن وزير الدفاع ميشال منسي، أكد مقتل «3 مهربين سوريين سلمت جثثهم إلى السلطات السورية» وتمنى منها «تعزيز التجاوب لتجنب وقوع أحداث أمنية مفاجئة».
وشدد الرئيس اللبناني جوزيف عون أمس، على أن «ما يحصل على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر ولن نقبل باستمراره»، مشيراً إلى أنه «أعطى توجيهاته للجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران».
واستقدم الجيش اللّبناني تعزيزات عسكريّة وأسلحة ثقيلة إلى الحدود مع سوريا من جهة الهرمل، خصوصاً بعدما حشد مسلّحو «هيئة تحرير الشّام» أعداداً كبيرةً من المسلّحين ودخلوا إلى بلدة حوش السيد علي بعد قصف صاروخي ومدفعي عنيف.
وبموازاة ذلك، تصاعدت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية جنوباً، حيث نفذت مسيرة إسرائيلية، غارة جوية بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية كانت على طريق حي البيدر في بلدة يحمر الشقيف الجنوبية، وعلى متنها شخصان، فأصيبت الدراجة بشكل مباشر وزعم الجيش الإسرائيلي أنه «استهدف عنصرين من حزب الله في جنوب لبنان، عملا كعناصر مراقبة ووجّها عمليات مسلّحة، في منطقة يحمر بجنوب لبنان».
ونفذت مروحيات الأباتشي عملية تمشيط واسعة لأطراف بلدة يارون في قضاء بنت جبيل وقرب الحدود، كما توغلت قوة مؤللة إسرائيلية، في بلدة عيتا الشعب ومحيط خلة وردة وحدب عيتا بعدما سبق أن استهدفت المدفعية الإسرائيلية ليل أمس الأول منزلاً جاهزاً في بلدة يارون ليل، فيما استهدفت طائرات الأباتشي منازل جاهزة على بوابة فاطمة في بلدة كفر كلا ومحطة محروقات بصاروخين، كما ألقت مسيرة أربع قنابل صوتية على البلدة وأغار الطيران الحربي على أطراف بلدة عيناثا فما أدى إلى سقوط قتيلين وشهدت أجواء قرى وبلدات القطاع الغربي خصوصاً الحدودية منها تحليقاً متواصلاً للطيران الاستطلاعي المعادي وعلى علو منخفض.