
أشهر مساء أمس الأحد، في دائرة المكتبة الوطنية، ديوان "أناشيد النصر"، الذي شارك به مئة شاعر وشاعرة من الوطن العربي، متضمناً قصائد تشيد بمقاومة الشعب الفلسطيني، لحرب الإبادة التي تشنها آلة الحرب الإسرائيلية عليهم منذ أكثر من 550 يوماً.
وشارك في حفل إشهار الديوان الذي يقع في 220 صفحة من القطع المتوسط، والصادر عن دار الخليج للنشر والتوزيع، الشعراء حيدر محمود، وصلاح جرار، وسعيد يعقوب، وعبدالله الخطيب، وأدارته الشاعرة فيلومين نصار.
ويأتي هذا الديوان ضمن سلسلة من الإصدارات الشعرية الجماعية، التي يعدها ويشرف عليها الشاعران صلاح جرار، وسعيد يعقوب، بعد أحداث السابع من تشرين الأول 2023، حيث سبقه ديوان "رباعيات جنين"، وديوان "طوفان الأقصى"، وديوان "سلام على الشهداء"، وهي دواوين تصور العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وبشاعة حرب الإبادة والتطهير العرقي، ومحاولات تهجير سكان قطاع غزة والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، والانتهاكات الصارخة للعدو الصهيوني، الذي ضرب عرض الحائط بكل الخطوط الحمر، والقوانين والمعاهدات الدولية، وحقوق الإنسان، مما أسفر عن ارتقاء ما يزيد عن خمسين ألف شهيد، جلهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يزيد عن مئة ألف جريح، في ظل تجويع مستمر، وقطع لخطوط الماء والكهرباء، وحصار طويل للسكان المدنيين العزل وعدم إدخال للمساعدات الإنسانية الأساسية.
وتشكل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي جريمة حرب مكتملة الأركان، تدينها الشرائع السماوية والقوانين الأرضية، على مرأى ومسمع من العالم الذي يكيل بمكيالين، وهو الأمر الذي تبينه مضامين القصائد التي كتبها الشعراء، ومعظمهم من الأردن، أبانوا فيها عن الدور الكبير الذي يقدمه الأردن لنصرة الشعب الفلسطيني.
وكتب مقدمة الديوان أستاذ اللسانيات في جامعة صنعاء اليمن، الدكتور إبراهيم طلحة، وجاء فيها: "كانت القضية الفلسطينية -وما تزال- قضية الأمة كلها، وقضية أحرار العالم جميعاً، وقد قال فيها الشعراء ما قالوا منذ سنوات النكبة والنكسة إلى سنوات النضال والمقاومة".
واضاف طلحة: "لكن ما قاله شعراء ديوان "أناشيد النصر"، يأتي مكللاً بشواهد البطولة والتضحية التي سطرتها غزة العزة، في مواجهة أعتى آلة حربية همجية شهدتها البشرية، ويمثل هذا الديوان بادرة مسؤولة من بوادر الحِراك الأدبي والثقافي، ونموذجاً منشوداً من نماذج تراص البنيان بين أبناء الجسد الواحد".