
شن الجيش الروسي ضربات استهدفت ليل الثلاثاء/الأربعاء مدينة خاركيف، ثاني كبرى مدن أوكرانيا، ووصل إلى الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك ويتقدم في دنيبروبيتروفسك، فيما أعلنت أوكرانيا الأربعاء استعادة جثامين 1212 من جنودها الذين قتلوا خلال الحرب، وأعلنت روسيا أنها ستتبادل وأوكرانيا اليوم الخميس أسرى حرب «يعانون إصابات خطرة».
وأسفر الهجوم الروسي الجديد على خاركيف عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو ستين آخرين، بينهم تسعة أطفال. وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس في المكان مباني متضررة وسيارات محترقة.كما ألحق الهجوم أضراراً أخرى في منازل وملاعب وشركات ووسائل للنقل العام في المدينة القريبة من الحدود الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها اعترضت 32 مسيّرة أوكرانية فوق روسيا ليل الثلاثاء إلى الأربعاء.
كما أعلنت وصول مجموعة «المركز» إلى الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية والتقدم في مقاطعة دنيبروبيتروفسك. وأشارت إلى مقتل 1275 جندياً وتدمير 11 مدرعة و21 مركبة قتالية و14 مدفعاً و4 مستودعات ذخيرة و5 محطات حرب إلكترونية.
وأعلنت الوزارة القضاء على تشكيلات «بابل» النازية الأوكرانية بالكامل واغتنام راياتها وأسلحتها في جنوب دونيتسك، استمراراً للسيطرة على المنطقة وتطهيرها من قوات كييف.
وقال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي «يوم الخميس، سنبدأ عمليات (التبادل الصحي) العاجلة لأسرى إصاباتهم خطرة»، مشيراً إلى أن روسيا استعادت جثث 27 من جنودها قتلوا في الحرب مع أوكرانيا.
وأكد ميدينسكي أن روسيا تريد السلام، لكن إذا استمرت كييف في المواجهة تنفيذاً لمصالح دول ثالثة سوف تضطر روسيا للرد. وقال لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «نحن نريد السلام لكن إذا استمرت أوكرانيا في المواجهة تنفيذاً لمصالح الآخرين، سنضطر ببساطة إلى الرد». وأشار إلى أن الخطأ الغربي يكمن في اعتباره النزاع الأوكراني حرباً تقليدية مثل الحروب بين بريطانيا وفرنسا. وذكر أن بريطانيا وفرنسا دولتان لهما تاريخ وثقافة مختلفان، بينما يمثل النزاع في أوكرانيا حرباً أهلية بين دولتين تشتركان في لغة وثقافة واحدة، وتجسدان شعباً واحداً، ومقدر لهما أن تكونا حليفتين قريبتين.
وقالت الهيئة الرسمية الأوكرانية المسؤولة عن تبادل أسرى الحرب، أمس الأربعاء، إن أوكرانيا استعادت رفات 1212 جندياً قتلوا في الحرب مع روسيا.. ونشرت صوراً من موقع التبادل تظهر أفراداً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مكان لم يكشف عنه يمرون بجوار شاحنات تبريد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن نتائج اجتماع «رامشتاين» تظهر أن الاتحاد الأوروبي وحلف «الناتو» يدعمان تصعيد النزاع في أوكرانيا ولا يهتمان بحياة مواطنيهما ولا بتنمية الاقتصاد، ولا بحل المشكلات المطروحة على جدول أعمال القارة الأوروبية والعالم بأسره، بل إنهم مهتمون بتصعيد النزاع واستمرار استخدام نظام كييف وأوكرانيا لتحقيق أهدافهم. وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش أفكاراً حول النشاط الاستثماري في الدفاع ضمن إطار «رامشتاين» من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي تتضمن برنامجاً للتسليح بقيمة 150 مليار يورو.
وتشكلت مجموعة الاتصال «رامشتاين» التي تضم أكثر من 50 دولة في ربيع 2022 لتقديم المساعدة لأوكرانيا في ظل نقص الذخيرة.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن المفوضية اقترحت الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات على روسيا، والتي تستهدف إيرادات الطاقة والبنوك والقطاع العسكري الروسي. وتقترح الحزمة الجديدة حظر التعامل مع خطي أنابيب الغاز الروسي (نورد ستريم) وكذلك البنوك الضالعة في التحايل على العقوبات. وقالت فون دير لاين في مؤتمر صحفي «هدف روسيا ليس السلام، بل فرض حكم القوة.. القوة هي اللغة الوحيدة التي ستفهمها روسيا».
وتقترح المفوضية إضافة 22 بنكاً آخر في روسيا إلى قائمة العقوبات وتوسيع نطاق القيود المفروضة عليها لتتجاوز مجرد إبعادها عن نظام سويفت، وهو نظام معاملات مالية عالمي، على أن تشمل حظراً كاملاً على المعاملات. وتقترح أيضاً توسيع نطاق القيود لتشمل البنوك من دول ثالثة وإدراج صندوق الاستثمار المباشر الروسي والشركات التابعة له وشبكته الأوسع. واقترحت المفوضية أيضاً خفض السقف السعري الذي فرضته مجموعة السبع على النفط الخام الروسي إلى 45 دولاراً للبرميل من 60 دولاراً للبرميل، من أجل خفض عوائد قطاع الطاقة الروسي.