
هاجمت القوات الأمريكية، فجر أمس الأحد، المواقع النووية الإيرانية الثلاثة فوردو ونطنز وأصفهان، وذلك في اليوم العاشر من المواجهة الإيرانية الإسرائيلية. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الهجوم «ناجح جداً»، مؤكداً أن «الآن هو وقت السلام»، مؤكداً أن موقع فوردو انتهى، بينما قال مصدر إيراني كبير إنه تمّ نقل معظم اليورانيوم العالي التخصيب بفوردو إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأمريكي، كما تمّ تقليص عدد العاملين في الموقع إلى الحد الأدنى. ووسط هواجس من رد يؤجج الحرب، قالت طهران إن الضربات الأمريكية «شنيعة»، وحذرت من أنه «ستكون لها تداعيات دائمة»، في وقت أطلقت فيه القوات الإيرانية دفعتين صاروخيتين أمس على إسرائيل، أحدثت دماراً كبيراً في عدة مواقع في تل أبيب وحيفا.
وبعد ساعات من إقلاع عدة قاذفات «بي-2» من قاعدة في الولايات المتحدة عبرت المحيط الهادي، أعلن ترامب أن القوات الأمريكية نفذت هجوماً جوياً على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان. وقال إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكداً أن الموقع انتهى. وأكد أنه «لا يوجد جيش آخر في العالم غير الجيش الأمريكي يمكنه أن يفعل هذا»، مشدداً على أنه «الآن هو وقت السلام». وطالب ترامب إيران بالموافقة الآن على إنهاء هذه الحرب، مشدداً على أن أي رد انتقامي من إيران «سيقابل بقوة أكبر بكثير مما شهدناه». وفي كلمة أخرى له في البيت الأبيض، قال ترامب إنه «ما زال هناك الكثير من الأهداف، وإما أن يكون هناك سلام وإما مأساة لإيران»، وقال إنه سيتم ضرب أهداف أخرى بدقة إذا لم يتحقق السلام.
ونقلت شبكة «فوكس نيوز» عن مصدر أنه تم استهداف مدخلي منشأة فوردو بقنبلتين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة استخدمت 6 قنابل خارقة للتحصينات في الهجوم على هذا الموقع.
وأضاف المصدر أن إسرائيل دمرت منشأتي نطنز وأصفهان بنسبة 75% والضربات الأمريكية بصواريخ توما هوك أكملت المهمة، لافتاً إلى أن التقييمات تشير إلى أن منشأة أصفهان كانت الهدف الأصعب من بين المنشآت المستهدفة بالضربات. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول في البنتاغون أن عدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل أسقطت على منشأة فوردو، مشيراً إلى أن التقييمات الأولية للأضرار تشير إلى أن فوردو خرجت من الخدمة، فيما قالت شبكة «إيه بي سي» عن مصدر إسرائيلي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تدربتا على هذا الهجوم في مناورة عسكرية قبل نحو عام. ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي أن إدارة ترامب أبلغت إسرائيل مسبقاً بالضربة. وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث إن الضربة الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية قضت على طموحات إيران النووية.
وقال هيغسيث في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية دان كين، أمس، إن «الولايات المتحدة لا تبحث عن الحرب، ولكن سنتصرف بسرعة وحسم إذا تعرض شعبنا أو شركاؤنا أو مصالحنا للتهديد».
وبعد ضرب المواقع النووية، شنت إيران هجوماً صاروخياً واسعاً على إسرائيل. ووفق مصادر متطابقة، فقد أطلقت إيران نحو 30 صاروخاً ضربت 10 مواقع في حيفا وتل أبيب وأظهرت المشاهد دماراً واسعاً في نيس زيونا. أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 27 شخصاً في الهجوم.
وتعهد الحرس الثوري الإيراني بمواجهة طويلة مع إسرائيل، وتوعد الولايات المتحدة ب«ردود تجعلها تندم»
وأكد الحرس الثوري الإيراني أن أي هجوم يستهدف التكنولوجيا النووية الإيرانية لن ينجح في تدميرها، بل سيزيد من إدارة العلماء الإيرانيين الشباب في مواصلة مسيرة التقدم والتنمية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مهاجمة عشرات الأهداف في إيران، الأحد، مشيراً في بيان إلى أن «سلاح الجوّ هاجم مواقع صواريخ وطائرات مسيّرة بأربع مناطق متزامنة في أصفهان وبوشهر والأهواز، ولأول مرة في منطقة يزد».