
استهلت وول ستريت تعاملات سبتمبر/ أيلول بانخفاض حاد، الثلاثاء، مع تقييم المستثمرين مدى مشروعية الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب بعد أن قضت محكمة استئناف اتحادية بعدم قانونية معظم رسومه الجمركية الشاملة.
في هذا الوقت، ارتفع مؤشر رئيسي للتقلبات في سوق الأسهم الأمريكية بوتيرة حادة خلال تعاملات الثلاثاء، وسط اضطراب الآفاق الاقتصادية، ومخاطر تصاعد حدة الحرب التجارية.
صعد مؤشر «فيكس»، الشهير باسم «مؤشر الخوف في وول ستريت»، بنسبة 14.70% إلى 18.49 نقطة، مقترباً من مستوى 20 نقطة الذي يشير إلى حدوث اضطراب في السوق.
جاء ذلك على خلفية حُكم محكمة أمريكية نهاية الأسبوع الماضي بعدم شرعية معظم الرسوم الجمركية التبادلية التي فرضها الرئيس «دونالد ترامب» على مختلف الدول.
وقضت محكمة استئناف أمريكية يوم الجمعة بأن معظم رسوم ترامب غير قانونية، لكنها سمحت بسريان الرسوم الجمركية حتى 14 أكتوبر /تشرين الأول.
وقال ترامب بعد ظهر الثلاثاء، إن إدارته ستطلب من المحكمة العليا إصدار حكم عاجل بشأن الرسوم الجمركية.
وأثار حكم محكمة الاستئناف قلق المستثمرين، بعد عطلة عيد العمال مطلع هذا الأسبوع، إذ عادة ما تقدم الأسهم أداء ضعيفا في سبتمبر/ أيلول.
وقال أوليفر بورشه نائب الرئيس والمستشار لدى (ويلثسباير أدفايزورز) في وستبورت بولاية كونيتيكت إن بصدور هذا القرار «أصبح السؤال الذي يطرح نفسه هو: ‘هل نفّرت إدارة ترامب شركاءنا التجاريين بالإضافة إلى تخليها عن عوائد الرسوم الجمركية؟‘ هذا هو ما يؤرق الأسواق».
وتظهر البيانات التي تعود إلى عقود مضت أن سبتمبر أيلول هو أسوأ شهر للأسهم الأمريكية في المتوسط، ويستعد بعض المستثمرين لرحلة أخرى متقلبة هذا العام.
وفي ختام الجلسة، انخفض المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بواقع 45.31 نقطة أو 0.70 بالمئة إلى 6414.95 نقطة، وهبط المؤشر ناسداك المجمع 176.70 نقطة أو 0.81 بالمئة إلى 21278.86 نقطة، وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 256.02 نقطة أو 0.56 بالمئة مسجلا 45288.86 نقطة.
أسهم أوروبا قرب أدنى مستوياتها في شهر
أغلقت الأسهم الأوروبية قرب أدنى مستوياتها في شهر، الثلاثاء بعد موجة بيع واسعة النطاق مدفوعة بارتفاع عوائد سندات الخزانة مع تزايد قلق المستثمرين إزاء الضغوط المالية في مختلف دول العالم.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.47 بالمئة ليغلق عند 543.35 نقطة، مع تصدر قطاع العقارات شديد التأثر بأسعار الفائدة الخسائر بهبوطه 3.5 بالمئة، مما دفعه إلى أدنى مستوياته في نحو خمسة أشهر.
ويشعر المستثمرون بالقلق إزاء قدرة دول في أوروبا والعالم على تسديد ديونها الحالية والمستقبلية، مما أحدث موجة بيع في السندات الألمانية والفرنسية ذات الآجال الأطول.
وسجلت العوائد على السندات الألمانية لأجل 30 عاما أعلى مستوياتها منذ 2011، في حين سجلت نظيرتها الفرنسية أعلى مستوياتها منذ 2009. وتتحرك عوائد السندات عكسيا مع أسعار الفائدة.
ويستعد حزب التجمع الوطني المنتمي إلى تيار اليمين المتطرف في فرنسا لاحتمال إجراء انتخابات مبكرة، بعد أن قال، الاثنين إنه سيسقط حكومة الأقلية في تصويت على الثقة في الثامن من سبتمبر/ أيلول.
وقال دانيال كوتسوورث محلل الاستثمار لدى (إيه.جيه بيل) «اليوم هو على ما يبدو الذي ينظر فيه المستثمرون الآن إلى سوق السندات عن كثب أكثر بكثير ويدركون أن كل شيء ربما ليس ورديا كما كانوا يعتقدون».
ومن المقرر إصدار سندات أوروبية بأكثر من 100 مليار يورو (117 مليار دولار) في سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول.
ومع تداول جميع قطاعات المؤشر ستوكس 600 تقريبا على انخفاض، كان قطاع السلع الفاخرة على مستوى المنطقة هو الاستثناء الوحيد.
وارتفعت أسهم قطاع السلع الفاخرة 0.5 بالمئة مع رفع بنك (إتش.إس.بي.سي) تقييم أسهم شركات الأزياء العملاقة (كيرينج) و(إل.في.إم.إتش) إلى «شراء». وتقدم سهم كيرينج 3.8 بالمئة وصعد سهم إل.في.إم.إتش 1.8 بالمئة.
ومن الأسهم الفردية، انخفض سهم شركة الأغذية السويسرية العملاقة (نستله) 0.7 بالمئة بعد إقالة الرئيس التنفيذي لوران فريكسيه لعدم إفصاحه عن وجود علاقة عاطفية مع إحدى مرؤوسيه.
وأغلق سهم (فيراري) على ارتفاع 1.9 بالمئة بعد أن رفع (دويتشه بنك) تصنيفه لشركة صناعة السيارات الرياضية إلى «شراء».
التضخم في منطقة اليورو
وفي الوقت نفسه، أظهرت البيانات ارتفاع معدل التضخم في منطقة اليورو 2.1 بالمئة في أغسطس آب على أساس سنوي، ليظل قريبا من المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي عند اثنين بالمئة ويعزز الرهانات على أن البنك المركزي سيبقي على أسعار الفائدة ثابتة في الاجتماع التالي الأسبوع المقبل.
وقالت صانعة السياسات إيزابيل شنابل لرويترز إن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يبقي أسعار الفائدة ثابتة لأن اقتصاد منطقة اليورو قوي في مواجهة الرسوم الجمركية الأمريكية وقد يظل التضخم أعلى من المتوقع.