
أكَّد الرئيس الانتقالي السوري، أحمد الشرع، أن سوريا لا تقبل القسمة ولن تتنازل عن ذرة تراب واحدة من أرضها، وشدّد على أنها لا تريد أن تكون بحالة من القلق والتوتر مع أي دولة في العالم وتسعى إلى بناء علاقاتها الخارجية على أساس سيادتها واستقلال قرارها ومصلحتها أولاً،فيما أكد المجلس الوطني الكردي السوري،أمس السبت، ضرورة إجراء حوار جاد مع الحكومة لضمان التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الكردية لتحديد شكل الدولة السورية المستقبلية.
وقال الشرع، في لقاء مع قناة «الإخبارية» السورية مساء أمس الأول الجمعة: «إن أي سلطة لديها مهمتان أساسيتان، حماية الناس والسعي في أرزاقهم وتحت هذا المبدأ سارت السياسة السورية منذ اللحظات الأولى»، مبيناً أن الاقتصاد ليس فقط حالة تجارية واستثمارية، بل هناك الكثير من الأمور التي يجب أن تُنظَّم وتُرتَّب بشكل متزن حتى الوصول إلى بيئة اقتصادية مناسبة وزيادة معدلات الإنتاج في الزراعة والصناعة.
وأوضح الشرع أن إصلاح المنظومتين القضائية والتعليمية، وتنمية وتطوير الموارد البشرية، هو أكبر رأس مال للاقتصاد، إضافة إلى الطاقة والطرق والإنترنت والاتصالات والعلاقات السياسية المنفتحة مع الدول المجاورة.
وقال الشرع: إن سوريا تجري مفاوضات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق تخرج بموجبه الدولة العبرية من مناطق احتلتها بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر.
وقال: «نحن الآن في طور مفاوضات ونقاش».
وتابع «اعتبرت إسرائيل مع سقوط النظام، أن سوريا خرجت من هذا الاتفاق» في إشارة إلى اتفاق فضّ الاشتباك، وذلك «رغم أن سوريا من أول لحظة أبدت التزامها» به.
وأضاف «الآن يجري التفاوض على الاتفاق الأمني حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر».
وكشف الشرع أن قوات سورية انخرطت في مفاوضات سرية مع روسيا، حليفة الأسد، خلال الهجوم الذي أطاح الأخير.
وقال الشرع: «عندما وصلنا إلى حماة في معركة التحرير جرت مفاوضات بيننا وبين روسيا».
وتابع «عند وصولنا إلى حمص» ابتعد الروس في ذاك الوقت عن المعركة، ضمن اتفاق جرى بيننا وبينهم.
وأشار الشرع إلى تجنّب قواته مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم.
وشدد على أن «الروس قدموا التزامات معينة إلى السلطة الحالية والأخيرة قدمت التزامات وقد وفى الطرفان بها حتى اللحظة».
من جهة أخرى، أكد المجلس الوطني الكردي السوري،أمس السبت، ضرورة إجراء حوار جاد مع الحكومة لضمان التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الكردية لتحديد شكل الدولة السورية المستقبلية.وجدد المجلس، في بيان، تأكيد «أهمية استمرار التعاون والعمل المشترك بين مكونات الشعب السوري كافة، بما يضمن تحقيق تطلعات الجميع في دولة ديمقراطية تعددية تتسع لجميع مكونات سوريا».