همزة وصل -
قال الكرملين، أمس الأربعاء، إنه يرى بعض النقاط «الإيجابية» في الخطة الأمريكية لإنهاء الصراع في أوكرانيا، بعد رفضه مقترحاً أوروبياً بديلاً، في حين أظهرت وثيقة وقّعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يتعين على السلطات الروسية ترسيخ اللغة والهوية الروسية في أجزاء من أوكرانيا، وتدعو الوثيقة لاتخاذ تدابير لضمان أن يكون 95% من سكان البلاد روساً بحلول 2036.
ووصف الكرملين المسار الدبلوماسي الحالي بشأن الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا بأنه «جدي». وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لأحد المراسلين «العملية جارية. إنه مسار جدي... ربما لا يوجد ما هو أهم».
من جانبه، قال المستشار الدبلوماسي للكرملين، يوري أوشاكوف، للتلفزيون الرسمي الروسي: «يمكن اعتبار بعض نقاط الخطة الأمريكية إيجابية، لكن هناك العديد من الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من النقاش بين الخبراء». وأضاف أن موسكو لم تناقش الخطة «بشكل مفصل مع أي طرف»، واعتبر أن جهود أوروبا للقيام بدور في حل النزاع «غير مجدية».
ومن المقرر أن يصل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع المقبل، وأعلن أوشاكوف التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن الزيارة، مضيفاً أن «عدداً آخر من ممثلي الإدارة الأمريكية المعنيين بالملف الأوكراني سيرافقونه في الرحلة».
وفي تأكيد موقف موسكو من الوساطة الأوروبية، وصف أوشاكوف جهود الأوروبيين بأنها «غير مجدية تماماً»، مشدداً على أن موسكو تُقدّر بشكل كبير موقف الولايات المتحدة، الدولة الغربية الوحيدة التي طرحت مبادرات لحل الأزمة الأوكرانية.
وأعلن أوشاكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل ويتكوف شخصياً إذا أتى إلى موسكو، فيما رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أي وساطة أوروبية، مؤكداً أنه «لا مجال اليوم للوساطة من فرنسا أو ألمانيا».
من جهة أخرى، أظهرت وثيقة وقعها بوتين ونشرت أمس الأول الثلاثاء، أنه يتعين على السلطات الروسية ترسيخ اللغة والهوية الروسية في أجزاء من أوكرانيا ضمتها موسكو منذ غزوها أوكرانيا في عام 2022. وصدرت الوثيقة التي تحمل عنوان «استراتيجية سياسة روسيا الوطنية حتى 2036» باعتبارها مرسوماً وقعه الرئيس. وتدعو الوثيقة لاتخاذ تدابير لضمان أن يكون 95% من سكان البلاد روساً بحلول 2036. وجاء في الوثيقة، التي ستدخل حيز التنفيذ في يناير المقبل، أن تأمين السيطرة على المناطق الشرقية «هيأ الظروف لاستعادة وحدة الأراضي التاريخية للدولة الروسية». كما نصت أيضاً على ضرورة «اتخاذ تدابير إضافية لتعزيز الهوية المدنية الروسية الشاملة» وترسيخ استخدام اللغة الروسية والعمل ضد «جهود الدول الأجنبية غير الصديقة لزعزعة العلاقات بين الأعراق والطوائف وإحداث انقسام داخل المجتمع».
ميدانياً، تواجه القوات الأوكرانية صعوبات كبيرة في مواجهتها للجيش الروسي، لا سيما في منطقة دونباس الصناعية والمنجمية شرق أوكرانيا، والتي تعتبر هدفاً استراتيجياً رئيسياً للكرملين. وتواصل روسيا شن هجمات مكثفة باستخدام مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ، مستهدفة منشآت الطاقة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأعلنت أجهزة الطوارئ الأوكرانية أن مدينة زابوريجيا الجنوبية تعرضت لهجوم روسي «كبير» ليلة الثلاثاء الأربعاء، ما أسفر عن تضرر نحو 30 مبنى وإصابة 19 مدنياً على الأقل، وفق مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيتس. وفي اليوم السابق، أسفر هجوم على العاصمة كييف عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل.



