خبراء: انتهاكات إسرائيل تدفع الضفة نحو الانفجار

{title}
همزة وصل   - - الخبير جهاد حرب: المواجهة المسلحة هي السمة الأغلب في أي انفجار.
- أستاذ العلوم السياسية أمجد أبو العز: الانفجار مسألة وقت ليس أكثر، وقد يكون وقتا قصيرا.
- مدير مركز "يبوس" سليمان بشارات: الخليل على تماس أكبر مع المستوطنين ما يسهل العمليات المسلحة

 

قال خبراء فلسطينيون إن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة "ذاهبة نحو الانفجار"، جراء استمرار انتهاكات إسرائيل فيها، وانعكاسا لحربها المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي أوقعت عشرات الآلاف من الضحايا.

الخبراء أضافوا في أحاديث منفصلة مع الأناضول، أن "المواجهة العسكرية المسلحة، هي السمة الأبرز المتوقعة في الضفة، خلال المرحلة المقبلة".

وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، يتخللها حملات مداهمة واعتقالات تنفذها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بالتزامن مع استمرار الحرب على قطاع غزة.

انفجار كبير

الخبير الفلسطيني جهاد حرب، قال إن "الضفة الغربية ذاهبة وبتسارع نحو انفجار كبير"، مرجعا ذلك إلى عدة عوامل أهمها "اعتداءات المستوطنين، والوضع الاقتصادي، وما يتعرض له الفلسطيني من إهانات إسرائيلية لكرامته، إضافة إلى ما يجري في قطاع غزة".

وأضاف حرب للأناضول أن "الانفجار في الضفة قد يكون بعدة أشكال، منها المواجهة الشعبية، أو المواجهة المسلحة".

وأوضح أن "المواجهة المسلحة هي السمة الأغلب في أي انفجار، لما تحظى به من تأييد عالٍ من الجمهور الفلسطيني".

وأشار الخبير إلى أن الانفجار يعني انخراطا كبيرا للجمهور الفلسطيني في المواجهة، بما في ذلك أبناء حركة "فتح"، وهم الأوسع تنظيما في الضفة.

والخميس، نفذ 3 فلسطينيين بمدينة الخليل جنوب الضفة، عملية إطلاق نار على حاجز عسكري إسرائيلي جنوب القدس، قتلوا خلالها إسرائيلي وأصابوا آخرين بجراح.

وفجر الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي، قتله فلسطينيين اثنين، قال إنهما "أطلقا النار على جنوده" على نقطة إسرائيلية شمال الخليل.

ووفق آخر الإحصائيات الرسمية الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، فإن السلطات الإسرائيلية اعتقلت أكثر من 2920 فلسطينيا في الضفة الغربية، منذ 7 أكتوبر.

مواجهة محتملة

الخبير الفلسطيني أشار إلى أنه منذ 18 شهرا تشهد الضفة الغربية موجات من التوتر تركزت في الشمال بمخيمات جنين وطولكرم ونور شمس.

وأكد أن "تلك التوترات، شهدت مشاركة جيل من الشباب من كل الأطياف السياسية في العمل المسلح، واليوم هناك غضب كبير بين الجمهور، بما فيهم أبناء حركة فتح، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

وأوضح أن "دخول جنوب الضفة الغربية، وخاصة محافظة الخليل، على خط المواجهة، يعني أن الأمور تتجه نحو التصعيد".

ويعود السبب في ذلك، وفق حرب، إلى "المخزون البشري الكبير بمحافظة الخليل، وقدرتهم على الوصول إلى نقاط التماس المباشرة مع المستوطنين".

واعتبر أن "انتقال الجماعات المسلحة من شمال الضفة إلى جنوبها، يدفع نحو اتساع رقعة العمليات" ضد إسرائيل.

الضفة حُبلى بالمفاجآت

بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية بمحافظة جنين، أمجد أبو العز، إن "الضفة تعيش حالة من الغليان، والأمور متوترة حتى قبل 7 أكتوبر، جراء عربدة المستوطنين والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة".

وأضاف أبو العز للأناضول أن "الانفجار مسألة وقت ليس أكثر، وقد يكون وقتا قصيرا".

وأشار إلى أن هناك "عدة عوامل تدفع نحو الانفجار، أبرزها ممارسات المستوطنين وعربدتهم، وحملهم للسلاح".

وأكد وجود "مخاوف رسمية فلسطينية وإسرائيلية وأمريكية، من خروج الوضع في عموم الضفة الغربية عن السيطرة".

ولفت إلى أن "الضفة حبلى بالمفاجآت، نتيجة توفر السلاح".

تصاعد المقاومة

أما مدير مركز "يبوس" للدراسات الاستراتيجية في رام الله (وسط)، سليمان بشارات، فقال إن الضفة تشهد "تصاعدا في أعمال المقاومة، وخاصة المسلحة منها، وهو ما يخشاه الاحتلال".

وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي يحاول قدر الإمكان تأجيل أي انفجار بالضفة الغربية، ويدرك أن المرحلة المقبلة قادمة، ولا شك أنها ستكون مختلفة".

وأوضح أنه "طيلة الفترة الماضية، شهدت الضفة أعمالا وتشكيلات مسلحة في الشمال، ولكنها لم تنتقل إلى الجنوب، وهذا التطور باعتقادي بداية الذهاب إلى مواجهة مسلحة أكبر".

وأشار إلى أن "الخليل على تماس أكبر مع المستوطنين، ما يسهل إمكانية تنفيذ عمليات مسلحة توقع خسائر بشرية"، موضحا أن ذلك "قد يدفع إلى انتقال المواجهة إلى داخل إسرائيل، وتحديدا في مدينة القدس، وعلى الحواجز العسكرية".

ولفت بشارات إلى أن "السلاح في السنوات الأخيرة انتشر بشكل كبير في محافظة الخليل، حيث غضت إسرائيل الطرف عنه، لعدم استخدامه في أي أعمال ضدها".

وعن حجم التوقعات، قال بشارات: "إذا انزلقت الخليل إلى هذا المشهد العسكري، فسنشهد عمليات عسكرية أكبر، لأننا نتحدث عن كم سكاني كبير في المحافظة".

وأرجع بشارات حالة الغليان في الضفة إلى "الممارسات الإسرائيلية من اقتحامات وتدمير وقتل واعتقالات حتى قبل 7 أكتوبر، وتصاعدها بشكل أعنف بعده".

وقال إن "كل تلك الممارسات الإسرائيلية المتمثلة بإهانة الفلسطيني وتوجيه الشتائم له، تؤسس لحالة ضغط كامل وممنهج، وتمهد لرد فعل فلسطيني داخلي".

وأوضح أن "الضفة الغربية تشهد حالة من العسكرة الإسرائيلية".

​​​​​​​وتشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من جانب الجيش الإسرائيلي، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين.​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

ومنذ 45 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل فلسطيني، بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

وخلال ذات الفترة، قتلت حركة "حماس" 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر إسرائيلية، وأسرت نحو 239 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.