مجلس الأمن يعقد جلسة مفتوحة لمناقشة أوضاع المرأة والطفل في غزة

{title}
همزة وصل   -

الأمم المتحدة :  23تشرين الثاني ( همزة وصل )  عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مفتوحة مساء الأربعاء للاستماع إلى تقارير من المنظمات الإنسانية حول أوضاع المرأة والأطفال في قطاع غزة.

وكانت، سيما بحوث، المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، هي أولى المتحدثات الثلاث، حيث رحبت بالأنباء التي تفيد بأنه سيتم إطلاق سراح 50 رهينة إسرائيلية، جميعهم من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح 150 امرأة وطفلا فلسطينيين، وهدنة إنسانية الناس في غزة في أمس الحاجة إليها.

ودعت بحوث في كلمتها إلى تمديد الهدنة لتكون وقفا لإطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين دون قيد أو شرط. كما دعت إلى الإنهاء الفوري للحصار بدءا من ضمانات وصول المياه. وقالت: "إن الوحشية والدمار الذي يضطر سكان غزة إلى تحملهما تحت أعيننا، قد وصلا إلى حد لم نشهده من قبل، إن التقديرات تشير إلى أن 67 في المئة من أكثر من 14 ألف شخص قتلوا في غزة هم من النساء والأطفال، وأن والدتين تقتلان كل ساعة و7 نساء يقتلن كل ساعتين”.

وقد عقدت هذه الجلسة الخاصة حول أوضاع النساء والأطفال في غزة، بطلب من بعثتي دولة الإمارات ومالطا. وتحدثت في الجلسة من جانب الأمم المتحدة مسؤولات هيئة الأمم المتحدة للمرأة واليونيسف وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

وقالت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، إن كل يوم يمر، يمثل 24 ساعة من الخوف وعدم اليقين الذي لا يوصف بالنسبة للرهائن بمن فيهم النساء والفتيات المحتجزات لدى حماس.

وأضافت بحوث أن 47 يوما مرّت قضى خلالها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة كل لحظة في خوف على حياتهم، وفي تأبين موتاهم، ويعيشون في ظل ظروف من شأنها أن تكسر كل واحد منا. وقالت إن 180 امرأة يلدن أطفالهن كل يوم دون ماء، ومسكنات، وتخدير للعمليات القيصرية، وكهرباء للحضانات، وإمدادات طبية. "ومع ذلك فإنهن يواصلن رعاية أطفالهن والمرضى والمسنين، ويخلطن حليب الأطفال بالمياه الملوثة، ويعشن بدون طعام حتى يتمكن أطفالهن من العيش يوما آخر، ويتحملن مخاطر متعددة في الملاجئ المكتظة للغاية”.

وأضافت: "لقد أخبرتنا النساء في غزة أنهن يصلين من أجل السلام، ولكن إذا لم يتحقق السلام، فإن دعاءهن هو من أجل الموت السريع، أثناء نومهن، وأطفالهن بين أذرعهن.. يجب أن نخجل جميعا من أن أي أمّ، في أي مكان، تُضطر إلى مثل هذه الدعاء”.

وتطرقت بحوث كذلك إلى التصعيد في الضفة الغربية مشيرة إلى هدم البنية التحتية العامة، وإلغاء تصاريح العمل، وزيادة عنف المستوطنين، والاعتقالات، والتي أثرت بشكل كبير على حياة النساء وسبل عيشهن.

مديرة اليونسيف: الهدن لا تكفي

المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل، وصفت آثار العنف المرتكب ضد الأطفال في غزة بأنها كارثية وعشوائية وغير متناسبة. وشددت على أن الهدن الإنسانية ليست كافية، داعية إلى وقف إنساني عاجل لإطلاق النار من أجل وضع حد فوري لعمليات القتل والدمار هذه.

وتحدثت مسؤولة اليونيسف عن التقارير التي تفيد بمقتل أكثر من 5000 طفل فلسطيني خلال 46 يوما فقط، أي أكثر من 115 طفلا يوميا على مدى أسابيع، مشيرة إلى أن الأطفال يشكلون 40 في المئة من الوفيات في غزة. وقالت إن ذلك الأمر غير مسبوق مما يجعل القطاع أخطر مكان بالنسبة للأطفال في العالم. كما أشارت إلى التقارير التي تفيد بأن أكثر من ألف ومئتي طفل لا يزالون تحت أنقاض المباني التي تم قصفها أو أنهم في عداد المفقودين.

وقالت إن عدد الوفيات في الأزمة الحالية تجاوز بكثير إجمالي عدد الوفيات خلال فترات التصعيد السابقة، مشيرة إلى التحقق من مقتل 1,653 طفلا خلال 17 عاما من الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات الجسيمة في الفترة بين عامي 2005 و2022.

وفي الضفة الغربية قُتل 56 طفلا فلسطينيا، خلال الأسابيع الستة الماضية، بينما تم تهجير العشرات من منازلهم. وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن 450 ألف طفل في الضفة الغربية يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.

وقالت كاثرين راسل إنها عادت لتوها من زيارة لجنوب قطاع غزة حيث تمكنت من مقابلة أطفال وأسرهم وموظفي اليونيسف على الأرض، وقالت: "لقد صدمني ما رأيت وسمعت”.

وخلال زيارتها إلى مستشفى ناصر في خانيونس، قالت راسل إنها تحدثت مع فتاة تبلغ من العمر 16 عاما أصيبت بجروح بليغة خلال قصف طال منزل أسرتها، وأخبرها الأطباء أنها لن تتمكن من المشي مرة أخرى. وأضافت: "في جناح الأطفال حديثي الولادة بالمستشفى، رأيت أطفالا صغارا يتشبثون بالحياة في الحضانات، في ظل قلق الأطباء إزاء إمكانية تشغيل الأجهزة بدون وقود”.

مديرة صندوق الأمم المتحدة للسكان: الوضع أكبر من وصفه بالكارثة

تحدثت أيضا أمام مجلس الأمن الدولي المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الدكتورة ناتاليا كانيم، التي قالت إن الوضع الذي تواجهه النساء والفتيات العالقات في الصراع يتجاوز وصفه بالكارثة. ففي ظل الظروف المروعة التي تواجه ما يقرب من 180 امرأة يلدن يوميا، قالت "إن اللحظة التي تبدأ فيها حياة جديدة والتي ينبغي أن تكون لحظة فرح، يطغى عليها الموت والدمار والرعب والخوف”.

وروت كانيم قصة سيدة تدعى ريهام، وهي حامل في الشهر الثاني وتعاني من نزيف، واقتبست منها قائلة: "هناك علاج يجب أن أتناوله، لكنني لا أستطيع الحصول عليه. يجب على النساء الحوامل مثلي أن يشربن الحليب ويأكلن البيض. لقد تم قصف جميع المخابز. لا يوجد خبز ولا ماء”.

وقالت إن نقص الغذاء والماء ومستلزمات النظافة في جميع أنحاء غزة يخلق عوامل خطر للنساء والفتيات، فيما تعرض الضربات والعمليات العسكرية بالقرب من المستشفيات حياتهن للخطر.

وأشارت كانيم إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان، تمكن حتى الآن من توصيل خمس شاحنات محملة بمستلزمات الصحة الإنجابية إلى غزة، لكنها شددت على أن هذا ليس قريبا لما يكفي لتلبية الاحتياجات الهائلة للنساء والفتيات.

وأضافت: ” في الواقع، هناك حاجة ماسة إلى مزيد من المساعدات في غزة لإنقاذ الأرواح ووقف سيل المعاناة الإنسانية. إن الوصول دون عوائق للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات، بما في ذلك خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، هو مسألة حياة أو موت بالنسبة للنساء والفتيات”.

ودعت إلى حماية المدنيين والبنية التحتية التي يعتمدون عليها، بما في ذلك المستشفيات والملاجئ. ولفتت كانيم إلى تدمير مستشفيات غزة على نطاق واسع، ووصول تلك التي ما زالت تقدّم خدمات محدودة جداً إلى نقطة الانهيار.