لندن :26
تشرين الثاني ( همزة وصل ) تُسجل العلوم والتكنولوجيا تطورات متسارعة على مستوى العالم، فيما
ينشغل المهتمون والمتابعون وعموم الناس في توقع إلى أين ستصل هذه التطورات، وما
الذي يُمكن أن ينتجه البشر خلال السنوات المقبلة خاصة مع التسارع الكبير في
الاختراعات والابتكارات التي تظهر في الكون.
ولخَّص تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل»
البريطانية،التقنيات التي يُمكن أن تظهر خلال السنوات المقبلة وتُذهل العالم،
وانتهى إلى أن خمس تكنولوجيات مرعبة ستكون قد ظهرت في العالم بحلول العام 2100.
وقال التقرير إن العلماء يتوقعون أنه
«بحلول العام 2100 سيعيش البشر في مدن تحت الأرض ويعتمدون على مرشدي الذكاء
الاصطناعي لاتخاذ القرارات». وأضافت: «في حين يبدو السيناريو وكأنه حبكة لفيلم
خيال علمي إلا أنه قد يكون واقعنا فعلاً كما قال الخبراء». وقال إد جونسون، الرئيس
التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «PushFar» إنه في عام
2100 لن تتشابك حياتنا مع التكنولوجيا فحسب؛ بل سترتبط أيضاً بالتكنولوجيا، حيث
يتم توجيههم وتشكيلهم وإرشادهم بواسطة التكنولوجيا.
أما الأشياء الخمسة التي ستحدث بحلول
منتصف هذا القرن، فهي كما يلي بحسب تقرير «دايلي ميل»:
أولاً: البشر الرقميون سيعيشون بيننا،
حيث ستعيش الروبوتات البشرية و«الأصدقاء الرقميون» جنباً إلى جنب مع البشر،
وستتولى الروبوتات مهاماً بما في ذلك الجراحة وببساطة إبقاء الناس بصحبة الناس.
وقال روب سيمز، المؤسس المشارك والرئيس
التنفيذي لشركة «Sum Vivas» إن
«التكنولوجيا ستتطور لدعم البشر الرقميين بشكل كامل من دون الحاجة إلى تعليمات،
وسيكون المعلمون أو الداعمون والرفاق (الأصدقاء الرقميون) جزءاً من الحياة
اليومية».
وسيكون البشر الرقميون الذين يدعمون
الذكاء الاصطناعي والروبوتات البشرية جزءاً من الحياة اليومية؛ سوف يتولون مهام
مختلفة، بدءاً من المهام البسيطة، مثل إخراج القمامة أو الغسيل، إلى المهام
المعقدة مثل التعليم عالي المستوى أو جراحة الدماغ المعقدة.
وحسب سيمز فسوف «يحتاج المجتمع إلى
التطور بما يتماشى مع التقدم التكنولوجي لضمان أننا لا نصبح عرقاً منعزلاً
ومواجهاً لذاته». وسيقرر «موجهو» الذكاء الاصطناعي ما يفعله الجميع بما في ذلك
وظائفهم.
وقال إد جونسون، الرئيس التنفيذي
والمؤسس المشارك لشركة «PushFar» إنه في
المستقبل سيرافق «موجهو» الذكاء الاصطناعي كل شخص، ويتخذون القرارات نيابةً عنه،
بما في ذلك الوظيفة التي يجب القيام بها. وتابع جونسون: «لقد ولت أيام المعاناة
بشأن الخيارات الكبيرة والصغيرة».
ويستفيد مرشدو الذكاء الاصطناعي في عام
2100 من قوة الحوسبة الكمومية، ويعالجون الاحتمالات اللانهائية في غمضة عين.
ويقول جونسون: «اطرح عليهم سؤالاً، ولن
يكتفوا بالتنبؤ بالنتائج فحسب؛ بل سيفعلون ذلك. إنهم يقومون بتحليل المسارات
والاحتمالات والعواقب المحتملة، ويقدمون إرشادات ترتكز على عالم واسع من البيانات
التي تحدد عالمنا المترابط».
ولم يعد عليك أن تفكر في الوظيفة التي
ستتولاها؛ حيث سيقوم معلم الذكاء الاصطناعي الخاص بك بالعمل نيابةً عنك، ويترك لك
كل المعلومات التي تحتاجها لاتخاذ القرار النهائي.
ويضيف جونسون: «اربطوا أحزمة الأمان،
لأن المستقبل لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط؛ بل يتعلق أيضاً بالتكنولوجيا. إنه يدور
حول التآزر العميق بين الروح البشرية وروح السيليكون».
ثانياً: سوف تتحرك المدن تحت الأرض،
حيث يقول الخبراء إنه بحلول العام 2100 ستكون المساحة فوق سطح الأرض في أعلى
مستوياتها، لذا فإن الكثير من البنية التحتية للمدينة ستنتقل تحت الأرض، مع حفر
الأنفاق بواسطة الروبوتات.
وقالت شركة الروبوتات «HyperTunnel» الرائدة في مجال تقنيات صنع الأنفاق الجديدة، إن الروبوتات ستقوم
بحفر الأنفاق، حيث يستخدم المساحون الواقع المعزز لرسم خرائط لمساحات المعيشة
والمباني الجديدة تحت الأرض.
وقال ستيف جوردان من شركة «هايبر
تانيل»: «سوف تتجمع ملايين الروبوتات التي لا يزيد طولها عن المتر بنفس الطريقة
التي تطورت بها الطبيعة على مدى مليارات السنين».
وأضاف: «إن الفيرومونات الرقمية التي
ينتجها التوأم الرقمي المركزي الذي يسخر الذكاء الاصطناعي الناشئ سوف تمكن هذا
السلوك».
ثالثاً: سيكون لدى البشر التكنولوجيا
اللازمة لتغيير الكوكب من خلال بنية تحتية جديدة للمرافق والنقل والطاقة، وإنشاء
المدن الكبرى في المستقبل.
ويجري بالفعل وضع خطط للمباني تحت
الأرض، حيث تم التخطيط لهرم الأرض في مكسيكو سيتي، وهو هرم مقلوب مكون من 65
طابقاً، للمساعدة في تخفيف المخاوف بشأن المساحة في وسط المدينة.
وقد صُممت هذه التصاميم من قبل شركة «BNKR Arquitectura» ويمكن أن تصبح أكثر شيوعاً في عالم مزدحم يجتاحه ارتفاع درجات
الحرارة.
رابعاً: ستضع الكاميرات علامات مائية
على مقاطع الفيديو بسبب شيوع التزييف العميق. حيث يقول الخبراء إن الحكومات ستجبر
صانعي الكاميرات على تضمين علامات مائية رقمية حتى يتمكن الناس من «الوثوق» في
مقاطع الفيديو، حيث أصبحت المنتجات المزيفة منتشرة ومن المستحيل تمييزها عن الشيء
الحقيقي.
وقال تيم كالان، كبير مسؤولي الخبرة في
شركة الأمن «Sectigo» لصحيفة «دايلي
ميل» إنه مع تسارع تقنية التزييف العميق، لن يتمكن الناس بعد الآن من الوثوق في
صحة السجل الرقمي، سواء كان صورة أو فيديو أو تسجيلًا صوتياً.
ونظراً لاعتمادنا الحالي على السجلات
الرقمية ضمن أنظمتنا القانونية والأمنية والرقمية، لن يتمكن الأشخاص بعد الآن من
الوثوق بما يرونه دون حل.
ولهذا السبب، بحلول عام 2100 ستحتوي
جميع أشكال أجهزة التسجيل على طابع زمني مشفر مدمج، يعمل كعلامة مائية في وقت
الالتقاط. وستعمل هذه العلامات المائية المشفرة على فصل الصور الأصلية عن الصور
المزيفة بعمق لإعادة الثقة الرقمية في الصور ومقاطع الفيديو والتسجيلات.
خامساً: سيذهب الأطفال إلى المدارس
الافتراضية وسيتعلمون من خلال الصور الرمزية.
وقال نيميش باتل، الرئيس التنفيذي
ومؤسس شركة كابوني التعليمية إن «مرشدي» الذكاء الاصطناعي سيهتمون بتعليم الأطفال،
وإجراء دروس في الواقع الافتراضي حيث يسافر الأطفال عبر الزمن.
وأضاف: «تخيل عالماً لا يكون فيه حجر
الزاوية في التعليم هو المدرسة التقليدية ولكن معلم الصور الرمزية، حيث السيدة
طومسون ليست مجرد اسم ولكنها شخصية خارقة في عالم افتراضي، ماهرة في الذكاء
الاصطناعي، شغوفة بالواقع الافتراضي».
وتابع باتل: «هذا هو التعليم في عام
2100: غامر، موسع، ومتعدد الحواس، حيث يصعد الطلاب مصاعد الفضاء الافتراضية لدراسة
الفيزياء الفلكية، والتنقل عبر الزمن لعيش دروس التاريخ، والتواصل مع موجهي الذكاء
الاصطناعي للحصول على تجارب تعليمية مخصصة».