عمان 4 كانون
الأول همزة وصل
ناشدت منظمة
أطباء بلا حدود، المجتمع الدولي بذل كل جهد ممكن لتحقيق وقف فوري ومستدام لإطلاق
النار في قطاع غزة، والضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الهجمات الدموية على
المدنيين الفلسطينيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وحث رئيس
المنظمة الدكتور كريستوس كريستو، في بيان اليوم الاثنين وصل نسخة منه إلى وكالة
الأنباء الأردنية (بترا) جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع دول
العالم على العمل لوقف إطلاق النار بشكل دائم سبيلا وحيدا للحد من مقتل الآلاف من
المدنيين، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وإنشاء
آلية مستقلة للإشراف على التدفق الكافي للإمدادات الإنسانية إلى غزة.
وقال في
البيان إن هدنة الأيام السبعة لم تكن كافية أبدا لتنظيم تسليم المساعدات؛ تلبية
للاحتياجات الهائلة لقطاع غزة، مشيرا إلى أن أي هدنة تمنح لسكان غزة مرحب بها
شريطة أن تسمح بالوصول إلى الإمدادات الطبية والغذاء والمياه.
وأضاف
"لقد أظهرت إسرائيل تجاهلها الصارخ والكامل لحماية المرافق الطبية في غزة،
ونحن نشهد المستشفيات تتحول إلى مشارح، بل إلى أنقاض، وتتعرض المستشفيات والمرافق
الطبية لضربات بالقذائف والدبابات وإطلاق للنار، كما يتم تطويقها ومداهمتها، ما
أسفر عن مقتل المرضى والطاقم الطبي".
ولفت إلى أن
منظمة الصحة العالمية وثقت 203 هجمات على مرافق الرعاية الصحية، بما في ذلك 22
حالة وفاة و48 إصابة بين العاملين الصحيين أثناء الخدمة.
وقال إن أفراد
الطاقم الطبي مرهقون تماما، وباتوا يائسين للغاية جراء الظروف الصعبة التي يعملون
بها.
وفي هذه
الصدد، أوضح أن الطاقم الطبي اضطر إلى بتر أطراف أطفال يعانون من حروق شديدة دون
تخدير أو أدوات جراحية معقمة.
وقال إن الناس
يموتون من الألم، وبسبب عمليات الإخلاء القسري التي قام بها الجنود الإسرائيليون،
اضطر بعض الأطباء إلى ترك المرضى، وواجهوا خيارا لا يمكن تصوره؛ حياتهم مقابل حياة
مرضاهم، ولا يوجد أي مبرر معقول لمثل هذه الأعمال الفظيعة.
وأوضح أن
المنظمة أرسلت أخيرا فريق طوارئ دوليا إلى غزة لمساعدة الأطباء الفلسطينيين، ودعم
القدرات الطبية والجراحية في المرافق الصحية، بالرغم من محدودية هذه القدرات على تنفيذ
الأنشطة بسبب حجم الضحايا، وتدمير البنية التحتية، ونقص الإمدادات الأساسية؛ مثل
الوقود واستمرار العنف غير المقبول.
وبين أن ثلاثة
أشخاص من طاقم عمل أطباء بلا حدود فقدوا حياتهم، وأصيب العديد منهم، فيما أعلنت
منظمات إنسانية عن مقتل العشرات من طواقمها.
وتابع إن غزة
الخاضعة للحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ عام 2007، هي بالفعل أكبر سجن مفتوح في
العالم، ومنذ بداية حملتها العسكرية، فرضت الحكومة الإسرائيلية حصارا كاملا على
غزة، ومنعت دخول المياه والغذاء والوقود والإمدادات الطبية إلى 2.3 مليون مدني
محاصر في القطاع، بالإضافة إلى القيود الصارمة على وصول المساعدات الإنسانية، ومنع
المساعدات التي تشتد الحاجة إليها عن أي شخص يحتاج إليها.
وقال إن إخضاع
شعب بأكمله للعقاب الجماعي يعد جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي، وتشن
إسرائيل عدوانها على غزة بأكملها وأهلها، مهما كان الثمن.
وزاد إن شمال
غزة يمحى من الخريطة، وانهار النظام الصحي، وقتل أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم من
الأطفال، وأصيب أيضا عشرات الآلاف، وتقوم العائلات بانتشال أحبائها القتلى من تحت
الأنقاض، ونزح ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن
فريق الطوارئ التابع للمنظمة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، تحدث عن تدفق أعداد
كبيرة من الجرحى بعد القصف المكثف والغارات الجوية، بما في ذلك على مخيمات
اللاجئين المكتظة، حيث يعيش الناس بالكاد على المساعدات الإنسانية الشحيحة
المتاحة، وإذا لم يلقوا حتفهم بوابل من القنابل، فإن الأمراض المعدية والمجاعة
ستقضي عليهم لا محالة.