سلطة المياه الفلسطينية تحذر من “كارثة” ضخ ماء البحر بأنفاق غزة

{title}
همزة وصل   -

رام الله / همزة وصل

حذرت سلطة المياه الفلسطينية (حكومية) الأربعاء، من "كارثة مائية وبيئية” في حال أقدم الجيش الإسرائيلي على تنفيذ تهديداته بضخ مياه البحر إلى أنفاق في قطاع غزة، يقول إن حركة "حماس” تستخدمها.

وأضافت في بيان صحافي، أن”تنفيذ هذا التهديد (إغراق الأنفاق) سيتسبب بحدوث كارثة مائية وبيئية، ومخاطر جسيمة، خصوصا على المياه الجوفية، قد يصعب تداركها مستقبلاً”.

وقالت إن وسائل إعلام إسرائيلية (لم تسمها) أفادت بأن الجيش "سيقوم باستخدام ما لا يقل عن 5 مضخات على بعد كيلومتر تقريبا إلى الشمال من مخيم الشاطئ للاجئين (غرب مدينة غزة)، بهدف إغراق الأنفاق في غضون أسابيع”.

وأشارت سلطة المياه إلى أن تنفيذ هذا التهديد "سيكون له آثار مدمرة على الخزان الجوفي الساحلي في قطاع غزة، من حيث ارتفاع معدلات ملوحة المياه الجوفية بشكل غير مسبوق، وتدمير الخزان الجوفي”.

وقالت إن "ضخ مياه البحر أسفل القطاع في طبقات رملية، سيؤدي إلى خلخلة وتمييع التربة الرملية، وبالتالي حدوث هبوط في سطح الأرض في العديد من مناطق القطاع، وهو ما ينذر بانهيار ما تبقى من منازل ومبان وبنية تحتية، إلى جانب انعكاس ذلك على زيادة نسبة الملوحة في التربة، مما سيجعلها غير قابلة للزراعة”.

ووفق سلطة المياه فإن الخزان الجوفي الساحلي يمتد على كامل مساحة قطاع غزة، ويُعتبر المصدر المائي الرئيسي في قطاع غزة، الذي يعتمد عليه المواطنون لتلبية احتياجاتهم المائية لمختلف الاستخدامات.

والثلاثاء، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال”، الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إسرائيل تقوم بإنشاء نظام ضخ كبير، لضخّ مياه البحر في شبكة أنفاق "حماس” بالقطاع.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن إسرائيل تهدف من خلال هذه الخطوة "للقضاء على شبكة أنفاق حماس، ودفع أعضائها للخروج من الملاجئ”.

وقالت إسرائيل إنها "رصدت 800 نفقا حتى الثلاثاء”، مؤكدة في الوقت نفسه أن شبكة الأنفاق الموجودة "أكبر بكثير مما هو معلوم”، وفق المصدر نفسه.

وفي وقت سابق الأربعاء، نقل موقع "واللا” الإخباري الإسرائيلي، عن زوجة أسير إسرائيلي أطلق سراحها من غزة مؤخرا قولها لأعضاء المجلس الوزاري الحربي في الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب مساء الثلاثاء: "إنهم (الأسرى) في الأنفاق، وأنتم تتحدثون عن إغراقها بمياه البحر”.

وأضافت، دون أن يذكر الموقع اسمها: "لقد وضعتم السياسية فوق إعادة المختطفين، لقد ضرب زوجي نفسه (لا يزال أسير لدى المقاومة الفلسطينية) لأن الأمر كان صعبا، وأنتم لا تفكرون إلا في إسقاط حماس”.

وتعتبر إسرائيل أنفاق غزة واحدة من أكبر المعضلات المعقدة التي تواجهها خلال العملية البرية داخل القطاع.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفا و248 شهيدا، بينهم 7112 طفلا و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفا و616 جريحا، فضلا عن دمار هائل في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

© جميع الحقوق محفوظة لهمزة وصل 2024
تصميم و تطوير