عمان / همزة وصل
أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية
الدكتور صالح الخرابشة، اليوم الاثنين، أن الأردن يمتلك إمكانات هائلة ليكون مركزا
إقليميا لتصدير الهيدروجين الأخضر.
وقال إن الأردن باشر، تماشيا مع التطور
العالمي في التحول الطاقي، في إعداد خارطة طريق ترسم السياسات وتضع الإطار
التنظيمي لاستقطاب الاستثمارات في مجال انتاج الهيدروجين الأخضر، والترويج للمملكة
كمركز إقليمي لتصدير الهيدروجين، أو ما ينتج منه كالأمونيا الخضراء أو الميثانول
الاخضر.
وأضاف الخرابشة، في افتتاح مؤتمر
الطاقة العربي الثاني عشر المنعقد تحت عنوان "جهود الدول العربية لمواجهة
تحديات أمن الطاقة "، أن الأردن وقع 13 مذكرة تفاهم مع شركات عالمية مهتمة
لإعداد الدراسات اللازمة لذلك، مشيرا إلى الامكانيات الهائلة التي يمتلكها الأردن
في توليد الطاقة المتجددة وموقعه الجغرافي وتوفر الكفاءات المؤهلة.
ودعا بحسب بيان لوزارة الطاقة اليوم
الاثنين، إلى تعاون عربي متكامل يجعل من الوطن العربي، مصدراً رئيسياً لإنتاج
الطاقات الخضراء بأشكالها كافة لتغطية احتياجاته وتصدير الفائض إلى الدول
المستهلكة لتحقيق أهدافها في الاستدامة البيئية وتنويع مصادر الطاقة.
وأكد الخرابشة أن ذلك يتطلب من الدول
العربية عملاً جماعياً لتوطين الصناعات المرتبطة بمشاريع الطاقة النظيفة وتطوير
هذه الصناعة بمختلف سلاسل التزويد وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا، و جذب
الاستثمارات في هذا المجال من خلال تطوير مشاريع توليد الكهرباء الخضراء وتخزين
الطاقة و انتاج الهيدروجين وغيرها من الصناعات المرتبطة بذلك، ما يعزز من فرص
التكامل العربي سواء بعمليات التصنيع أو التشغيل أو الانتاج أو التبادل، و ينعكس
بمزيد من الاستقرار و الرفاه لشعوبنا و منطقتنا العربية.
ولفت إلى توافر جميع مقومات التكامل
الاقتصادي في البلدان العربية، ما يجعل تكاملها ممكناً و متميزاً عن سواه من تجارب
الدول الأخرى، مبينا الدول العربية قطعت شوطا لا بأس به لاستكمال ربط الشبكات
الكهربائية، "ولا زلنا نطمح لربط عربي متكامل فيما يتعلق بالربط
الكهربائي" .
وشدد الخرابشة على ضرورة التركيز على
التقنيات التي تعمل على إزالة الكربون من كامل سلسلة الانتاج و الاستهلاك للوقود
الأحفوري، الذي لعب دورا حاسما في تحقيق التطورات الصناعية المتعاقبة، وسيبقى
لاعبا رئيسا في أسواق الطاقة لسنوات وعقود عديدة مقبلة.
وقال إن أنظار العالم تتجه اليوم نحو
مكافحة التغير المناخي، الذي بدأت آثاره تظهر في المنطقة العربية، رغم مساهمتها
المتواضعة في رفع انبعاثات الكربون، ما يجعل التوجه نحو التحول الطاقي أمراً
ملحاً.
وأشار إلى ضرورة العمل على إيجاد مصادر
جديدة للطاقة صديقة للبيئة، وتحسين كفاءة استخدامها والتوجه نحو استخدام الشبكات
الذكية و تعزيز مشاريع الربط الكهربائي والتحول نحو وسائل النقل الكهربائي،
والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتغطية هذه الاحتياجات.
وأكد الخرابشة أن التركيز اليوم ينصب
على مشاريع انتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُنظر إليه كوقود للمستقبل في العديد من
الصناعات وقطاع النقل وانتاج وتخزين الكهرباء وانتاج الأسمدة وغيرها من
الاستخدامات، آملا أن تحظى الدول العربية بالنصيب الأكبر من هذه المشاريع لما
تتمتع به من مزايا عديدة في هذا المجال.
وتحدث الخرابشة عن مصادر الطاقة الجمة
التي يمتلكها الوطن العربي سواء أحفورية، أو متجددة بكافة أشكالها شمسية ورياح
ومياه، مؤكدا أن أنظار العالم جميعاً أصبحت تتجه إلى الطاقة المتجددة، باعتبارها
المؤثر الأكبر في مكافحة آثار التغير المناخي.
وقال إن موقع العالم العربي الجغرافي
يجعل منه مركزًا رئيساً للعبور بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، سواء لخطوط الربط
الكهربائي لنقل الطاقة الخضراء، أم لأنابيب الهيدروجين الأخضر مستقبلاً، يضاف إلى
ذلك امتلاكه موانئ استراتيجية عديدة ستلعب دوراً رئيساً في تصدير الطاقات الخضراء
في المستقبل.
واستعرض الخرابشة التجربة الاردنية في
مجال الطاقة، مشيرا إلى التحديات التي واجهها قطاع الطاقة في الأردن خلال السنوات
الماضية التي كان من أهم أسبابها: الاعتماد شبه الكلي على استيراد الطاقة وعدم
تنويع مصادره.
وقال "لذا كان لزاماً علينا أن
نضع أهدافاً استراتيجية تتمحور حول: أمن الطاقة، ومصدرها مستدام، وموثوقة، بكلف
مناسبة يتم تأمينها ما أمكن بالاعتماد على الذات وبتنويع المصادر".
وأشار الخرابشة الى ما قامت به الأردن
من تنويع مصادره من الوقود الاحفوري لتحقيق أمن التزود بالطاقة، بإنشاء شبكة
متكاملة لنقل الغاز الطبيعي من شمال المملكة إلى جنوبها، وتأمين أكثر من مصدر
للغاز عبر الأنابيب، وإنشاء ميناء متخصص لإيصال الغاز الطبيعي المسال إذا ما دعت
الحاجة لذلك، ومد شبكات الغاز لتزويد الصناعات باحتياجاتها، والسعي لمد شبكة
أنابيب لتغطي مدن المملكة الرئيسة.
وأكد أن الأردن مستمر باستيراد
احتياجاته من النفط الخام والمشتقات النفطية من مصادر عدة، وأن المملكة لم تغفل عن
تطوير قطاع الطاقة المتجددة بالتوازي مع تنويع مصادره من الوقود الاحفوري، مشيرا
إلى تطوير البيئة التشريعية والتنظيمية، والبناء على ما تتمتع به المملكة من ثراء
في مصادر الطاقات المتجددة.
ولفت الوزير الخرابشة إلى انجازات
الأردن المتحققة في مجال الطاقة المتجددة ليصبح خلال سنوات قليلة محط أنظار كُبرى
الشركات العربية والعالمية للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة.
وأوضح أنه يرتبط اليوم بالشبكات
الكهربائية في الأردن نحو2600 ميجا واط من أنظمة الطاقة المتجددة، أنتجت 27 بالمئة
من إجمالي الطاقة الكهربائية في المملكة عام 2022، وستغطي ما يزيد على 30 بالمئة
من استهلاك الطاقة الكهربائية في عام 2030 وفقاً لاستراتيجية قطاع الطاقة التي
يجري حاليا تحديثها لوضع الخطط اللازمة لزيادة هذه النسبة.
وشكر الخرابشة رئيس مؤتمر الطاقة
العربي الثاني عشر المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار " الطاقة
والتعاون العربي" والأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة
للبترول(أوابك) والمساهمين في تنظيم المؤتمر الذي يأتي انعقاده في وقت بات أمن
التزود بالطاقة والتحول الطاقي يشغل العالم أجمع، متمنياً الخرابشة النجاح للمؤتمر
في النقاشات والجلسات والحوارات وتبادل الخبرات في إثراء التعاون لإيجاد حلول
قابلة للتطبيق نحو مفاهيم جديدة في أمن الطاقة والتحول الطاقي.