أولت وسائل الاعلام أميركية وعالمية على مدى اليومين الماضيين، اهتماما كبيرا بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى العاصمة الاميركية واشنطن، وتركيز مباحثات جلالته مع الرئيس الأميركي جو بايدن على الوضع في المنطقة خاصة قطاع غزة، وتصريحات جلالته عقب القمة التي جمعت الزعيمين.
وتناولت العديد من هذه الوسائل زيارة جلالته باهتمام، بوصفه أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ هجوم السابع من تشرين الأول الماضي، واصفة إياه بأنه شخصية رئيسية والأكثر وضوحا في الدفع من اجل وقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة منذ بداية هذه الاحداث.
صحيفة "الديلي ميل"، أشارت في خبر لها حول المباحثات، الى تأكيد جلالة الملك بأن هذه الحرب يجب ان تنتهي الآن، مثلما أشارت إلى تصريحات الرئيس الأميركي بأن أميركا تعمل على اتمام صفقة لتبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس، من شأنها أن تحقق وقفا لإطلاق النار في غزة قد يستمر ستة أسابيع على الأقل، من غير الاجابة على موعد اتمام الصفقة.
وأفردت صحيفة "واشنطن بوست" حيزا في تغطيتها لهذه الزيارة، وقالت، إن "جلالة الملك كان أكثر وضوحا في كلماته، التي أكد فيها أن الوضع في غزة يؤكد الحاجة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، فالوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لما يزيد على مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح".
وأشارت الصحيفة إلى التحذير، الذي أطلقه جلالة الملك، من خطورة تنفيذ إسرائيل هجوما على منطقة رفح، وتأكيد جلالته بأنه "لا يمكن ان نقف مكتوفي الأيدي ونترك هذا الأمر يستمر".
كما أشارت الصحيفة إلى الدعوة التي أكدها جلالة الملك مرارا بأهمية البدء بعملية سياسية تقود الى تحقيق السلام في المنطقة وفق حل الدولتين، وبما يمنح الفلسطينيين حقهم باقامة دولتهم المشروعة، في الوقت الذي اكد فيه الزعيمان اهمية زيادة المساعدات الانسانية الى غزة.
ولفتت الصحيفة الى أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض المخاوف التي أبدتها الولايات المتحدة الأميركية على سكان غزة المحاصرين في ظل التهديدات الاسرائيلية بشن عملية عسكرية في رفح.
قناة "فوكس نيوز" الأميركية، قالت في تغطيتها، إن جلالة الملك عبدالله الثاني كان واضحا في موقفه من خطورة اي هجوم اسرائيلي على رفح وتبعاته التي ستؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى في قطاع غزة لا يمكن تحمل عواقبها.
ولفتت القناة الى تأكيد جلالة الملك على أهمية العمل لوضع حد للتطورات الخطيرة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بما في ذلك توسيع المستوطنات الإسرائيلية والاقتحامات المتكررة لليهود المتطرفين للمسجد الأقصى.
ونقلت القناة عن جلالته قوله إن "الغالبية العظمى من المصلين المسلمين لا يسمح لهم بالدخول إلى المسجد الأقصى، كما أن الكنائس أعربت عن قلقها حول القيود المتزايدة وغير المسبوقة بالإضافة إلى التهديدات"، مشيرة الى تأكيد جلالة الملك بأن سبعة عقود من الاحتلال والموت والدمار أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنه "لا يمكن أن يكون هناك سلام دون أفق سياسي".
وبينت القناة، أن الزعيمين جددا دعوتهما لإسرائيل للعمل على تحقيق اتفاق للسلام، وبحثا خلال اللقاء الحرب في غزة، وكيفية التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما نقلت عن الرئيس الأميركي قوله إن "الدولة الفلسطينية يمكن أن تهيئ الظروف لإسرائيل لتحقيق سلام طويل الأمد مع جيرانها العرب وأمن طويل الأمد".
شبكة "ان بي سي نيوز" الأميركية، أشارت إلى تحذير جلالة الملك خلال تصريحات مشتركة مع الرئيس بايدن، من تهجير الفلسطينيين خارج حدود غزة والضفة الغربية، وحث جلالته على حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقالت، ان جلالة الملك أكد خلال التصريحات، أن على المجتمع الدولي وبالتعاون مع الشركاء العرب، تكثيف الجهود للتوصل الى وقف إطلاق النار في غزة، والبدء فورا في العمل على ايجاد أفق سياسي يؤدي الى سلام عادل وشامل على أساس حل الدولتين.
وقالت شبكة "سي إن إن" الاميركية، إن الملك أبلغ الصحفيين أنه "لا يمكن للمجتمع الدولي ان يقف مكتوف الايدي، والسماح باستمرار الحرب دون موقف واضح وصريح تجاهها، ولا بد لهذه الحرب أن تنتهي".
واضافت الشبكة، ان جلالة الملك أكد ضرورة استمرار وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في تلقي التمويل اللازم للقيام بدورها، مشيرة إلى تحذير جلالته من الكارثة الإنسانية، التي ستشكلها العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.
وركزت لورا كيلي تحت عنوان "في البيت الأبيض، ملك الأردن يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار فورا في غزة"، على تصريحات جلالته بالقول "إن الأردن يتطلع إلى بايدن لقيادة حل لهذا الصراع وأن وقف إطلاق النار يجب أن يتبعه جهود لإقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل بسلام وأن الاستقرار هو حلنا الوحيد الذي سيضمن السلام والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين".
ونقلت وكالة (يو بي أي) عن جلالته تحذيره من أنه "لا يمكننا تحمل شن هجوم إسرائيلي على رفح، فمن المؤكد أنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى. الوضع لا يطاق بالفعل بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بدء الحرب".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الرئيس بايدن تحدث بعد اجتماعه في البيت الأبيض مع الملك عبدالله الثاني، وهو شخصية رئيسية "في الدفع من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وكانت هذه أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس".
وجاءت الزيارة، في الوقت الذي يسعى فيه الملك إلى حشد الدعم الدولي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة من شأنه أن يوقف القتال بشكل دائم.