بعد رحلة قطعت ربع مليون ميل عادت أمريكا إلى القمر وبالتحديد منطقة القطب الجنوبي منه عن طريق مركبة أوديسيوس التجارية، وذلك للمرة الأولى منذ نصف قرن.
وهبطت مركبة الهبوط القمرية غير المأهولة بنجاح على القمر في الساعة 6:23 مساءً بالتوقيت الشرقي لأمريكا (2323 بالتوقيت العالمي).
ونشرت وكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " عبر حسابها الرسمي على منصة إكس فيديو من غرفة التحكم الأرضية المشرفة على عملية الهبوط معلقة عليه: "تم تسليم طلبك... إلى القمر!"
وأضافت: هبطت مركبة الهبوط القمرية غير المأهولة في الساعة 6:23 مساءً بالتوقيت الشرقي (2323 بالتوقيت العالمي)، وبذلك وصلت علوم ناسا إلى سطح القمر.
وتابعت: ستعمل هذه الأدوات على إعدادنا لاستكشاف الإنسان المستقبلي للقمر تحت قيادة أرتميس.
والمركبة الفضائية صنعتها وأطلقتها شركة إنتويتف ماشينز، ومقرها هيوستن، وتدور حول القمر في أول محاولة لهبوط أمريكي على سطح القمر منذ أكثر من نصف قرن، وأول محاولة على الإطلاق يجريها بالكامل القطاع الخاص.
والمركبة لها ست أرجل، و يطلق عليها اسم أوديسيوس، وبدأ الهبوط النهائي من مدار القمر بانفجار محركها الرئيسي قبل حوالي ساعة من الهبوط.
وتحمل المركبة مجموعة من الأدوات العلمية والنماذج التكنولوجية لصالح إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) وعدة عملاء تجاريين، وهي مصممة للعمل بالطاقة الشمسية لمدة سبعة أيام قبل غروب الشمس فوق موقع الهبوط القطبي.
وستركز الأدوات والنماذج التابعة لناسا على جمع البيانات الخاصة بتفاعلات الطقس في الفضاء مع سطح القمر وعلم الفلك اللاسلكي وجوانب أخرى من البيئة القمرية لمركبات الهبوط المستقبلية وخطط ناسا لإرسال رواد الفضاء مجددا في وقت لاحق من العقد الحالي.
وتدور المركبة الفضائية غير المأهولة حول القمر على ارتفاع 92 كيلومترا تقريبا فوق سطحه منذ وصولها إلى المدار الأربعاء، وذلك بعد ستة أيام من إطلاقها بواسطة الصاروخ فالكون 9 من إنتاج شركة سبيس إكس من مركز كينيدي للفضاء التابع لناسا في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا.
وتمثل مهمة آي.إم-1 أول هبوط متحكم فيه على سطح القمر بواسطة مركبة فضائية أمريكية منذ مهمة أبولو 17 في عام 1972 عندما هبطت آخر مهمة مأهولة لناسا هناك.
لماذا تعود ناسا إلى القمر؟
ووفق تي ار تي عربية فإن هناك عدة أسباب وراء عودة أمريكا إلى القمر:
أولاً، القمر هو منصة انطلاق محتملة لاستكشاف الفضاء في المستقبل. إن الجاذبية المنخفضة للقمر وغياب الغلاف الجوي تجعله موقعاً مثالياً لإطلاق مهمات الفضاء السحيق. تتطلب الصواريخ التي يجري إطلاقها من القمر وقوداً أقل للهروب من جاذبيتها من تلك التي يجري إطلاقها من الأرض، مما يجعل استكشاف الفضاء أكثر فعالية من حيث التكلفة والكفاءة.
ثانياً، يحتوي القمر على موارد قيمة يمكن استخدامها لدعم البعثات البشرية المستقبلية إلى الفضاء. على سبيل المثال، جرى اكتشاف جليد الماء في بعض حفر القمر، والتي يمكن حصادها ومعالجتها كي تصبح وقوداً وهواءً قابلاً للتنفس لرواد الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخراج المعادن النادرة، مثل الهليوم 3، من القمر واستخدامها في الاندماج النووي، مما قد يُحدِث ثورة في إنتاج الطاقة على الأرض.
ثالثاً، ستوفر العودة إلى القمر معرفة ورؤى علمية قيمة. تخطط ناسا لتأسيس وجود مستدام على سطح القمر، مما سيمكن من البحث العلمي والتجريب على المدى الطويل. يمكن للعلماء دراسة جيولوجيا القمر وتكوينه وتطوره، مما قد يساعدنا على فهم أفضل لتاريخ نظامنا الشمسي والكون.
رابعاً، يعد برنامج "أرتميس" نقطة انطلاق نحو الهدف النهائي المتمثل في استكشاف الإنسان للمريخ. من خلال العودة إلى القمر، تأمل ناسا في تطوير التقنيات والقدرات اللازمة لاستكشاف الفضاء السحيق. يجعل قرب القمر من الأرض موقعاً مثالياً لاختبار هذه التقنيات وتحسينها قبل المضي قدماً في النظام الشمسي.