عقد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى المملكة المتحدة، لقاءات منفصلة مع مجلس السفراء العرب في لندن، ومجموعة الأردن في البرلمان البريطاني، كذلك مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط اللورد طارق أحمد، وبحث معهم الأوضاع الراهنة في المنطقة والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إضافة إلى العلاقات الأردنية البريطانية وسبل تعزيزها بمختلف المجالات.
وأشار الفايز، بحضور الأعيان علياء بوران وناصر جوده ومازن دروزه والسفير الأردني لدى المملكة المتحدة منار الدباس، إلى التحديات التي تواجه الأردن وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إضافة إلى أهمية تعزيز العلاقات الأردنية البريطانية والبناء عليها بمختلف المجالات.
وقال إن الأردن دولة قوية سياسيا وأمنيا، لكنه يواجه تحديات اقتصادية، بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووجود مليون و300 ألف لاجئ سوري، لم يعد حجم الالتزام الدولي بخطة الاستجابة للأزمة السورية التي وضعها الأردن بالتعاون مع الشركاء الدوليين يتجاوز الـ21 بالمئة من تكلفة احتياجات اللاجئين.
وثمن الفايز الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة لبرامج التنمية الاقتصادية في الأردن، ودعا البرلمانيين البريطانيين إلى الدفع باتجاه تقديم المزيد من الدعم للأردن، ومتابعة مخرجات مؤتمر المانحين الذي استضافته المملكة المتحدة، عام 2019؛ بهدف تقديم حزمة اقتصادية للأردن تمكنه من مواجهة تحدي اللجوء السوري.
وأكد أهمية لجان الصداقة البرلمانية للنهوض بالعلاقات الثنائية على مختلف الصعد، والدور الفاعل الذي يمكن أن تقوم به الدبلوماسية البرلمانية لجهة إزالة أية معيقات تعترض علاقات البلدين الصديقين.
كما أكد ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مبينا ضرورة أن يكون للبرلمان البريطاني موقف قوي بهذا الاتجاه، كما أشار إلى الجهود التي يقوم بها الأردن من أجل وقف العدوان الإسرائيلي وإرساء السلام العادل والشامل في المنطقة.
وقال إن جلالة الملك عبدالله الثاني، يقوم بجهود حثيثة لوقف العدوان الإسرائيلي، وكشف حقيقة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي وتجويع وتدمير بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع.
وبين الفايز أن جلالة الملك يؤكد باستمرار للمجتمع الدولي، على حتمية قيام الدولة الفلسطينية والاعتراف الدولي بها، وعلى ضرورة فرض الحل السياسي على إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية وعلى أساس حل الدولتين.
وأضاف خلال اللقاءات، أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد الذي ينهي صراعات المنطقة ويمكن الجميع من العيش بسلام، مبينا أن لا أمن ولا استقرار لإسرائيل وغيرها، إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالب الفايز المملكة المتحدة دعم الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني، لأجل إحلال السلام في المنطقة، مشيرا إلى أن "لا شيء يمكن أن يبرر قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، وجعل الآلاف من أطفال غزة أيتاما، وبلا مأوى".
وعرض الفايز موقف الأردن الرافض لسياسات إسرائيل العدوانية والتوسعية، ورفض الأردن القاطع المس بثوابته الوطنية، ومصالحه العليا والتهجير القسري للفلسطينيين، مبينا أن جلالة الملك أكد باستمرار، على أن أية حلول للقضية الفلسطينية على حساب الأردن، هي حلول وهمية وعدمية سيتصدى لها الأردن بقوة.
وأكد الفايز، حرص مجلس الأعيان، على تفعيل العلاقات الثنائية الأردنية البريطانية خدمة لمصالح البلدين والشعبين الصديقين، مبينا أهمية العمل بين مجلسي الأعيان والبرلمان البريطاني لجهة البناء على الشراكة القوية بين البلدين، إضافة إلى تنسيق الجهود المشتركة من أجل استقرار المنطقة والتنمية الاقتصادية فيها، وتعزيز التعاون الثنائي، وزيادة الاستثمارات البريطانية في الأردن، وتوقيع المزيد من اتفاقيات التعاون المشترك.
واستعرض الفايز خلال المباحثات، مسيرة الإصلاح الشامل التي ينتهجها الأردن ترجمة لتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، بهدف تعزيز المشاركة الشعبية وتمكين المرأة والشباب، والوصول إلى الحكومات البرلمانية الحزبية البرامجية وايجاد البيئة الجاذبة والمحفزة للاستثمار.
وخلال لقاء رئيس مجلس الأعيان مع مجلس السفراء العرب، أشار الفايز إلى التحديات التي تواجه الأمة العربية، مبينا أن مواجهتها تحتاج موقفا عربيا موحدا، للتعامل معها، ومع مختلف الأزمات والصراعات التي تمر بها الأمة العربية.
كما أكد أن حالة التشرذم والضعف التي تمر بها أمتنا، جعلت العديد من الدول العربية ساحة لصراعات دول إقليمة ودولية، والضحية دائما هو المواطن العربي.
ودعا الفايز إلى ضرورة وجود جهد عربي فاعل يتصدى للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة، ويوقف عمليات التطهير العرقي وحرب الإباده وجرائم الحرب التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
كما عرض الفايز الجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني ومساعيه الدولية والإقليمية الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل كاف ومستدام، وتحذير جلالته من خطورة تداعيات الهجوم الإسرائيلي على رفح المكتظة بالنازحين.
من جانبهم، أكد رئيس وأعضاء لجنة الأردن في البرلمان البريطاني اعتزازهم بالعلاقات الأردنية البريطانية بمختلف مجالاتها، بما يشمل التفاعل البرلماني المستمر والرغبة في تعزيزه.
كما أشادت اللجنة بالدور المحوري الذي يضطلع به الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في مواجهة التحديات الإقليمية، وإرساء الاستقرار والأمن فيها.
وثمنت الدور الإنساني الرائد للمملكة في استضافة اللاجئين السوريين رغم شح الموارد الذي تعانيه، معربة عن تطلعها لزيارة الأردن خلال العام الجاري، بما يفتح أفاق تعاون برلماني أوسع.
أما مجلس السفراء العرب، فقد ثمن دور جلالة الملك عبداله الثاني المحوري، في توضيح حقيقة ما يجري في غزة من عدوان على الشعب الفلسطيني، لافتين إلى انعكاسات زيارتي جلالته إلى المملكة المتحدة بعد العدوان على قطاع غزة، والتأثير على مواقف قيادتها، لما يحظى به جلالة الملك من موثوقية واحترام لدى مراكز صنع القرار البريطاني.
وأكد اللورد أحمد، اعتزازه بالعلاقات الثنائية بين الأردن وبريطانيا، والرغبة في تعزيزها وأخذها آفاقا أرحب، معربا عن تقدير المملكة المتحدة للدور الأردني في مواجهة التحديات الإقليمية، بما يشمل جهد الأردن المستهدف تحقيق سلام مستدام.
وأكد أن المملكة المتحدة مستمرة في دعمها حل الدولتين سبيلا، لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لافتا إلى أن المملكة المتحدة تدعم وقفا مستداما لإطلاق النار، مع أهمية دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
وأشاد بدور الأردن الريادي في إدخال المساعدات للقطاع، من خلال الإنزالات الجوية التي كانت المملكتان قد تعاونتا في إنفاذ واحدة منها.
وفي إطار زيارة العمل، قام الفايز يرافقه العين ناصر جودة والسفير الأردني لدى المملكة المتحدة منار الدباس، بزيارة إلى المركز الإسلامي الثقافي المعروف باسم (مسجد لندن المركزي) واستمع من القائمين عليه إلى دور المركز في الدفاع عن رسالة الاسلام الحنيف، إضافة إلى تعاليم الإسلام وتدريس اللغة العربية.
وأشاد مدير المركز ، بجهود الأردن الدولية في نشر رسالة الإسلام السمحة وتعزيز قيم الحوار والتعايش المشترك بين الأديان، ومجابهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
من جانبه، أشاد الفايز بدور القائمين على المركز في نشر قيم الإسلام السمحة القائمة على الوسطية والاعتدال وقيم المحبة وقبول الآخر، مبينا أثر الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في حماية هذه المقدسات ومنع تهويدها وإعمارها.