يقول السائل:
المبطون شهيد، فهل يدخل هذا المعنى في المصاب بمرض الكلى؟ وجزاكم الله خيراً
الجواب، وبالله التوفيق:
ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشُّهَداءُ خَمْسَةٌ: المَطْعُونُ، والمَبْطُونُ، والغَرِقُ، وصاحِبُ الهَدْمِ، والشَّهِيدُ في سَبيلِ اللَّهِ)، أخرجه البخاري (2829 )، ومسلم (1914).
قال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم (13/ 62): (وأما المبطون فهو صاحب داء البطن وهو الإسهال، قال القاضي: وقيل: هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن وقيل: هو الذي تشتكي بطنه. وقيل هو الذي يموت بداء بطنه مطلقاً).
فكل أدواء البطن التي تكون سبباً للموت فإنها داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم: «المبطون»، لا سيما التي يكون الموت فيها محققاً عاجلاً.
وعن عبدالله بن يسار قال: «كنتُ جالساً وسُلَيْمانُ بنُ صُرَدٍ وخالدُ بنُ عُرفُطَةَ، فذَكَروا أنَّ رجلًا توُفِّيَ ماتَ ببطنِهِ، فإذا هُما يشتَهيانِ أن يَكونا شُهَداءَ جَنازتِهِ، فقالَ أحدُهُما للآخرِ: ألم يقُلْ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّم: «مَن يقتلْهُ بطنُهُ، فلن يُعَذَّبَ في قبرِهِ»، فقالَ الآخرُ: بلَى». (رواه النسائي في سننه، وصحح إسناده ابن حجر).
وفي هذا الحديثِ بيانٌ لفضْلِ مَن ماتَ بداءِ البطْنِ؛ فإنَّه يُؤمَّنُ مِن عذابِ القبْرِ.
وفي الحديث أيضاً: فضيلةٌ لِمَن ماتَ مَبطونًا، وفيه: أنَّ الأمراضَ والأسقامَ التي يُصابُ بها في الدُّنيا تُخفِّفُ مِن العذابِ في الآخِرَةِ.
فالخلاصة أن من مات بسبب مرض الكلى فيُرجى له الشهادة في سبيل الله.